صبحة بغورة تكتب : السعودية في قلب الانفجار العسكري الكبير

  • عادة الأسرار تبقى أسرارا ما لم يتحدث عنها أحد ،والملفات الحساسة تبقى مغلقة ما لم تمتد إليها يد أجنبية ، والتحركات في الكواليس لا تعلن طالما ظلت تنسج خيوط اللعبة في الخفاء، إنه عالم آخر مشوق ومثير ، لا يتقن التعامل فيه إلا من أثقلتهم خبرة السنين بالبصيرة الثاقبة والدراية الواسعة.

 

ما كاد ينتهي ذو الوجه النحاسي شرطي المدينة، حارس الحديقة من تهديداته  بفتح أبواب جهنم على منطقة الشرق الأوسط إذا لم تسلم حماس كل المحتجزين لديها إلى الكيان المحتل قبل منتصف نهار 15 فبراير الجاري، ثم توجيه حزمة عقوبات مالية وعسكرية شديدة على مصر إذا واصلت رفضها فتح حدودها أمام الآلاف من سكان قطاع غزة للاستيطان في سيناء المصرية حتى جاءت ردود الفعل المصرية ومعها السعودية والجزائرية  قوية ارتجفت لها قلوب مسؤولي الكيان ، وزلزلت الأرض تحت أقدام الرئيس الأمريكي ، وقد تعددت المؤشرات التي تدل على ذلك ، إذ حمل رد الفعل السعودي أشد العبارات جزما بالوقوف خلف مصر ضد مخطط التهجير،

ارتضى الكيان المحتل لنفسه الاكتفاء باستلام 3 فقط من المحتجزين لدي حماس من مجموع 73، والسماح للمئات من عربات نقل المساعدات الإنسانية الدخول إلى قطاع غزة، ومواصلة وقف إطلاق النار، والشروع قريبا في مفاوضات المرحلة الثانية..

أما الرئيس الأمريكي فسكت عن الكلام المباح، ولم تقصف طائراته وصواريخه الشرق الأوسط ، وصمت عن مشروع شراء قطاع غزة وإقامة مشروع الريفيرا فيه بعد تهجير الفلسطينيين أصحاب الأرض من بلدهم  وترحيلهم بالقوة نحو الأراضي المصرية والأردنية رغم معارضتهما الشديد له. ثم لم ير داعيا لاستدعاء القوات المسلحة الأمريكية إلى القطاع ، ولم يعد يردد ضرورة تسليم الكيان المحتل قطاع غزة للجانب الأمريكي لإدارته بعد القضاء على عناصر حماس …

إن هذا التحوّل العميق في الموقفين يحمل دلالة كبيرة على وقوع إخفاق سياسي أقرب إلى حدوث الهزيمة العسكرية بفعل التحالف العربي الذي أكد بذلك فعاليته وقوة تأثيره في توجيه الأحداث، فالمملكة العربية السعودية بقوتها العسكرية الرشيدة ودبلوماسيتها الحكيمة ونفوذها المالي الكبير داخل دواليب الاقتصاد الأمريكي منحها القدرة الكبيرة على إحداث الانفجار العسكري المسبق بدون أي إطلاق نار، إن هذا الحضور السعودي الفعّال وجد في صلابة الموقف المصري وقوة حسم بيان الخارجية الجزائرية بالرفض القاطع للتهجير مستندة في ذلك  إلى الاستعداد التام المعلن لمواجهة كافة احتمالات الوضع ، كلها عوامل دعم فعلية وفاعلية في الحسم السريع لطبيعة التعامل مع الأحداث لصالح قضية الشعب الفلسطيني فهل كان الكيان يتوقع أن يصيبه شرر انفجارهذاالتحالف ؟لم يخرج الموقف السعودي الشجاع عن المألوف عنه منذ البداية ، فكما كانت وقفة المرحوم الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود خلال الحرب عام1973 بالمبادرة بقطع تموين الغرب بالنفط والغاز، فكذلك اليوم ها هي وقفة أخرى للمملكة بقيادة سمو ولي العهد محمد بن سلمان تمثل محطة مضيئة في علاقات التضامن العربية تكشف بحقيقتها الساطعة هزال العدو وضعفه أمام صدق المواقف المنتصرة لمبادئ الأمن والسلام ، والحامية لقيم الحق والعدالة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *