جميع الاحزاب و القوى العلمانية و الديمقراطية ترتكب خطأ كبيرا في ترك الجولاني كي يقوم ببناء دولة أسلامية متطرفة و يفرضها على السوريين و على القوى العلمانية و الديمقراطية في سوريا. و بناء على ذلك نرى بالاهمية بمكان أن تبدأ الادارة الذاتية و قواة سوريا الديمقراطية بتوجية دعوة الى كافة الاحزاب السورية العلمانية و الديمقراطية و التي تؤمن بفصل الدين عن الدولة الى أجتماعات مكثفة و البدء بحوار سياسي في القاميشلي أو أية مدينة سورية امنه كالرقة من اجل الاتفاق على شكل الحكم السياسي الذي يرغبون تشكيلة في سوريا.
ترك سوريا في يد الجولاني و حزبة الاسلامي المتطرف و المرتبط بأطراف خارجية هي كارثة لسوريا و لحقوق الانسان و المرأة. كما أن ترك الجولاني كي يسيطر على كامل التراب السوري و يقوم بتشكيل قواة أمن أسلامية تحت راية و صيحات الله أكبر كما نراها اليوم، و تشكيل جيش عقائدي أسلامي متطرف ستكون نتيجتة الحتمية تشكيل دكتاتورية أسلامية و حتى شخصية في سوريا.
سوريا ذات قواة أمن اسلامية، وسوريا تحت سيطرة شرطة أسلامية و سوريا تحت سيطرة قواة أمن و استخبارات أسلامية و بالفترة التي يريد الجولاني الادامة بسيطرته عليها و التي تقدر بأربعة سنوات سوف لن تكون سوى سوريا أسلامية و متطرفة. فهل تقبل القوى السورية الانتظار لحين يبسط الجولاني سيطرته على سوريا بأكملها و يقوم بتشكيل قواة عسكرية أسلامية ؟ أليس من السذاجة أن يعتقد البعض أن الجولاني على الرغم من ضعفه الحالي لايقبل مشاركة أحد غير أسلامي في الحكم سيقوم هذا الجولاني بعد أن يبني جيشة و قواته الجرارة بالموافقة على ترك السلطة للانتخابات و الديمقراطية و تداول السلطة؟؟ انها سذاجة ما بعدها سذاجة. لذا لا بد من بناء البديل الديمقراطي في سوريا بدلا من البديل الاسلامي و على عجالة لأن الجولاني و بدعم من تركيا و قطر و أرهابيي العالم المتجمعين في سوريا سيقوم عاجلا و ليس اجلا بالسيطرة على كل كبيرة و صغيرة في سوريا و يسحب البساط من تحت أقدام جميع القوى السياسية العلمانية و الديمقراطية في سوريا.
لا تشاركوا في بناء سلطة كي تقوم بأستعبادكم لاحقا. اليوم بدأ الجولاني بالعلويين و بعدها سيأتي دور بقية السوريين و باقي الاحزاب التي لا ترفع شعار الله أكبر و لا يصلون خلف الجولاني في الجامع الاموي في دمشق.
إقتراح جيد وعصري, لكن هل يترك الجولاني هذه المبادرة تفسد حلمه وهو المستقوي بأردوكان ؟ بالتأكيد لا , إذن, ما السبيل إلى ذلك؟ لابد أن يكون إسرائيل بعد أمريكا التي دائماً تمسك العصا من الوسط في مثل هذه الحالات