نتابع الأحداث وما يجري في غرب مدينة غزة هذه المنطقة التي صنفت انها منكوبة و تفتقر لأبسط مقومات المعيشة الإنسانية.
ولعل من أبرز الازمات والمعاناة التي يعانيها هؤلاء السكان في هذه المنطقة هو شح المياه وصعوبة الحصول عليه.
اذ يعاني المدنيين في الحصول على المياه بشق الأنفس،
ونشاهد نحن العراقيون معاناة اخواننا في هذا الجانب
فقبل قليل تواصلت مع صديق وطلبت منه ان يحكي لنا عن معاناته في الحصول على المياه في المنطقة التي يسكن فيها. اذ وصف عملية الحصول على المياه بالسيئة جدا والمرهقة والوضع كارثي بمعنى الكلمة.
فالمسافة بعيدة ويضطر هو او زوجته او احد اولاده لقطع مسافة 800 او 900 متر ذهابا وايابا في اليوم، لكي يوفرو احتياجهم اليومي من المياه. اما البعض الآخر فيضطر للذهاب جنوب المنطقة بمسافة كبيرة لتوفير احتياج الغسل للأبناء والأطفال الصغار، اذ تتصدر هذه المعاناه المشهد غرب مدينة غزة.
لقد عاد الكثير من المواطنين من الجنوب إلى الشمال لكنهم تفاجئوا بعدم وجود مقومات وبنى تحتية و أبسط ما يسمى من مقومات انسانية من اجل العيش
وابسطها الماء، لقد كان اكبر الأزمات التي يعانيها هؤلاء المواطنين في هذه المنطقة وفي مختلف المناطق في مدينة غزة وكذلك في شمالها. حيث يظهر حجم الدمار وحجم الخراب للبنى التحتية التي تبدو وكأنها دمار شامل،لا دور ولا محلات ولا حياة بالمرّة. فهم ينتظرون المبادرين او المساعدات التي تاتي الى هنا.
إن الحصول على المياه وهي شيء اساسي كان من المفترض انه يكون متوفر في هذه المناطق لكن بسبب ما فعله الاحتلال الاسرائيلي من تخريب ومن ضرب للبنية التحتية واستهداف طواقم البلديات في قطاع غزة، هذا كله كان نتاجه عدم وصول المياه وانقطاع المياه عن هذه المناطق بشكل كامل و الاعتماد الكلي على مياه الابار والمياه الجوفية، لربما توقفت الحرب لكن المعاناة لم تتوقف طالما ان هذه الاشياء الاساسية باتت مفقودة وباتت شحيحة في هذه المنطقة فهذا هو حال وحجم الدمار الذي لحق في هذه المنطقة
لقد استهدف الاحتلال الاسرائيلي البنى التحتية في كل مناطق قطاع غزة خلال حربه الاسرائيلية التي امتدت على طوال 15 شهرا.
ربما توقفت الحرب لكن انعكاساتها لم
تتوقف و معاناة المواطنين مستمرة باستمرار المنع الاسرائيلي لإصلاح البنى التحتية في قطاع غزة وفي جميع المناطق.
وفي الجانب الآخر نتابع أحد اقسام الجراحة بمستشفى غزة الاوروبي
الذي لا يتوقف فيه انين الجرحى.فمنهم من هو مصاب ويخشى مصيراً مأساوياً قد ينتهي ببتر ساقه اذا لم تفتح له ابواب العلاج خارج القطاع ومنهم من هو بحاجة لزراعة عظم ويعيش على المسكنات ولا توجد أدوية كافية او عمليات جراحية.
وتكشف الصور الحالية التي نراها عن تدمير مستشفيات واحراق بعضها وتدمير البنية التحتية الصحية وكان آخرها تدمير مستشفى ابو يوسف النجار في مدينة رفح.
ونقول ان المنظر محزن جدا و مؤلم، فالاحتلال الاسرائيلي وكأنه يستهدف المنظومة الصحية
ويريد لهذه المنظومة الا تعمل وكأن الاحتلال الاسرائيلي لديه انتقام من مستشفى الشهيد محمد يوسف النجار وكما من الشفاء و الاندونيسي و كمال عدوان.
وتفيد الاحصائيات بأن الاحتلال الاسرائيلي قد دمر نحو 85 % من المؤسسات الطبية في القطاع مما يزيد
من معاناة الجرحى لعدم قدرتهم على السفر للعلاج بسبب اغلاق معبر رفح.
فهنالك جرحى ومرضى بحاجة كبيرة لخروجهم للسفر وتلقي العلاج الفوري اذ كشفت تقارير طبية ان هناك ما يقارب 2300 تحويلة عاجلة جداً تحتاج للتدخل السريع للعلاج بالخارج وهناك اكثر من 6000 تحويلة مجهزة عن طريق اللجان المختصة.
فالصمت داخل ما تبقى من مستشفيات لا يقطعه سوى أنين الجرحى و تختزل المعاناة في قصص مؤلمة تفوق الوصف، تواجهها مستشفيات جنوب قطاع غزة و انهياراً كارثيا بعد استهداف الاحتلال للمنظومة الطبية وهو ما يفاقم الازمة الصحية.
وعلى سلم الاولويات تبرز الحاجة الملحة للمساعدات الطبية ومعالجة المرضى خارج قطاع غزة