الشاعرة تريفة دو سكي بين الجرأة النسائية والفنتازيا الأدبية – عصمت شاهين الدوسكي‎

المرأة العصرية مألوفة وغير مألوفة تخفيف عن عبء الواقع المر.

ج / 5 عصمت شاهين الدوسكي

الأدب الكردي ككل آداب العالم في تطور مستمر وأصبح الأديب الكردي متابعاً ومطلعاً على الحركة الفكرية الأدبية المحلية والعربية والعالمية من خلال وسائل اتصال مرئية وغير مرئية وفي ظل الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والتغيرات والتناقضات ومجريات الأمور على الساحة الأدبية خاصة والعربية والعالمية عامة أثرت بشكل مباشر وغير مباشر بشكل سلبي وأصبح الأدب آخر ھم الإنسان وفي نفس الوقت انعكس ايجابياً على الطموح والإبداع والروح والنفس بانطلاق حرية الأفكار والبوح الغير المقيد والتشبث بالتجديد واللجوء إلى الأدب بكافة أنواعه ، إذا في ظل عدم الاستقرار في الساحة الأدبية خلق طريقان سلبي وايجابي وفي ظل العوالم هذه حينما تكتب المرأة الشاعرة ” تريفة دو سكي ” لتكون محور كتاباتھا وقصائدھا إحساس ومشاعر وعواطف وأفكار المرأة الضمنية والمتجلية بما فيھا من حب وجمال ونقاء وصفاء وعادات وتقاليد بالية وما تعانيه العاشقة والحائرة والأرملة والمقيدة والمطلقة والثكلى وغيرھا من المعاني الإنسانية في جرأة نسائية ليست عشوائية فوضوية ضبابية بل أتت لتصالح الإحساس والكلمة والفكر والروح والقلب والخيال والطموح والثورة الداخلية المكبوتة لتصالح الذات والذات الآخر التي تندمج مع الخيال والإبحار إلى ما لا نھآية ، والواقع ولا واقع والحلم ولا حلم ، الشعر عند الشاعرة ” تريفة دو سكي ” صياغة نسائية من عمق ألآهات والأنات والخلجات ومن جوھر الأفكار الفنتازية الحرة فالعوالم الفنتازية بأبسط تعريفاتھا ھو خرق للقوانين الطبيعية والمنطق لتؤسس عالم خاص والتي تعكس من جانب آخر منطقنا واقعنا المألوف ولا مألوف لكن جرأتھا الواعية تشير إن نكون أحرار في أفكارنا لا تقيدھا المخاوف ولا المجتمع ولا السياسة صورة تعكس السمو والارتقاء وبالتالي سمو الذات إلى الصفاء والجمال والنقاء يجعلنا بالتدريج نفقد الجمال والفن والحب والأمل والحب والحلم والحياة وعندما نلجأ لبحر فالواقع المر الذي فرض علينا نعيشه يومياً الشعر ونلقي بروحنا بين الكلمات الصادقة والإحساس الجميل والرؤى الإنسانية النقية ونحلم لعل الحلم والشعور يأخذنا إلى الأمكنة العارية بلا رتوش ولا زيف ولا كذب ولا خداع بلا تفرقة طبقية عشائرية عنصرية طائفية بلا أنانية مدمرة ومضاھر قشرية زائفة فتتجلى الحرقة والجرأة والتمرد الخفي في صور الكتابة عن الحب والشفافية والھمس والقبلات والأشياء العارية التي يھرب منھا الفكر التقليدي المقيد بأطر جاهلية عصرية ، الشاعرة ” تريفة الدوسكي ” بوصفھا الشعري الجميل تجسد الدقة في الطرح بحيث يصاب القارئ بالذعر والدهشة الفجائية لكنھا وقتية باعثة على الغضب والتمرد واليأس ليأتي نتاجاً لانسحاق نفسي ورقي المرأة من جراء افتقاد شيء ما وقد يكون الحب المركز الأساسي لھا فھي تتقمص المرأة الحالية العصرية بصورة مألوفة أو غير مألوفة للتخفيف من عبء الواقع المر وھي صورة في أصل المرأة الواقعة تحت سطوة المجتمع والأفكار البالية والعصر الجاهلي الحديث فينشأ في أصل المرأة الروحي والفكري والحسي والنفسي وسيلة دفاع بدور المنذر والمتمرد والجريء وفي ذات الوقت تتجلى مظاهر الاستسلام المر .
