قلت مرة:
“لا يوجد عام جديد ولا سنة قديمة؛ إنما أيام، وفصول تتوالد”.
(2)
البعض يجعل من نفسه أضحوكة على مواقع التواصل الاجتماعي، ينشر ويقول: سأفعل هذا، أو لن أفعل هذا بعد اليوم… سأغادر الفيسبوك، أو لن أكتب في الموضوع الفلاني بعد اليوم.. سألغي صداقة فلان أو سألغي متابعة علان الذي يخرج في تعليقه عن المألوف… الخ. وكأنه يريد أن يعرف قدره بين أصدقاءه في الفضاء الأزرق الافتراضي، وكم من اللايكات والتعليقات سيحصل على دلعه وغنجه، وياليت هؤلاء من الشباب الصاعد أو من الذين لم يختبروا الحياة بعد، ولكنهم يعتبرون أنفسهم قدوة ويتكلمون ويرفعون من عقيرتهم باسم القوم، ولهم مناصب ومراكز مرموقة، ولكنه يرفع ثوبه علنا ويرينا…
(كون تصير نجمة بالسما وغيمة…. تسافر فوك وما ترجع… تعوف الكوكب وضيمة، مع الاعتذار للمطربة المطربة رحمة رياض على تشويهي لأغنيتها). أركد.. أركد، فأنت أو مناشيرك التي هي كومة بقرش لن تؤثر في الناس، ولن تحرك احاسيسهم أكثر من الفرمان. الفرمان الذي كان من المفروض أن يبيدنا؛ بقينا وتغيرنا للأسوأ وأنت تريد بمنشور من مناشيرك، وبلغتك المكسرة أن تغير هذا المجتمع كما ترغب.
الأفضل لهذا ولأمثاله أن يتركوا النشر نهائيا، ويقرأون، ويهتمون باللغة العربية التي يتعاطونها. فذلك أفضل لنا ولهم من مناشيرهم التي تقطر تفاهة.
(3)
أغنية سوداء
كلمات سوداء
جاز أسود.. أسود
مغنية سمراء من الزمن الجميل
يا ألهي، عميقة، يا ألهي مؤذية، يا ألهي جرحها غائر، يا ألهي لا تخرج من القلب، يا (Billie Holiday) ما العمل؟:
https://music.youtube.com/watch?v=ov6FeU4YlY8
(4)
ومن قال ليس هناك مكان لنا نحن الأيزيديون، من قال ليس هناك مكان أفضل من الوطن الذي نتغنى به ليل نهار، ولا يوفر لنا لقمة العيش بكرامة.
أذن، ماذا تفعل الهند العظيمة على الخارطة، وما هو عمل أرمينيا في شرق أوربا.
المكان موجود وعلينا التحرك للعيش فيه.
(5)
على الأقل هناك تياران في المجتمع: التيار الأبولي (نسبة إلى الإله أبولو)، والتيار الداينوسي/العاطفي (نسبة إلى الإله ديونيس). التيار الأول يركز على الجانب الروحي، والاهتمام بالسرديات. والتيار الثاني يضرب على وتر اللذة/ وينشد المتع الجسدية.
(6)
يقول جيل دولوز:
“مهمة الفلسفة هي مقاومة الغباء”. تأمل، لم يقل مهمة الفيلسوف ولم يقل التفلسف، بل قال: مهمة الفلسفة أي إنها دعوة للقراءة لا للتفلسف. أقرأ لتجتاز الغباوة. أقرأ لتحارب الغباء الذي في داخلك أولا. هذه هي مهمة القراءة. القراءة هي الفلسفة الأولى. بذرة الفلسفة. القراءة هي فلسفة.
مثلا قرأت لك:
إن كلمة Udda (أودة) الأكدية تعني ضوء! وهي من أصل سومري، وأودة بالكرمانجية تعني الغرفة، وهي كذلك باللهجة الموصلية العربية، وكذلك باللهجة المصرية الدارجة. ما العلاقة بين الأودة ـ الغرفة ـ والأودة ـ الضوء؟
القراءة متعة ومغامرات مثيرة، مثلا لو قرأت ستجد نصّا مثيرا في المجلد الأول من أعمال خزعل الماجدي الشعرية ص (98) يقول فيها: “الطاووس شعار قريش كانوا يرفعونه على الرايات”. وكذلك أقرأ النص الذي في الصفحة (108) من نفس المجلد على سبيل الـ…!
يقول عليّ الشوك ـ وهو كاتبي المفضل ـ في مقال له بعنوان (مفردات ميثولوجية أغريقية في الميزان اللغوي المقارن) في مجلة ـ آفاق عربية. العدد (11) لسنة 1979. جاء في ملحمة كلكامش:
عسى عروسك (آي) أن تذكرك باليوم الذي ترجعه فيه ولتوكل به حراس الليل والكواكب وأباك (سين) حينما تحتجب أنت في السماء.