اه لو تعرفي يا بارين كوباني، لقد عادت عفرين – جوامير مندلاوي

 (*)-تقع مدينة عفرين في اقصى شمال غرب سوريا وتتبع اداريا لمحافظة حلب،وفيما مضى وقبل الاحتلال التركي الغادر شكل الكورد اغلبية سكانها و بنسبة95%،وهي من حيث الموقع الجغرافي تغفوا على سفوح التلال المتناثرة الجميلة والمكسوة باشجار وغابات الزيتون المعمرة حيث يُعّد زيت الزيتون العفريني من اجود الانواع في أنحاء سوريا قاطبة حتى انها داخلة في طعام كل وجبات المطابخ في البيوت السورية تقريبا

نعم عفرين هي عروس روجاڤا اي كوردستان الغربية بيد أنه ومع الاسف قامت المرتزقة والميليشيات التابعة للجيش التركي عام(2018) بمهاجمتها بشكل غادر رغم المقاومة البطولية العنيدة التي أبدتها شباب وشابات روجاڤا وبصدورهم العارية فاستبسلوا بأرواحهم الطاهرة التي سفكت في الدفاع عنها أمام هجوم الدبابات والمدرعات العسكرية التركية،ناهيك عن إنهم أوقعوا بالعدو خسائر بالمئات من القتلى وجرحوا الالاف منهم, لكنه وبسبب الفارق في العدد والعتاد اللامحدود ومن خلال القصف الجوي التركي الهمجي تمكن الاعداء في السيطرة على عفرين بعد اربعين يوما من القتال والمقاومة الاسطورية

 بطلة قصتنا هنا هي للشهيدة(بارين كوباني)التي كانت من أشد المقاتلات الكورديات وقاومت الاحتلال التركي البغيض بضراوة الى اخر طلقة في بندقيتها الى حين استشهادها في إحدى حقول عفرين المستباحة، ولشدة حنقهم وحقدهم لما قامت بها(بارين)من مقاومة شرسة وشريفة أقدمت المرتزقة الاوغاد بقطع اوصال جثتها الى قطع وهي متوفية وواقعة على الارض، وهذا يعكس وحشية المرتزقة الذين خانوا بلدهم سوريا اولاً وارتموا في احضان المحتل التركي الحاقد ثانيا.

اليوم وبعد(7)سبعة اعوام مرتْ على الحادثة ، عادت عفرين الى حضن أهلها الاصليون بعيداً عن إحتلال وسيطرة الجماعات الارهابية التي جلبتها تركيا الاردوغانية، ووسط فرحة وبهجة سكانها التي نزحوا عنها وهم مجبرين ومكرهين

يا بارين ان الذين قتلوكِ ومثلوا بجسدك الطاهرة هم من أعداء الحرية الانسانية‘فإن لم يتقاتلو فيما بينهم فأنهم ذاهبون وستلحقهم الخزي والعار الابدي جراء ما فعلوه من مظالم الى يوم القيامة والى لانهاية،.

يا بارين ستشرق شمس الحرية مجدداً في سماء عفرين وعلى اشجار الزيتون وفي حقول الكروم والرمان ولا يحجبها دخان بارود الاعداء، فتتبخر الندى وتزهر الحقول وينبعث عبق الزهور في أرجاء البلاد

،يا أيتها الشهيدة (بارين)كم تمنيت من صميم قلبي ان تشاهدي بعينيكِ وتعرفي هذه الحقيقة الساطعة من بعدكِ….لقد انسحب العدو التركي الغادر من عفرين مكرهةً وولتْ مرتزقتها هاربة وهم يجرون الخيبة والخذلان،ويعود اليها الان سكانها الكورد بعد سنوات عجاف من الحياة الصعبة في الغربة والعذاب أجبرتهم الظروف على ذلك دون إرادتهم

يا بارين العزيزة لقد فشلت سياسة التتريك القبيحة والتغير الديمغرافي في عفرين مثلما أراد وخطط لها العدو المغولي الجديد اردوغان الارهابي

يا بارين إن رفاقكِ الاحرار من العفرينيون سيعودون اليها سعداء وفرحون مرفوعي ألرؤس فهم الى الان لم يغمدوا سيوفهم البتارة بوجه تركيا الارهابية ومرتزقتها فهم الان يسطرون الامجاد والملاحم البطولية على جبهة مدينة كوباني وسد تشرين القريب ويكابدون في التصدي للعدوان التركي وفي الاستبسال منذ أكثر من شهرين، من دون ان يسمحوا يتقدم العدو شبرا واحدا مكبدين العدو أفدح الخسائر رغم الفارق الكبير في العدد والعتاد مابين الطرفين

أتذكركِ يا أُختاه كم عانيتِ أنت ورفاقكِ حينها في الساحات من جراء قصف الطائرات التركية الغادرة،بيد أنني وددتُ في أن أبشركِ هذه الايام خبراً مفرحاً ألا وهو أن رفاقكِ في الدرب والنضال وبالاعتماد على أنفسهم أفلحوا في صنع طائرة محلية مُسّيّرة أسموها بروسك أي(البرق)والذي أذاق العدو الويل والعلقم ونال إندهاش وإعجاب كل الشعوب المحبة للسلام في العالم..

. يا بارين كوباني يا زهرة الحرية والسلام لذكراك الخلود ولروحكِ الرحمة والاستغفار وإرقدي في قبركِ بسلام و براحة وإطمئنان لقد عادتْ عفرين إلى أهلها الشرفاء وستزهر أشجارها وتثمر من جديد ،

ونحن أبناء الامة الكوردية والخيرين من البشرية أينما نكن نعاهدكِ على العطاء لن ننساكِ أفضالكِ طالما بقيتنا أحياء،وسيحتفي التلال والوديان مع فرحة الطيور والفراشات ونسمات الربيع العفريني المعطاء على أبواب روزافا قريباً ونتمنى أن يختفي الاحتلال والاذلال والمرارة والى الابد..

أخوكِ ألمفجوع في درب النضال

جوامير مندلاوي:- 11/2/2025 الولايات المتحدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *