الى الان لم يتشجع حزب سياسي سوري واحد على الاعتراف بأصل المشكلة مع الجولاني و حكومته. و هذا ينتطبق على حتى قواة سوريا الديمقراطية و الادارة الذاتية و كذلك المجلس الوطني الكوردي و جميع القوى السياسية السورية الاخرى.
البيانات التي يتم نشرها من قبل جميع الاحزاب و القوى السياسية السورية و جميع المنظمات السورية في الداخل و الخارج لا يتحدث أي منهم الى المشكلة الحقيقية مع الجولاني و حكومته و الكل صار يتقبل الجولاني و تطرفه الاسلامي السابق و الذي يصر علية حاليا أيضا.
سوريا لديها مشكلتان فقط الاولى هي السيطرة التركية السياسية و العسكرية على جميع قرارات الحكومة الحالية و على سوريا بشكل عام و هذا يحرمها من السيادة و يفرض عليها نظام حكم أردوغاني. لا بل الذي لم يستطيع أردوغان تغييرة في تركيا فأن سيقوم بتثبيته في سوريا.
المشكلة الثانية هي مسكلة نظام الحكم فالجولاني أن ترك الارهاب فأنه مٌصر على اقامة نظام أسلامي سياسي و مصر على جعل الاسلام مصدر للقوانين و الدستور و أن يتم أدارة سوريا حسب الشريعة الاسلامية. و الاختلاف أو الاجتهاد سيكون فقط حول درجة تطرف ذلك النظام الاسلامي. فمن الان هناك جيش الامر بالمعروف و النهي عن المنكر و جميع المؤسسات التي يقوم بتشكيلها يقودها جهاديون اسلاميون متزمتون.
المشكلة في سوريا الان هي ليست الحقوق القومية بل الحقوق الشخصية المدنية و حقوق حرية الرأي و النشر. الجولاني لا يسيطر الان على الحكم و على جميع المدن السورية و هو بحاجة الى رفع العقوبات و مع ذلك تم ملئ السجون السورية بالمغالفين بحجة النظام السابق.
الجولاني يقول ان نظامة يختلف عن النظام العراقي. و لكنه بنفس طريقة العراق قام بتحريم البعث و تجريمة و كتابة و فرض البراءة عليهم و سجن الكثيرين. كما قام بتسريح الجيش السوري بكل تشكيلاته و قام بأنشاء ميليشيات خاصة به تماما كما الحشد الشعبي العراقي. نعم هناك أختلاف و لكن في الدكتاتورية. النظام العراقي أعطى للمكونات العراقية حقوقهم و لو على الورق و لكن الجولاني غير مستعد حتى الجلوس مع حزب سوري واحد و فرض نفسة و بنفسة رئيسا على الجميع و قأم بفرض ميليشياته على الجميع. و هذا يعني أن العراق أكثر ديمقراطية من الجولاني.
الجولاني هدفة أنشاء نظام اسلامي في سوريا. و عدم تطرق القوى السورية الى هذه الحقيقة ستسهل علية ذلك. فسوريا الى دكتاتورية اسلامية مركزية متطرفة بدون شك طالما الاحزاب السورية الكوردية و العربية و الدرزية و العلوية و المسيحية يخافون حتى من قول الحقيقة و رفض الاسلام السياسي نظاما لسوريا و بشكل علني و ليس بشكل غير مباشر من خلال الدعوة الى دولة ديمقراطية لا مركزية. على القوى السورية الديمقراطية رفض الاسلام السياسي و رفض تشكيل جيش اسلامي عقائدي في سوريا و هذا ما يقوم به الجولاني. و على القوى العلمانية السورية أبلاغ جميع دول العالم بذلك و ليس الانتظار الى أن يقوم الجولاني بتسوية سوريا بالارض و أنشاء جمهورية سوريا الاسلامية.