الإيزيدية أقلية عرقية و دينية قائمة بذاتها على الإيمان بعبادة الخالق الواحد الاحد (خودى) – اي طاووس الملائكة . وبقدسية الملائكة السبعة النورانين وباحترام جميع الأديان والمعتقدات .
تمثل النصوص الدينية الإيزيدية المقدسة الركيزة الأساسية للهوية الدينية والثقافية للإيزيديين، حيث تحتوي على التعاليم الروحية، الطقوس، الأخلاق، والتقاليد التي تحدد أسلوب حياتهم وعلاقتهم بالخالق والعالم .
لا شك أن لكل دين أو معتقد قيماً وثوابت مستوحاة من مبادئه، التي وردت في كتب اكتسبت صفة القدسية مثل القرآن، الإنجيل، والتوراة،
أو جاءت ضمن موروث ديني كما هو الحال في الإيزيدية.
ورغم امتلاك الإيزيديين كتابين مقدسين (الجلوة والمصحف روش ، إلا أنهما ضاعا بسبب حملات الإبادة السيئة الصيت. لذلك، يعتمد الإيزيديون اليوم بشكل أساسي على “علم الصدر”، أي أن العالم الديني يجب أن يحفظ كل شيء عن ظهر قلب، ثم يقوم بدور المرشد بين الناس بمنتهى الدقة والحذر، تجنباً لأي نوع من التغيير في النصوص الدينية.
بالطبع، جزء من هذا العلم الشفهي مستمد من الكتابين المقدسين قبل ضياعهما، بينما جاءت أجزاء أخرى من وحي الإيمان عبر الأولياء الإيزيديبن الصالحين والكواجك، الفقرايات، والقوالين. وعلى الأرجح، فإن الموروث الديني للأديان الكتابية جاء عبر الوحي إلى الرسل والأنبياء بواسطة الملاك جبريل ، وليس على هيئة كتاب مطبوع منذ البداية ، بل تم حفظه شفهيًا ثم تدوينه لاحقًا.
مكن هذا الأمر تلك الأديان من تدوين تراثها لأهداف وأغراض معروفة، بينما فضل الإيزيديون علم الصدر، كونهم مجموعة عرقية ودينية غير تبشيرية، ولأن المحفوظ شفهياً يؤثر على المتلقي أكثر من المكتوب.
يؤمن الإيزيديون بأن النصوص المقدسة جاءت عن طريق الوحي الباطني من خلال أمين الوحي جبريل عليه السلام (ملك آدي)، الذي تجلى في شخصية شيخادي . وقبل ظهور شيخادي (آدي) ، كان يتجلى بأسماء مختلفة .
لكن للأسف الشديد لمجرد عدم إمتلاك الإيزيدية كتاب كان سبباً رئيسياً في تعرضهم إلى كثير من الإبادات والمآسي عبر التأريخ ، إذ استُخدمت هذه الحجة الجاهزة لشن هجمات بربرية ضدهم، واتهامهم بما لا يمت لحقيقتهم بصلة.
محاولات تدوين النصوص الدينية الإيزيدية:
منذ أواخر القرن الماضي، قام عدد من المثقفين والباحثين الإيزيديين بجمع وتدوين عدد كبير من النصوص الدينية في عدة كتب. ومع ذلك، لم يتم الاعتراف بهذه الكتب رسمياً ، لعدة أسباب :
1. تحريف النصوص: تم تغيير معاني بعض الجمل أثناء التدوين:
قيام دوائر ايزيدية مسيسة و بعض الباحثين بإصدار مناهج دراسية لطلاب الإيزيديين تحمل مغالطات لنصوص للسبقات والاقوال التي استندت اليها .منها على سبيل المثال :
بأن الملاك الذي رفض السجود لآدم هو الذي نجح في الإمتحان و بقية الملائكة التي سجدت رسبت في الامتحان الالهي، وان الملائكة أقامت طقس السماء(دوران) حول آدم عليه السلام ، ورغم فداحة هذا الخطأ الايماني مازال بعض الكتاب و الباحثين الايزيديبن وحتى بعض رجال الدين الإيزيديين يدافعون عن هذه القصص الخرافية ، بينما الحقيقة لا يوجد نص ديني إيزيدي يثبت هذه الادعاءات .
2. إضافة نصوص غير أصلية:
بعض الأشخاص المحسوبين على رجال الدين الإيزيديين قاموا بتأليف قصائد شعرية وادعوا أنها أدعية أو نصوص مقدسة، وأُدرجت ضمن الكتب الدينية الإيزيدية.
3. عدم موثوقية رجال الدين في التدوين:
بعض رجال الدين الإيزيديين لا يستطيعون شرح النصوص التي بحوزتهم، أو يقومون بإدخال اجتهادات شخصية متأثرين بالقصص الدخيلة والعلمانيين، الأحزاب السياسية، أو المصالح الشخصية.
4. النصوص الدينية الإيزيدية المدونة في الكتب
يوجد أكثر من خمس كتب للنصوص الدينية الإيزيدية ،هذه الكتب التي لا يوجد فيها تحريف و إلغاء بعض الكلمات فيها أدعية ونصوص مصطنعة، اما الذي قام بتدوين النصوص وثم ترجموها إلى العربية كانت الترجمة حرفية للكلمات دون مراعاة المعنى الكامل للجملة، مما أدى إلى تغيير المعاني . ونتيجة لذلك قد يتخيل القارئ العربي أنه يقرأ طلاسم وسحراً بدلاً من نصوص دينية مقدسة.
5. السرية الدينية: حتى لو توفر مصدر ديني إيزيدي معين، فإنه لا يمكن إتاحته للجميع، نظراً لاحتوائه على أسرار دينية تتعلق بالتكوين البشري، وهي لا تعني سوى رجال الدين الذين يتحلون بالصفات الروحية الإيزيدية الحقيقية.
التحريف المعاصر للنصوص الدينية في ألمانيا تحديداً :
ما نشهده اليوم هو محاولات من بعض رجال الدين لتحريف النصوص الدينية الإيزيدية، الأمر الذي يتطلب تدخل المجلس الروحاني الإيزيدي لوضع حد لهذه التجاوزات. فقد شهدنا في الآونة الأخيرة تغيير شهادة الدين، وسبق أن ادعى البعض بعدم وجود طبقة البير قبل ظهور شيخادي ، ولا يُستبعد أن نشهد مستقبلاً محاولات لاختراع دين جديد بقوانين جديدة تحت غطاء التحديث والإصلاح.
الشيخ: صبحي نابو
رئيس المجلس الديني الإيزيدي