قبيلة زهرة الشمس بسهولها الخصبة، ومروجها الرحبة تزرع الأرض وتحصد الخيرات وتحب الغناء والرقص
قبيلة الموج الأزرق كانت تعيش على السواحل ، تبحر في البحر وتصطاد الأسماك وتحب الفنون والعمارة
وقبيلة النسر الذهبي كانت تعيش في اعالي الجبال ، تحلق بحرية وتراقب الوادي من الأعلى لتحميها من غدر الأعداء
كانت هذه القبائل تتبادل المنافع، تستمتع بالفنون والغناء، وتحترم ثقافة بعضها البعض.
لكن كل هذا تغير عندما ظهرت الضباع القاسية قادمة من سهوب آسيا الوسطى. والشر والغدر في داخلها لم تكن الضباع مجرد حيوانات جائعة، بل كانوا رمزًا للوحشية والغزو الثقافي. في ليلة مظلمة، حيث اختفى القمر حزناً،على ما رأت بدأت الضباع تهاجم على شكل قطعان كل قطيع له ضبعٌ يقودهم ويوجههم ويأمرهم بقتل الأطفال والنساء والعجزة، نهبت كل ما يمكن نهبه، وأحرقت مئات القرى .لم تكن النار تحترق ببساطة؛ كانت تحرق الأرواح مع البيوت، تغير أسماء المدن والقرى إلى أسماء تعكس الهمجية والوحشية، مثل “قرية الدموع” و”بلدة القهر”.
الضباع قطعت أشجار الزيتون التي كانت ترمز إلى السلام والخصوبة، مسحت بكل ثقافة وهوية لأهل الوادي. لم يكتفوا بذلك، بل بنوا معتقلات سرية في أعماق الجبال، وأخفوا فيها من يجرؤ على الفكر بالحرية أو الاحتجاج. نصبوا المشانق في كل زاوية لتكون تذكيرًا دائمًا بالقمع، حيث قتلوا الأحرار لتكسير إرادة الشعب وجعلهم يعيشون في خوف دائم.
بعد مرور الوقت، ظهرت الثعالب من جرود الصحراء، مخيفة بسبب الجوع والحرمان الذي كانت تعاني منه. جاءت مدعية أنها ستنشر العدل والسلام، لكنها كانت تبحث عن الأرض والموارد. القتال بين الثعالب والضباع كان صراعًا على السيطرة، لكن الثعالب لم تكن أقل إجرامًا؛ تهجير، قتل، وسرقة كل ما يمكن. كانت تستخدم الدين كسلاح لتبرير أعمالها البشعة، مدعية أنها تنفذ أوامر سماوية.
لكن، في أعماق الأرض وتحت ظلم الليل، بدأت حركة مقاومة سرية تتشكل من بين الأبناء الشجعان للقبائل، الأسود الجبلية والنمور الصغيرة التي نشأت في ظل الغدر. كانوا يعلمون أن الوطن يستحق الدفاع عنه، وأن الأرض هي موروثهم وأملهم. شكلوا حركة مقاومة تقتل الضباع وتعلن الثورة، تنادي بالحرية بصوت عالٍ يقول: “هنا أرضي، هنا وطني، هنا عشاق الحرية”، متمنين أن يشرق النور من جديد على وادي الأحلام، حتى يعيش الجميع بأمن وسلام.
وهكذا، تحولت قصة وادي الأحلام من حكاية سلام إلى حكاية نضال ومقاومة، لكنها بقيت قصة عن الأمل في الحرية والعودة إلى الجمال الذي كان يميزها ذات يوم.