وأدناه نص بيان الإدارة الذاتية:
مع سقوط نظام البعث والاستبداد، تجددت الآمال نحو تغيير فعلي في نهج وسلوك دمشق، لتحقيق تطلعات الشعب السوري على أُسس ومعايير حقيقية تمثل حالة الواقع السوري وتعبِّر عن طموحاته في بناء مستقبله الديمقراطي، حيث كان هذا هو الهدف العام لأبناء سوريا مُنذ بداية الحِراك الثوري، وقبل أن تدخل الحسابات السياسية في الميدان.
إنَّ الإعلان عن اللجنة التحضيرية للحوار الوطني في سوريا يدل على معايير “الحصر”، وإنَّ هذا التوجه الخاطئ ينمُّ عن “سوء التقدير” للواقع والمشهد السوري الحقيقي برمَّته، كما أنَّه يعكس قصوراً واضحاً في عملية التحول الديمقراطي لسوريا الجديدة.
إنَّ هذا التهميش، واتخاذ حالة “الانغلاق” دون مرونة من قِبل هذه اللجنة، يهدد بإعادة الأمور نحو النظام المركزي القديم، وهذا ما لا نأمله ولا نفضِّله في شمال وشرق سوريا.
إنَّ حاجتنا اليوم تقتضي تمثيلاً حقيقياً لكل السوريين “دون إقصاء”، وكذلك تطويراً واضحاً لمعايير الوحدة والشراكة الوطنية السورية، مع الأخذ بضرورات المرحلة الانتقالية من خلال مشاركة فعلية وديمقراطية لكل التيارات السياسية والمدنية، والمرأة، بما يعكس الحالة التشاركية في سوريا، دون تجاهل أو إقصاء إرادة وقرار حوالي خمسة ملايين سوري في مناطقنا.
نحن في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، نؤكد أنَّ اللجنة المُشكَّلة من أجل الإعداد للحوار الوطني هي لجنة لا تمثل كافة أطياف الشعب السوري، ولا تلبي تطلعاته بمكوناته المتنوعة ولا يمكن إجراء أي حوار في ظل الإقصاء والتهميش المتَّبع من قبلها بهذا الشكل، إذ إنَّ ذلك يمثل بداية لسياسة التهميش التي لن يقبلها السوريون على الإطلاق.
كما نؤكد أنَّنا ننادي كل من يريدون أن تكون سوريا واحدة موحدة وقوية، بأن يتم قراءة المشهد والواقع السوري كما هو، دون أي إنكار أو تهميش.
إنَّ قوة وطننا السوري تكمن في وحدة شعبه وتكاتفه ومصيره المشترك، فهي الضمانة الحقيقية لمستقبل ديمقراطي واعد، يليق بعراقة الشعب السوري وتضحيات أبنائه.
الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا
15 شباط 2025