المنطق العربي الاعوج والكيل بمكيالين- بقلم: مصطفى باكو

 

السؤال الذي يحيرني دائماً لماذا الاخوة العرب يحللون لانفسهم اموراً ويحرمونها على الكرد وليس هذا فقط وانما يجرمونهم على ذلك وتقوم الدنيا ولا تقعد لماذا هذا الكيل بمكيالين.

لماذا يحق للفلسطينين الذين يبلغ عددهم حوالى ستة ملاين المطالبة بدولة فلسطينية ويقف معهم ٢٤ دولة عربية بينما حرام على سبعين مليون كردي في انحاء العالم المطالبة بدول كردستانية رغم ان الفلسطينين لهم شبه دولة على جزء من فلسطين ولهم كل الحقوق التى لا نحلم بها نحن الكرد في الاجزاء المحتلة من الكردستان من قبل الدولة السورية والعراقية.

لماذا يحق للعرب اقامة علاقات مع امريكا ولايحق للكرد اقامة العلاقات معها واذا عمل الكرد ذلك يعتبرونهم عملاء للخارج ويستقون بالامريكي لماذا المعارضة السورية تستقوي بالتركي وتركب على الدبابة التركية  ويكون رأس الحربة في محاربة الكرد واحتلال اراضيه وتشريد شعبه ولماذا حرام على الكردي الاستقواء بالامريكي للدفاع عن نفسه.

لماذا يحق للعرب اقامة علاقات مع اعدائنا من ترك وفرس ولايحق لنا اقامة علاقات مع اعداء العرب ( اسرائيل وامريكا) وبنظري أن اسرائيل وامريكا ليستا أعداء للعرب كيف يكونا اعداء للعرب ولهم علاقات مع اغلب الدول العربية ومن ضمنهم السلطة الفلسطينية.

على سبيل المثال وليس الحصر في سوريا النظام الاسدي البائد كانت له علاقات مع تركيا وايران وايضا نظام احمد الشرع  الحالي له علاقة تبعية علنية مع تركيا التى هي عدوة للشعب الكردي

واذا تم اية اتصالات بين الكرد والاسرائيلين عن طريق طرف ثالث غير مباشر وسري يصفون الكرد بالخونة والعملاء واسرائيل ثانية رغم اننا دائما وابداً نقف مع قضاياهم ونساندهم ونقدم الضحايا من اجلهم بينما هم لم يقفوا مع قضيتنا ابداً وانما كانوا يلتزمون الصمت باحسن الاحوال وعلى الاغلب كانوا دائما وابدا يقفون مع من يظلمنا ويضطهدنا ويبررون الجرائم والافعال الشنيعة بحق الكرد، فمثلا الرئيس الفلسطيني المرحوم ياسر عرفات عندما قصف النظام الصدامي المجرم الكرد بالاسلحة الكيماوية في مدينة حلبجة عام ١٩٨٨ قال للكرد ماذا تريدون ان يقصفكم صدام حسين بالورود واقام اهل غزة تمثال لصدام حسين في اكبر ساحة بالمدينة والحمد لله قام الاسرائيليون بازالته بعد الهجوم الاخير على غزة رداً على هجوم طوفان الاقصى في ٧ اوكتوبر ٢٠٢٤.

أهل غزة عندما تم احتلال عفرين من قبل تركيا في عام ٢٠١٨ قاموا بتوزيع الحلوة فرحاً بانتصار الجيش التركي واحتلاله لمناطق كردية والقيادي الفلسطيني خالد المشعل رئيس المكتب السياسي لحماس بدل ان يستنكر هذا العدوان وانما بالعكس بارك واثنى على ذلك وقال بانه المثال الذي يحتدى به.

لذا يجب علينا الاحتجاج على اقامة علاقات مع تركيا وان لانسمح باكثر من علاقات حسن الحوار وليس علاقات تبعية لتركيا وتدخلها بالشأن السوري الداخلي وان نطالب بسحب قواتها والخروج من سوريا طالما هم يطلبون منا عدم اقامة علاقات مع اسرائيل رغم انه لاتوجد بيننا اي علاقات رسمية كما هي حالهم مع تركيا، بينما اقاموا الدنيا ولم يقعدوها لان وزير خارجية اسرائيل السيد جدعون ساعر قال: الشعب الكردي أمة عظيمة وإنها واحدة من كبرى الأمم التي لا تتمتع باستقلال سياسي.

ومن هنا نرى بان الكرد دائماً في حالة الدافع عن النفس والعرب في حالة الهجوم دائم.

وفي هكذا حالة من عدم الواقعية والمنطقية يجب علينا ان نعمل كل ماهو لصالح قضيتنا وشعبنا وان نضرب بعرض الحائط كل اقوالهم لانهم منافقون ويكيلون بمكيالين ونقول للعرب السورين العين بالعين والسن بالسن والبادي اظلم  انتم لستم افضل منا وليس على رأسكم ريشه تطالبون بدولة فلسطين هذا حقكم ومن حقنا نطالب بدولتنا حقكم تقيموا علاقات مع اعداء الكرد ونحن من حقنا اقامة علاقات مع اعداء العرب.

لماذا حلال عليكم وحرام علينا ماهذا المنطق الاعوج والى متى سوف تكيلون بمكيالين.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *