لم يعد خافيا على أحد أن تركيا و حكومتها الحالية و بموازات محاولاتها لأجبار أوجلان على أصدار بيان بالقاء السلاح و بهذا الاعلان خلق خلاف بين القوى الكوردية في جميع أنحاء كوردستان، فأن أردوغان ينوي و بشكل جدي و خاصة بعد فشل المرتزقة التابعين له على الحاق الهزمية بقواة سوريا الديمقراطية بدفع قواته العسكرية بدلا منهم الى جبهات القتال بشكل مباشر و الدخول في حرب ضد قواة سوريا الديمقراطية.
تأكيدات الرئيس التركي المتكررة و اخرها يوم أمس عندما قال بوضوح أن بلاده ستتخذ قريباً خطوات جذرية لحل مشكلة وجود «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تقود «قوات سوريا الديمقرطية» (قسد) في سوريا وتصفيتها، ولن تسمح بتقسيم سوريا إلى 3 أجزاء. هذا التأكيد هو تأكيد لقواة سوريا الديمقراطية بأن الهجوم سيحصل.
حسب أغلبية المحليين فأن اردوغان ينتظر تنصيب ترامب رئيسا و يريد الان عدم أفساد حفلة التنصيب على ترامب الذي لا يمكن التكهن بردود أفعاله و لهذا فضل الانتظار الى ما بعد العشرين من هذا الشهر كي يحصل على الضوء الاخضر من ترامب للبدء بهجوم واسع على شمال شرق سوريا و احتلال أجزاء كبيرة منها. كما أن أردوغان يستعد لأقدام بعض القواة العميلة له ايضا كي يشاركوا في القتال من أجل تضليل الرأي العالمي.
و مع أن ترامب لم يقرر بعد سياسته المستقبلية في سوريا و هناك تكهنات بأن حكومة ترامب سوف لن تسمح بهجوم تركي على قسد ألا أن الهجوم التركي سيحصل و السؤال هو مدى توغله في شمال شرق سوريا و أن كان ترامب سيسمح له بذلك.
ليست هناك أية دلائل حول أستعداد قواة سوريا الديمقراطية لهذا الهجوم المرتقب و الاستراتيجية التي سيعتمدها. حسب ميزان القوى العسكرية فأن تركيا متفوقة بدون شك على قواة سوريا الديمقراطية كما كانت أسرائيل متفوقة عسكريا على حماس. حماس بأتباعها سياسة الحرب الحذرة و الاحتفاظ بقوتها العسكرية الضاربة و الاساسية و عدم زجهم في حرب مباشرة مع الجيش الاسرائيلي أستطاعت أستيعاب الهجوم الاسرائيلي و أستيعاب التفوق العسكري الاسرائيلي لا بل أستطاعت أجبار اسرائيل على الانسحاب من غزة و أطلاق سراح أكثر من 2000 سجين أيضا.
المساحة التي كانت في يد حماس متمثلة بغزة أقل بكثير من المساحة التي هي تحت سيطرة قواة سوريا الديمقراطية و هذا يعطيها مرونة في التحرك و الانتشار و أتعاب أي جيش نظامي يحاول الدخول في عمق الاراضي السورية. كما أن شمال شرق سوريا ليس محاصر كما غزة و هذا قد يعطي قواة سوريا الديمقراطية مجالا أكبر للمناورة و اتعاب الجيش التركي و خاصة هناك قواعد عسكرية أمريكية في المنطقة تعيق التحرك التركي في العمق السوري اضافة الى رفض الكثير من الدول لهذا الهجوم بعكس الهجوم الاسرائيلي على غزة الذي كان مفتوحا.
أما حزب الله فقد استخدم أسلوب المجاميع العسكرية المستقلة المتحركة كي يستطيع أستيعاب الهجوم الاسرائلي و تفوقها العسكري و التكنولوجي. تلك المجاميع لم تكن بحاجة للعودة الى قياداتها في أتخاذ القرارات العسكرية و هذا أيضا أعطاها قدرا كبيرا من الحركة و المرونة في أتخاذ القرارات و الاختفاء.
أما حزب العمال الكوردستاني فأنه يستخدم حرب العصابات و حرب المجاميع المستقلة في حربها ضد الجيش التركي و هذا يعطي لأي قوة كوردية معلومات قيمة حول كيفية تصرف و تحرك الجيش التركي و طريقة تعاملة مع المدن و المدنيين.
أختلاف تضاريس شمال شرق سوريا و جنوبها من منطقة تلال الى المدن و الى الصحراء يجبر أي جيش او قوة عسكرية الى أتباع أساليب مختلفة للحماية و الهجوم و الاختفاء.
الى متى تستطيع تركيا التواجد في العمق السوري يعطي قواة سوريا الديمقراطية نقطة اخرى من أجل الاستعداد لحرب طويلة الامد و الاستفادة من الفراغ الامني الذي ستحدثة الحرب في عموم سوريا و ليس فقط في شمال شرق سوريا.
لا يعرف الى الان أي طريق ستسلكة قواة سوريا الديمقراطية في حرب غير متوازنه عسكريا.