تركيا: العلاقة الملتبسة
يرى متابعون للمشهد السياسي والأمني في سوريا أن العلاقة الدافئة بين دمشق وأنقرة حالياً قد لا تستطيع أن تخفي هواجس حكام دمشق الجدد من الدور الذي يمكن أن يوكله الغرب إلى أنقرة لجهة إقصائهم – وهي الخبيرة ببواطن أسرارهم – في حال عدم قدرة حلفائها الجدد في سوريا على تجاوز الشروط الغربية الموضوعة لاستمرار بقائهم في الحكم – هذا إذا لم يكن قرار إقصائهم قد اتخذ مسبقاً – بعد استعمالهم في إسقاط الأسد وإخراج إيران من سوريا.
ويشدد هؤلاء على أن معرفة الفصائل السورية المسلحة بالتقلبات التركية في العلاقة معهم – بعدما بدت في مرحلة سابقة أقرب إلى النظام السوري المخلوع منهم عقب مساعيها الحثيثة لإعادة العلاقة معه –، وعدم قدرة أنقرة على مخالفة الرغبة الأمريكية في إقصائهم كما حصل مع حكم الإخوان المسلمين في مصر، قد يجعل منهم كبش فداء في لعبة الأمم، مشيرين إلى أن هذا السيناريو قد يعجب كل الدول العربية التي تحج اليوم إلى دمشق، باستثناء قطر التي تتماهى سياستها مع سياسة أنقرة، وترغب إلى حد بعيد في استقرار حكم الفصائل الإسلامية في دمشق، باعتبارها حليفاً تقليدياً لسياسة الدوحة في الانفتاح على قوى الإسلام السياسي.
تركيا، التي قال عنها الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بأنها “الطرف الفائز” في سوريا بعد سقوط نظام الأسد، تطمع في الحصة الأكبر من الكعكة السورية سياسياً واقتصادياً، سيما وأنها تملك من الإرث الذي حكم سوريا لأربعة قرون ما يسوق لها ويشرعن نفوذها دينياً وقومياً عند عديد السوريين، على اعتبار أن الكثير من العائلات السورية تعود أصولها إلى تركيا، التي سيكون لها “مفتاح الأحداث” في سوريا الجديدة، على حد وصف ترامب.
RT