في ظل الأزمة السورية المستمرة، تظل الأطراف الفاعلة تحاول فرض رؤاها عبر وسائل الإعلام والتصريحات السياسية والعسكرية. ومع ذلك، يواجه الخطاب الكوردي تحديات كبيرة، إذ يبدو ضعيفًا في إيصال رسائله للرأي العام السوري والإقليمي، على الرغم من وجود تطورات مصيرية تتطلب موقفًا واضحًا ومؤثرًا. هذا الضعف يجعل القيادة الكوردية عرضة للتهميش أو سوء الفهم في المشهد السوري المعقد، حيث لا يزال الخطاب السائد يتميز بالعنف والتهديد من قبل جهات المعارضة المسيطرة على دمشق ومن غيرها من القوى الإقليمية والدولية.
بين التكتيك والإستراتيجية: أين الخلل؟
هناك فرق جوهري بين استخدام الخطاب كأداة تكتيكية لتحقيق مكاسب آنية وبين تبنيه كإستراتيجية طويلة الأمد تعزز من موقع الكورد في سوريا. ويمكن تحديد بعض أوجه القصور في الخطاب الكوردي على النحو التالي:
1. الخطاب الدفاعي لا الهجومي
يقتصر الخطاب الكوردي في كثير من الأحيان على الردود التوضيحية أو الدفاعية بدلًا من بناء خطاب مبادر يحدد الرؤية والمطالب بشكل استباقي. هذا يجعل الكورد في موقف المتلقي للاتهامات بدلًا من صانع الرأي والموقف السياسي.
2. غياب الجمهور المستهدف بوضوح
يبدو أن الرسائل الكوردية تفتقر إلى تحديد جمهورها المستهدف بدقة، فلا هي تخاطب الشعب السوري بشكل مؤثر، ولا هي تتوجه إلى المجتمع الدولي برسائل مقنعة، مما يؤدي إلى عدم تحقيق نتائج فعالة.
3. اللغة الدبلوماسية الجامدة
بينما تستخدم أطراف الصراع الأخرى لغة حادة ومباشرة، يلتزم القادة الكورد بأسلوب دبلوماسي عام وغير واضح أحيانًا، مما يفقد الخطاب زخمه في بيئة سياسية تتطلب وضوحًا وقوة في الموقف.
4. ضعف التأثير الإعلامي
على الرغم من امتلاك الكورد مؤسسات إعلامية، إلا أنها لا تملك القدرة الكافية على المنافسة في ظل الحرب الإعلامية المحتدمة. فالرواية الكوردية لا تصل بشكل قوي إلى الجمهور السوري، ويتم تحييدها بسهولة من قبل الخطابات الأكثر حدة وتأثيرًا.
الخشية من التطورات الدراماتيكية وتأثيرها على الخطاب
إن التطورات السورية المستمرة، مثل التدخلات التركية، والتفاهمات الدولية، وتغير المواقف الإقليمية، تضع الكورد أمام خيارات صعبة. وهذا يظهر في تردد القيادة الكوردية في اتخاذ مواقف حاسمة خوفًا من العواقب غير المتوقعة، مما يزيد من ضعف الخطاب الكوردي ويحد من قدرته على إحداث تأثير مباشر.
فنون الخطابة التي يجب على القادة الكورد تبنيها
لتحقيق تأثير أكبر في المشهد السوري، يحتاج القادة الكورد إلى تطوير فنون خطابية تستند إلى المبادئ التالية:
1. الوضوح والقوة في الرسائل
يجب أن تكون التصريحات الكوردية واضحة ومحددة، وأن تتبنى لغة قوية عند الضرورة، خاصة في مواجهة حملات التشويه والتهديدات التي يتعرضون لها.
2. توجيه الخطاب إلى عدة مستويات
الشعب السوري: عبر استخدام لغة وطنية جامعة تؤكد على حقوق الكورد ضمن الإطار السوري، مما يسهم في كسر الحواجز النفسية بين الكورد وبقية مكونات الشعب السوري.
المجتمع الدولي: بتقديم رؤية سياسية متماسكة ومقنعة تعزز الشرعية الدولية للمطالب الكوردية.
القوى المحلية والإقليمية: من خلال إيجاد لغة دبلوماسية تتعامل مع المخاوف الإقليمية دون التفريط بالحقوق والمطالب الكوردية.
