صبحة بغورة تكتب : حلّل يــا دويري..

  • قام عبد الله الثاني ملك الأردن برحلة إلى أمريكا بناء على استدعاء ــ وليست دعوة ــ من ترامب لتناول مسألة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، كانت نتيجة اللقاء هزيلة وغير واضحة ولا ترضي الموقف العربي الرافض لترحيل أهل القطاع إلى أي مكان آخر، ولذا فقد أحال الأمر كله في نهاية اللقاء إلى الشقيقة الكبرى مصر ..

دأب الدويري جنرال التحليل على قناة الجزيرة القطرية على إبداء رأيه يوميا في تفسير طبيعة تطورات القتال في قطاع غزة بأسلوب بات مكررا ومملا ،وكذا الأمر نفسه في تناول بعض المواقف السياسية العربية بالانتقاد السيء وليس بالنقد ،ولعل تعفف الكثير من المراقبين والمحللين العرب عن الدخول معه في نقاش قد بدا في تقديرهم عقيما مسبقا قد منعهم من الخوض في ذات المسائل، لكن أما وقد تجاوز الأمر حدود التحليل النظري وأصبحت أبعاد الموقف تتعلق بمصير شعب ومستقبل قضية أمة فلابد من وقفة استماع لرأي جهابذة التحليل التلفزيوني لسماع ما دعا إليه مقاوم فلسطيني بأعلى صوته ذات يوم فرحا بعد نجاح عمليته المسلحة ” حلل يادويري”فنحن نعيدها وأعناقنا مشرئبة وعيوننا متطلعة إلى لحظة خروجه من اعتكافه وتحرره من بوتقة الإحراج الذي لازمه منذ أن علم أن صواريخ بلاده اعترضت الصواريخ الإيرانية التي كانت متجه إلى تل أبيب !!

لقد تعلّق المشاهد العربي في بداية ” طوفان ألأقصى ” بتحليلات الدويري الممجدة للمقاومة الفلسطينية، ولكن اليوم وضعت بلاده المواطن العربي في حيرة من الظهور الشاحب للملك الأردني، وجعلته في دهشة من الحضور المهين في حضرة الرئيس ذو الوجه النحاسي شرطي المدينة ، حارس الحديقة ، والأغرب أن يحيل بعد ذلك الأمر كله إلى المقترح المصري الذي يجهله متعمدا ويدّعي أنه لا يدري حتى مضمونه !! وكذلك فعل وزير خارجيته.

ليس هكذا تؤخذ الأمور، الأمر يتعلق بسفر طويل كان يُنتظر على الأقل أن يتحقق من ورائه حد أدني من النتائج الإيجابية المفرحة.. لا أن يحيل الأمر برمته إلى طرف آخر في انتظار ما سيقترحه ، هذا بالرغم من أن كل شيء معلوم ومعلن ومكشوف ، إنه موقف واضح لا غموض يشوبه وصريح ولا لبس فيه ولا غبار عليه تم التأكيد عليه مرارا، إنه موقف الشجعان الأقوياء الواثقين من سداد رأيهم وصواب رؤيتهم وثبات موقفهم ولا يخشون في الحق لومة لائم .

والآن ، حلل يا دويري ، واتحفنا .. بعد أن تحالفت قطر مع جهود الموقف المصري في احتواء تطورات الأزمة، وفي العمل معا على وقف إطلاق النار، وفي المشاركة الإيجابية من أجل تخفيف معاناة أهل قطاع غزة وإعادة إعماره في إطار مبادرة حميدة مشتركة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *