صبحة بغورة تكتب : قبضة القـوة السعودية

 اتجه اهتمام المجتمع العربي والدولي إلى تناول مضمون بيان وزارة الخارجية السعودية بخصوص الرد على الحديث عن احتمالات تطبيع العلاقات السعودية ـ الإسرائيلية.
أفصحت اسرائيل عن موقفها من أي صفقة لتطبيع علاقاتها مع المملكة العربية السعودية، وهوموقف يعكس طبيعة تيار اليمين المتطرف الذي يريد أن تكون الصفقة مبنية على حقائق بمعنى أنه لا يمكن أن تحدث على حساب أمن سكان دولة اسرائيل بما في ذلك تحقيق أهدافها في الحرب على غزة وهي تدمير القوة العسكرية لحركة حماس وإنهاء وجودها السياسي في قطاع غزة ، وإزالة تهديدها ، واسترجاع كل الرهائن الإسرائيليين لدى الحركة، وشدد على أنه لا تطبيع مع السعودية إذا كان مشروطا مسبقا بإقامة دولة فلسطينية ، ويأمل الموقف الإسرائيلي إمكانية تعزيز السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة ،وشدد الموقف الإسرائيلي على رفض أي تطبيع مع السعودية لو كان يتطلب إقامة دولة فلسطينية ، وفي ذلك أكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن فكرة إقامة دولة فلسطين انتهت في 7 أكتوبر 2023 وطالب بتعزيز السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة ،
أكدت المملكة العربية السعودية أنه لا مجال للحديث عن التطبيع إلاّ بعد الإعلان عن قيام دولة فلسطين وصاغت رد فعلها القوي في بيان وزارة الخارجية على شكل شروط محددة يجب توفرها قبل التطبيع مع اسرائيل وإقامة علاقات دبلوماسية مع اسرائيل وهي الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمها القدس الشرقية ، وإيقاف عدوان الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة، وانسحاب كافة أفراد القوات المسلحة الإسرائيلية من القطاع ، وتجميد بناء المستوطنات في الضفة الغربية ، وضرورة تمكين السلطة الفلسطينية من القيام بإصلاحات لجعلها هيئة حاكمة يثق بها الفلسطينيون ويعتبرونها شرعية ، وتعزيز العلاقات الأمريكية ـ السعودية في مجال الأمن والتكنولوجيا ، والتعاون في انشاء برنامج نووي سعودي على أرض المملكة .
أبلغت المملكة العربية السعودية تجديد تأكيد موقفها الثابت من القضية الفلسطينية للإدارة الأمريكية، كما أكدت في دعوتها للمجتمع الدولي والدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن بأهمية الإسراع بالاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية لتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة.
وفي المقابل لم ينطلق الموقف الإسرائيلي من الحديث عن تطبيع يكون قائما على المصالح المتبادلة، ولا عن اتفاقية سلام حقيقي.
وعليه لا يبدو من معطيات موقفي البلدين أي نقطة التقاء يمكن التأسيس عليها لتحديد معالم مسار نحو تطبيع العلاقات بينهما ، والاعتقاد أنه ببقاء الحال على حاله واشتداد قبضة القوة السعودية يصبح التطبيع بين السعودية واسرائيل مستحيلا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *