من مصلحة العراق دعم قسد- كامل سلمان

من مصلحة العراق دعم وإسناد قوات سوريا الديمقراطية ( قسد ) لسببين الأول يتمثل بأن قسد مصد ضد الإرهاب ومصد ضد الاضطراب الأمني المحتمل قدومه من سوريا والثاني قسد أصبحت نقطة توازن للمعادلات الإقليمية القائمة فهي قوة لا يستهان بها ومدعومة أمريكياً وأوربياً ، هذا الدعم المطلوب من الحكومة العراقية يستوجب دعم إقليم كوردستان أولاً لأن الإقليم هو العمق الاستراتيجي لقسد ويستوجب كذلك فتح قنوات اتصال مباشرة مع قسد ، الدعم العسكري والدعم المادي واللوجستي والاستخباراتي وأيضاً المعنوي سيكون ذا أثر كبير في تعزيز ثبات قوات سوريا الديمقراطية وكذلك ضمان لأمن العراق ، هنا يكون العراق قد أزاح عن كاهله هم كبير من الوضع السوري المتقلب المتأزم المرعب ومن احتماليات انبعاث داعش من جديد ، لأن قسد أكبر من أن يتم اختراقه إذا حصل على الدعم والإسناد اللازمين . صحيح أن تركيا ستعارض الدعم العراقي لقسد وقد تحاول منعه بشتى السبل لكن عندما تكون مصلحة العراق أولاً وفوق كل شيء فيجب التصرف بحكمة وعدم الإكتراث لنوايا الدول التي لا تهمها مصلحة العراق .. للتوضيح أكثر لا يمكن لقسد أن تكون في يوم من الأيام لها تأثير سلبي على العراق لأن أهداف هذه المنظومة العسكرية الكوردية المسنودة من القبائل العربية في شمال شرق سوريا والتي تم تأسيسها من قبل التحالف الدولي هو محاربة الإرهاب والبحث عن كيان لا يزيد عن الكيان الكوردي في إقليم كوردستان ، فالمبادرة بدعم هذا التشكيل الملاصق للحدود العراقية سيخدم أمن وسلامة العراق بالأساس ، فأراضي كوردستان من جميع الاتجاهات مصد آمن للعراق لا يمكن تجاهله ، ومن غير المستبعد أن يحصل العراق على المباركة الأمريكية والتحالف الدولي معاً إذا خطى الخطوة الأولى في هذا الإتجاه ، على اعتبار قوات قسد جزء من التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب وستكون القيادة العراقية بسلوكها هذه قد لوّحت للمجتمع الدولي بإستقلالية القرار العراقي ناهيك عن أجادتها اللعب قبل العاصفة ، فهل سيستفيد العراق من هذه الفرصة التأريخية ؟ . على القيادات العراقية أن تعلم أن هزيمة قوات سوريا الديمقراطية أمام الفصائل الإرهابية المدعومة من تركيا ناقوس خطر على العراق ، فاليوم كما يبدو قد أجتمعت المصلحة الوطنية العراقية والمصلحة القومية الكورية أن تكون صفاً واحداً في مواجهة الفوضى لتشكل قوة متراصة لا يمكن اختراقها في الحسابات الأمنية .
كلنا نتفق بأن الأوضاع عموماً بالمنطقة غير مستقرة وأن التغيرات التي حدثت في سوريا لها تداعياتها الإقليمية ، والعراق بالذات يمثل الهدف الأول لأي دولة من دول المنطقة عندما تكون لها مخططات عابرة للحدود وخاصة إذا كانت هذه المخططات لها دوافع ايدلوجية لأن تركيبة العراق الداخلية غير متجانسة قابلة للإختراق ، لذا بات على القيادات العراقية أن تدرك حقيقة واحدة هو أن أنتظار العاصفة تعتبر هزيمة مبكرة ، فمن الحكمة عدم أنتظار مستقبل الأحداث وإنما المبادرة لدرء الخطر كما وضحنا ذلك في مقدمة المقال ولا ننسى بأن الاصطفاف مع المجتمع الدولي هو رهان الأذكياء المخلصين لوطنهم ، والفرصة المتوفرة حالياً للقيادات العراقية مع التحالف الدولي ومع كوردستان قد لا تتكرر بهذه السلاسة خاصة وأن الشعب العراقي متعطش لرؤية قياداته تتصرف بروح وطنية بعيدة عن الإملاءات الخارجية .

2 Comments on “من مصلحة العراق دعم قسد- كامل سلمان”

  1. في مقال سابق بهذا العنوان علقنا عليه بما يلي
    العراق هو جزء من النزاع فإن لم يتدخل في الوقت المناسب فسيُجر إليه في الوقت غير المناسب

    1. الحقيقة هو ليس تدخل بالشأن السوري مثلما تفعل تركيا وإنما حق ضمان الحدود وهذا حق مشروع ، حتى قسد لا تهدف إلى تقسيم سوريا بقدر ما تبحث عن ضمان حقوقها ودليل ذلك مناداتها بالفدرالية وليس الانفصال . والفدرالية أصبحت نظام عالمي حتى في الدول التي لايوجد فيها اقليات عرقية أو دينية ، تحياتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *