غراتس \ النمسا
مدنٌ يرنُ صداها بين الضلوع
يملأ أمكنة حزن،
وتوق ليال تبحث عن نهايات..
لحماقة زمنٍ لا تُغريه ألحانٌ ولا أغانٍ
مدن تَتَسع في دوائر عمرِ مغترب
صوب المجهول..
يَتسكع العمرُ في أحضان مدنٍ عتيقة ..
يبحثُ عن أسرار وتفاصيل تاريخ،
عن مفاتيح الابواب الضائعة،
فَيُتَرجم غُربتهُ حرائقاً وشعراً..
عطراً يَتناثرُ من حسناء..
كي لا يَتملكهُ يأسٌ ولا يورث آثار غربة
للأجيال.. !!
*** ***
أحياناً..
مسحة حزنٍ تكتسي روحهُ ..
عندما يسرد جراح عتاباتهِ وعطشه
لأغنية المطر ،
فرغم الحنين يلهثُ في جبال الألب ..
ليرى بقايا خفقات جبال بلاده الاولى،
والريح بعثرتها فيلاّتٍ وقصوراً
وناطحات سحاب .
فينقش العمر حكايات غربة
من شهوات النظر..
شهواتُ جمالٍ لا ينطفئ..
شهواتُ ليالي شاعرٍ يُغازل الصباحات والمدن ..
فيحيلُ أوجاع وذكريات الماضي
الى بوابات انعتاقٍ وبوح حبور
كي يغدو الشعر سَيّد المكان والزمان.. !!
*** ***
مدنٌ غَمَرتني روحاً ونشوةً وخيالاً ..
ومدنٌ رافقتني نُدوبها وأوجاعها وأيامها،
مدنٌ تنتظر قدومي لتطرق بيبان روحي
لتتشابك أحضانها برحلات طموحي
وتروي بعشق أزلي نرجس دربي
ومدن يحتفي كتبة التقارير فيها بوداعي
على أن لا أعود ثانية.. !!
*** ***
من مدنٍ فيها اُصارع المجهول ..
أنهشُ ليالي غربة
بدهشة الأمكنة،
أضمُ حسناءً لم تولد بعد..
أحلم بها منذ الميلاد ،
كي تزهر روحي
لتمزق صور مدن لا زالت
تلاحقني كوابيسها ،
فأنا المريد الخالد لمدنٍ
اغتسلتُ برائحة لياليها
بطيبة ناسها
قبل أن يُسدلَ الستار
على عمري في محطات الاغتراب !!