على القيادة العراقية والتيارات المعتدلة العقلانية أن تفك الاشتباك بينها وبين إيران وبينها وبين الاقتصاد الإيراني الخاضع للعقوبات.
وهل يمكن القول بأن مصير العراق مرتبط الآن بالاتفاق أو بالتوصل إلى اتفاق ما بين واشنطن وطهران، لا سيما أن الأحزاب السياسية ترتبط بروابط عقائدية مع إيران، والتي تعتبر نفسها تؤدي دوراً مقدساً لخدمة إيران لإنقاذها من العقوبات لدعمها ومساعدتها لتطوير قدراتها وهناك مصالح متبادلة بين هذه الطبقة السياسية وإيران.
ترامب في بيانه وصف إيران على أنها راعية للإرهاب في العالم؛ وبالتالي يعتبر الحرس الثوري هو مصدر يهدد الأمن العالمي وأمن الولايات المتحدة الأمريكية، ويدعو ترامب إلى مهاجمة أو تفكيك الشبكات التي ترتبط بالحرس الثوري في الولايات المتحدة الأمريكية التي تمارس دوراً يهدد الأمن القومي الأمريكي.
فالموضوع اليوم يعتبر معقدا، وعلى القيادة العراقية والتيارات المعتدلة العقلانية أن تفك الاشتباك بينها وبين إيران وبينها وبين الاقتصاد الإيراني الخاضع للعقوبات، حتى لا تعرض الاقتصاد العراقي، ولا تؤثر فيه بسبب العقوبات المفروضة على إيران.
أما من جانب استيراد الغاز الإيراني، فيجب على العراق أن يتوجه للأردن كبديل، لكن هذه الحلول تحتاج إلى وقت ووقت طويل جدا، وعلى العراق إن أراد البقاء بعيدا عن المشاكل، عليه أن
يبدأ بفك الارتباط مع النظام الاقتصادي والنظام العسكري في إيران؛ لأن كلاهما خاضع لعقوبات صارمة.
نعم إيران خاضعة لعقوبات؛ وبالتالي يجب التفكير بمصلحة البلد وعدم ترك الحوالات السوداء التي تضعف الاقتصاد العراقي في المصارف الوهمية والشركات الوهمية والعقود التي تخدم إيران، لكنها تدمر الاقتصاد العراقي من أهم أجزائه. ولهذا السبب نشاهد الديون العراقية تتجاوز 132 مليار دولار.
إذ توجد حلول معقولة، فبدلا من أن نشتري سلعاً على سبيل المثال الغاز أو تهريب النفط أو الحوالات السوداء وحتى الأدوية، بالإمكان تبادلها مع إيران على سبيل المثال نبيع لهم الأدوية وحسب الجوانب الإنسانية ضمن لائحة لا تخضع للعقوبات، ومن الممكن أن نستمر بالتعامل مع إيران إلى أن تخرج إيران من هذا المأزق.
إن الطبقة السياسية في العراق قد ربطت الاقتصاد العراقي بالاقتصاد الإيراني، وهذه الانعكاسات كبيرة وكبيرة جدا، ولا أعتقد أن العراق قادر على تحملها.
فالأموال التي تذهب إلى الخزانة الأمريكية وأموال النفط إلى الاستثناءات والإعفاءات المتعلقة بالغاز والكهرباء وكثير من الأمور، لكن بمقابل ذلك هناك كثير من العنتريات التي نشاهدها مؤخرا على أنه ليس للعراق أي مشكلة، ويعتقد البعض أن العراق بلد مقاوم، ويستمر بالمقاومة بدليل أن طهران التي قاومت على مر عقدين من الزمن، فنحن قادرون أيضا على الوقوف، وعلى المقاومة بوجه أمريكا، وتحمل كل العقوبات والانعكاسات والسلبيات، إذ يمكن القول إن هذا هو موقف الأحزاب والتيارات العراقية التي تضع نفسها ضمن إطار المقاومة الإسلامية العراقية والمقاومة الإسلامية العالمية تحت قيادة الإمام خامنئي.
إن المواجهة الكبرى المستمرة مع الشيطان الأكبر من المؤكد هي ستستمر، لكن لكل من هذه السياسات المتشددة كلفة.
وبالتأكيد ستنعكس على الوضع بالعراق على الحياة المعيشية والاقتصادية والأمنية والعلمية وغيرها من التفاصيل الخطيرة التي تهدد الأمن الوطني العراقي على صعيد الغذاء والصناعة والطاقة وغيرها، وأعتقد أن هناك فرصة أيضا للتيارات العقلانية في النظام أن تذهب إلى إيجاد حلول كعقود بديلة لإنتاج الغاز بكركوك مثلا أو الطاقة والنفط إلى آخره.
فتطوير هذه المجالات مهم جدا على سبيل المثال حقل خرومور لإنتاج الغاز في السليمانية ينتج ما قدرته 72 مليون قدم مكعب يوميا وبإمكان هذا الحقل أن يزود العراق بحاجته من الغاز التي تقدر ب 52 مليون قدم مكعب يوميا وبإمكان العراق أن يذهب أيضا إلى تحويل محطات إنتاج الكهرباء من الغاز إلى النفط الأسود المتوفر بصورة شبه مجانية في العراق والتفكير في بدائل كثيرة للطاقة تكون من المحطات الهيدروليكية، ومن الشمس والرياح وغيرها من التفاصيل.
لقد ربطت الطبقة السياسية في العراق بعد 2003 الاقتصاد العراقي بالاقتصاد.
الإيراني؛ ولهذا السبب أوقفت إعادة بناء المصانع في العراق، والتي يقدر عددها ب 50 ألف مصنع مغلقة حتى يومنا هذا إضافة إلى مشاكل الطاقة ومشاكل الغذاء، فاليوم العراق يستورد 92% من الغذاء من إيران ومن تركيا.
ويرى البعض أن مصير العراق مرتبط الآن بالاتفاق أو بالتوصل إلى اتفاق ما بين واشنطن وطهران، فإيران دولة جارة والشعب الإيراني شعب صديق، وتربطنا أواصر دين وتاريخ وثقافة، لكن المشكلة هي في نظام ولاية الفقيه الذي وضع نفسه في مواجهة كبرى مع الولايات المتحدة الأمريكية والغرب بالصورة التي دفعت المنطقة إلى هذه الأزمة الخانقة
بقلم عقيل وساف
صحفي وكاتب عراقي
الاسلاميين الشيعة .. انتقموا من العراق شر انتقام.. واذاقوا شعبه الذل والعوز والحاجة..
ورهنوا العراق بايران بكل خيانة.. وعرقلوا بناء العراق ومصانعة وزراعته وصحته وخدماته وتعليمية ونشروا المخدرات والمليشيات .. وغيرها من الماسي..بل حتى سهلوا دخول الارهابيين للعراق باعتراف المالكي الذي اتهم سوريا الاسد بدعم الارهاب والايام الدامية ببغداد.. وتبين بان المالكي كان داعما للاسد وهدد بارسال الجيش العراقي لدعم نظام بشار الاسد قبل سقوطه.. وكذلك اعترافات طارق الهاشمي عند زيارته لطهران بان سليماني اعترف له بدعم ايران للقاعدة..