کما کان متوقعا، فقد خابت الآمال التي عقدها البعض على تنصيب بزشکيان کرئيس للنظام الايراني وظنهم بأنه سيفعل الذي لم يتمکن من فعله أسلافه وسيحقق المعجزة، إذ ظهرت حقيقة أمره منذ الاشهر الاولى إذ لم يکن ولايمکن أن يکون سوى إمتداد لأسلافه ونسخة مشابهة أو حتى أسوأ منهم.
الأشهر المنصرمة والتي إزدادت فيها الممارسات القمعية وکذلك تنفيذ أحکام الاعدامات، الى جانب تزايد ملفت للنظر للتحرکات الاحتجاجية وتزايد مضطرد في العمليات الثورية لوحدات الانتفاضة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق، أعطت تصورا کاملا عن المشهد الايراني خلال عهد بزشکيان ولکن مع ملاحظة مهمة جدا وهي إن الهزائم والانتکاسات النوعية للنظام خلال عهد بزشکيان قد فاقت الهزائم والانتکاسات التي حدثت في عهود أسلافه الى جانب التنويه عن إن الهزائم والانتکاسات التي حدثت في عهد بزشکيان قاصمة لظهر النظام وکشفته على حقيقته وعرته تماما أمام الشعب الايراني.
التبريرات بالغة السخف التي يبذل النظام جهودا مکثفة من أجل إقناع الشعب بها، والمحاولات الحثيثة من أجل إيجاد ثمة مخرج لإنقاذ النظام من وضعه التعيس والبائس، ليست لها من أي نتيجة، بل وإن الذي يربك النظام ويضعه في موقف حرج، إن المعارضة الايرانية الرئيسية والمتمثلة في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية تعمل دونما کلل أو ملل من أجل الاعداد للمرحلة القادمة في إيران والتي ستتکلل بإسقاطه ولعل المٶتمر الدولي الاخير والذي إنعقد تحت عنوان “السياسة الدولية الجديدة تجاه النظام الايراني”، کان نموذجا ملفتا للنظر خصوصا وإن أثار خوفا وقلقا واضحا في داخل النظام خصوصا وإن ما جرى للنظام منذ إنتفاضة 16سبتمبر2022، وإنتهاءا بسقوط نظام بشار الاسد، قد جعل الشعب الايراني يقتنع قناعة تامة بما دأبت على طرحه المقاومة الايرانية من إن إسقاط النظام هو الخيار الوحيد من أجل إنقاذ إيران مما آلت إليه، وإن الموضوع والحديث الرئيسي السائد في إيران والمنطقة والعالم، هو إن هذا النظام قد إنتهى وهو مثل الميت سريريا وينتظر لحظة الاعلان عن موته وأخذه لقبره غير مأسوف عليه.
الاحداث والتغييرات الدولية المتسارعة لم تعد تسير وتتجه کما يتمنى ويرغب النظام الايراني إتلاقا بل وحتى إنها باتت تسير في إتجاه معاکس ولاسيما وإن العالم کله قد ضاق ذرعا بهذا النظام والحعور والمساکل والازمات التي يقوم بإفتعالها وحتى إن الجميع متفقون على إن العالم خلال العام 2025 والاعوام التي ستأتي ستکون أفضل من دون هذا النظام!