3. توظيف الإعلام بفاعلية
يجب الاستثمار في المنصات الإعلامية الحديثة، وتطوير خطط تواصل إستراتيجية، والاستعانة بمستشارين في الإعلام السياسي لتعزيز الحضور الكوردي في الفضاء الإعلامي السوري والدولي.
4. تجنب الوقوع في الخطاب الدفاعي المفرط
بدلاً من تبرير كل موقف أو السعي إلى تهدئة كل الأطراف، يجب أن تتبنى القيادة الكوردية خطابًا قائمًا على المبادرة، بحيث تقدم رؤيتها ومطالبها دون الاضطرار للانجرار وراء الاتهامات المستمرة من الخصوم.
5. تبني نبرة تتناسب مع الظروف
لا يمكن للخطاب الدبلوماسي المعتدل أن يكون فعالًا دائمًا، خاصة في مواجهة التصعيد العسكري أو السياسي. لذلك، يجب أن يكون هناك مرونة في تعديل الخطاب ليتناسب مع تطورات المرحلة، بحيث يكون أحيانًا دبلوماسيًا، وأحيانًا أكثر حدة وصرامة.
المحصلة
الخطاب الكوردي في سوريا لا يزال بحاجة إلى إعادة صياغة شاملة ليكون أكثر تأثيرًا وفعالية. فلا يمكن الاكتفاء بلغة دبلوماسية باردة في ظل المشهد السوري المعقد، كما لا ينبغي الانجراف وراء لغة العنف والتهديد. المطلوب هو خطاب سياسي محكم، واضح، ومتزن، يخاطب السوريين والمجتمع الدولي بلغة توصل الرسائل بذكاء وفعالية، مع الاستعداد للتعامل مع التطورات الدراماتيكية دون الوقوع في فخ الضعف والتردد.
– مدير شبكة الجيوستراتيجي للدراسات
عزيزي كابان المحترم.
هذا الموضوع الذي تنالته ينم عن خبرة ودارية بما تناولته ويجب التركيز على ماكمن الضعف لتطويره وتحسينه وان لاننسى ايضا ماكمن القوة وتسليط الضوء عليه من اجل لايبقى في مكانه راوح.
لذلك وكما هو معروف الاعلام فن وعلم لايمكن لاي واحد ممارسته، اليوم كل شيء قد تطور لايمكن ان نخاطب العالم بلغة الثمانينات، والخطاب الخشبي المتجمد.
المشكلة بالادارة الذاتية وقادتها كلهم من مدرسة واحدة اصبحت علومها قديمة غير صالحة لهذا الزمان والمكان، يجب ان ندير امورنا وخطابنا بعقلية العصر.
في الدول المتطورة السياسي يخضع لدورة في كيفية المشي وكيفية الحديث وكيفية اللباس وتصفيفة الشعر يعني هو علم بحد ذاته قبل ما ان تظهر وتواجه الناس وليس هو فقط وحتى زوجته واولاده.
مشكلة عندنا هي في مدرسة ب ك ك التى بقيت جامدة وكل المحسوبين على الادارة الذاتية خطابهم واحد ممل لاتفهم منه شيئاً لانهم يتذاكون ويلفون ويدورون دون ان تاخذ منهم لاحق ولا باطل.
مثال بسيط مع احترامي وتقديري للجنرال مظلوم عبدي في احدى اللقاءات سأله المذيع هل إلتقيت ببشار الاسد رد بجملة ضعيفة مافيها قوة واستخدم كلمة تعتبر غير صارمة ويمكن الوقوع بالغلط اذ لم تسمعها بشكل جيد ووقع المترجم باللغلط لانه لم يسمعها بشكل جيد لان نبرة الصوت كان ضعيف وكما هو معروف نبرة الكلام لها دورها في الحديث ويجب ان نعرف متى نرفع الصوت ومتى نخفضه حسب الجملة والموقع قال: توو جاران اي ولا مرة، لكن ترجم بانه إلتقى ببشار مرتين كان من الممكن ان يكون الجواب كامل اي ان يقول انا لم ألتقي بالسيد بشار الاسد شخصياً أبداً.
والمشكلة عندهم ايضا عدم الاستعانه باصحاب الخبرات والكفاءات من خارج حزبهم او الموالين لهم.
ولايعرفون ايضا بان حروب اليوم ليست فقط بالسلاح هناك حروب اقتصادية واعلامية وطبية ….الخ.