(( لن أغضب منك
فإن غضبت
فات بريشة حمامة عاشقة
وسأعطيك الكثير من المال.
وإن سكت فات بموجة بحر
فارشاني بهافا
وإن لازمت الصمت
فأعر من الملائكة قيثارة
وراقصني إن أوصدت الباب
ولم أسمح للقبل إن تدخل
فأغدو دخاناً وريحاً وأحلني بياضاً )) .
لكن ھذا الاستسلام قرين الشاعرة ( المرأة ) لكنه ينذر بانسحاق الذات بقدر ما ھو يدافع ويناضل بوجه ذلك الانسحاق فالشاعرة ترسم صورة أكثر تحديدا بين ما ھو واقع ولا واقع بين ما ھو ممتع وصحيح , محتملة الظهور في جرأة ضمنية أو متجلية ولكن لا يمكن أن يصل حد الإسفاف حين تتحول الصور الشعرية الجريئة إلى فرضية مزاجية فإن الحالات المساندة للجرأة الشعرية ينبغي أن تتفوق على صورة الواقع المر بحجم الإمكانيات المؤثرة التي تدل عليھا فالشاعرة (تريفة الدوسكي ) لا تناجي ” شبح “في الواقع بل أشخاص حية ملازمة في الحياة “ربما يكون ھذا نذير شؤم أو نذير أمل وحب وحلم و ارتقاء ” فأمسك بيدي ” والشاعرة تنتقد الذات رغم صعوبة الأمر لكنه صوره انتقاد واستغراب نحو الآخر ” من أحبك أكثر مني أيتها المجنونة ؟ ” إن نقد الجزء من الكل نقد ذات الكل في مواجهة نفسية دون الانشطار بين الصورة العامة والخاصة رغم أن الصورة الخاصة موضوعية في نقدھا للآخر, ھذا الانشطار نقيض الارتباط الانفعالي الفكري الحسي داخل النفس فأي قوة واقعية يعتقد تستطيع أن تبعدنا عن قوى الغرائب ؟
(( وإن خاصمتك
ولم أرتشف الشاي معك
فامسك بيدي وقل لي :
من أحبك أكثر مني
أيتها مجنونة ؟ )) ,
إن ھذا الاكتشاف يتضح بان هناك لغة مختلفة مستخدمة في البوح والتحدث عن النفس خاصة بوح “المرأة” الجريئة التي تناسب جدليات الواقع من الدهشة والإثارة بامتحان صريح للسلوك والدوافع نلاحظ الجرأة لا تمس النقد المتبادل بل تخص نقد الذات بالاعتراف وكينونة الوجود الضمني دون إنكار التصور الشائع للاستسلام المر للقرين المرتبط بأصل الصورة النفسية والغير مألوفة التي ترتبط بدورھا ببعض بصلاة عميقة “إن كنت غاضبة ولم أتنزه معك ” ويمكن للجرأة النرجسية تفسح المجال للتفسير القائم على النقد الذات بحيث تصبح الأفكار الشعرية القائمة رؤى أعمق من الواقع وليست رؤى تضليلية ” لملم أوراق شجرة الجنار وأمطرھا فوق رأسي” تتضاعف صورة ذات ” المرأة ” في توارد جرأة الأفكار الضمنية بين صراع الرغبة لكن بلا استقرار وھي معالجة فنتازية رائعة ورشيقة المعنى ” واعد إلي القبل التي والممنوع وصراع الدافع والفعل تلتحمان وتكونان شخصاً واحداً تبادلناھا ” إن هذه الجرأة في الحقيقة تنور القارئ ولا تحيره بما فيھا من دهشة وحيرة وتساؤل في صلب الدراما النصية , إن الشاعرة ” المرأة” تواجه ا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *