إنها الايام الاخيرة للنظام الايراني- منى سالم الجبوري

 

وأخيرا وبعد 4 عقود من قيام النظام الايراني بتنفيذ مخططاته التآمرية ضد دول المنطقة من أجل إخضاعها تحت مظلة نظام ولاية الفقيه وجعلها مجرد أوراق لخدمة المشروع المشبوه له والذي مکرس أساسا لخدمة النظام وجعل بقائه أمرا واقعا، فقد تبين وبشکل واضح لاغبار عليه إن حسابات الحقل والبيدر التي طالما حرص عليها النظام بالنسبة لتدخلاته ونفوذه في المنطقة ليس لم تعد تتطابق بل وحتى ظهر إختلاف کبير جدا فيما بينها!

إضعاف حزب الله ومن قبل حرکة حماس وسقوط نظام الدکتاتور المجرم بشار الاسد، أثار ذعرا غير مسبوقا في أوساط النظام الايراني لأن فقدان النظام لمرتکزات نفوذه يعني إنه صار ضعيفا وإن کرة النار باتت أقرب ما تکون لحضنه، وهذا ما عبرت عنه صحيفة”هم ميهن”الحکومية التابعة للنظام في 5 يناير الجاري تحت عنوان”العراق، آخر معقل لإيران”، عندما حذرت قائلة:” إيران فقدت سوريا بالكامل وحزب الله قد ضعف بشكل كبير… في الوضع الحالي، إيران لا تملك سوى القليل من أوراق الضغط، وإذا تحرك ترامب نحو تنفيذ سياسة الضغط الأقصى، فإن إيران ستتعرض لضغوط أكبر من أي وقت مضى”.

ومن دون شك فإن فإن سقوط نظام الاسد قد ألقى بظلاله السوداء على العراق آخر المعاقل الاستراتيجية للنظام ووفقا لتقرير قناة “العربية”(20 دي)، “حمل السوداني رسالة إلى طهران مفادها أنه يجب على طهران تغيير سياستها بشأن القوات بالوكالة، وأنه لم يعد هناك مكان لذراع النظام الإيراني في العراق” وعلى الرغم من إن خامنئي عندما إلتقى رئيس الوزراء العراقي خلال زيارته لإيران في 8 يناير الجاري کان قد أکد على أن”الحشد الشعبي هو أحد مكونات القوة المهمة في العراق، ويجب السعي للحفاظ عليه وتعزيزه بشكل أكبر”، لکن ما نقلته صحيفة”الشرق الاوسط” في 18 ديسمبر2024، عن مستشار رئيس وزراء العراق، قوله: حل الفصائل “سيفرض هذه المرة بشكل مختلف، إن لم نستجب له طواعية وبإرادتنا، وقد يفرض علينا من الخارج وبالقوة”، قد أثبت بأن مايجري في المنطقة وما سيجري في العراق أقوى بکثير من أحلام وتمنيات وتأکيدات خامنئي ونظامه.

هناك ملاحظة بالغة الاهمية يجب أن تٶخذ بنظر الاعتبار، وهي إن ما جرى في المنطقة خلال العامين الاخيرين وما أسفرا عنه، قد کان بسبب وتأثير من عاملين مهمين هما: الاول مشاعر الرفض الشعبية للنظام الايراني والتي وصلت الى ذروتها في إنتفاضة 16 سبتمبر2022، والتي إستمرت لستة أشهر وکادت أن تسقط النظام.

أما العامل الثاني؛ فهو تعاظم دور وتأثير منظمة مجاهدي خلق في داخل وخارج إيران ولاسيما ما تقوم به من خلال شبکاتها الداخلية من نشاطات تعبوية وثورية، والتي کانت أقوى إنعکاساتها في إنتفاضة 16 سبتمبر2022، فإن النظام علم إن وضعه قد وصل الى ما وراء مرحلة الخطر ولذلك جازف بإثارته للحروب والازمات التي حدثت خلال العامين الماضيين والتي وعوضا أن تمنحه شيئا من القوة قامت بإضعافه أکثر، وخلاصة القول، إن کل ماجرى يدل على إنها الاخيرة للنظام الايراني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *