بعد أن كان الكورد في اقليم كوردستان الطرف الوحيد في العراق الذي كان يطالب بعدم مغادرة القواة الامريكية بسبب المخاوف من السيطرة الايرانية و الداعشية على العراق، أنضمت الان الحكومة العراقية الى تلك الفكرة و نشرت قناة العربية و قوات اخرى معلومات مفادها أن الحكومة العراقية طلبت من أمريكا التريث من مغادرة العراق و “يختصر العراقيون حسب العربية موقفهم للأميركيين بالقول ان السلطة الجديدة في سوريا هي وليدة القاعدة وداعش، ومن الباكر جداً ان تتأكد بغداد ودول العالم من نوايا هذا النظام الجديد، ومن الحكمة ان ينتظر الطرفان، العراقي والاميركي بعض الوقت لمعرفة أين تتجّه سوريا أمنياً قبل ان يتمّ تفكيك البنية الأمنية الحالية.
تركيا و حسب نفس المصدر أقتحت أحلال تركيا و العراق و الاردن محل أمريكا و ترى بسيطرة هيئة تحرير الشام و سقوط نظام الاسد فرصة مؤاتية لوضع منظومة أمنية، وصيغة تعاون مع دول المنطقة تكون بديلاً عن منظومة ايران و منظومة الولايات المتحدة.
طرحت تركيا خلال الاسابيع الماضية على كل من الاردن والعراق إنشاء هذا البنية الأمنية، التي تشمل من ضمن اهدافها تعاوناً إقليمياً يتابع العمل على منع عودة داعش، ويمنع عودة الميليشيات الايرانية الى الاراضي السورية، ويفكك بنية الادارة المحلية في شمال شرق سوريا وهي بقيادة الاكراد وقسد، كما تتعامل هذه الصيغة الإقليمية مع مشكلة سجناء داعش في معتقلات شمال شرق سوريا، كما تضمن استقراراً في سوريا يسمح بعودة أكثر من مليوني لاجىء سوري الى بلادهم من تركيا والاردن.
السلطة الحالية في دمشق و حسب العربية رفضت اجزاء من الخطة التركية وربما ترى انه من المبكر ان تدخل في اتفاقات مستديمة بين ثلاث دول هي العراق والاردن وتركيا قبل ان تتمكن من اعادة بناء قواتها وضمان استقلاليتها على المدى البعيد.
الطلب العراقي ببقاء القواة الامريكية بحد ذاته دليل على أن العراق لا يؤمن بالمقترح التركي و لربما يرى العراق أن تركيا لا تقل أبداخطورة من النفوذ الايراني. كما أن الاردن هي ليست بالدولة القوية التي ترغب بالدخول في صراعات أقليمية. و هذا يجعل تركيا وحدية في مقترحها و ايران و أمريكا لا تريدان تسليم سوريا الى تركيا لأن ذلك يعترض مع مصالحهما.