لفت انتباهي كلمة لوزير خارجية تركيا الاسبق احمد داود اوغلو في مجلس لا اعرف طبيعته يتحدث عن شرعية ربط غزة بتركيا لانها الوريث الشرعي لها وتمنح حكم ذاتي لانها كانت تحت الاحتلال العثماني ويعني ادارتها كانت عثمانية ثم اصبحت صهيونية متجاهلا العربية .
ويذكر التاريخ ان السلطان عبد الحميد على ما اذكر لم يمنح هرتزل اي اهتمام عندما التقى به في استنبول بخصوص ترحيل اليهود الى فلسطين ، هذا تاريخيا .
اليوم نفس هذا الاسلوب يتبعه اردوغان وياتي السؤال المهم هنا ماذا قدمت تركيا للقضية الفلسطينية غير البيانات والاستنكارات ؟ وتركيا يعني حزب الاخوان ، وتركيا يعني قطر ، وقطر تتبع ما يملي عليها الموقف الاخواني ولها علاقة بالسلام والاسلام والارهاب ، هكذا هو منهجها بالرغم من ان لها دسائس ارهابية ضد العراق في بداية احتلاله .
اليوم تركيا والتي هي احدى القواعد المهمة لمليشيا الناتو تنادي بقضية فلسطين وهذا لا يمكن له ان يكون اي يجتمع الناتو مع الحق الفلسطيني بل ان الناتو جزء لا يتجزا من العصابة التي تحارب الاسلام والاحرار في العالم .
عندما يتحدث اوغلو عن الشرعية العثمانية عبر التاريخ فكانه يتجاهل او يتغابى ان الحكومة العثمانية لم ولن تربطهم اي رابطة بالاراضي العربية اطلاقا بدليل هزيمتها ان لم يكن انسحابها من كل الاراضي العربية حالما بدا الهجوم البريطاني عليها ، بل انها في سوريا تم هزيمتها على يد الامير فيصل سابقا مع المتطوعين العرب باسلحة انكليزية وتبعها انسحابهم من الاردن وفلسطين وسلمتها على طبق من ذهب الى الانكليز الذين تمكنوا من خيانة العرب وغرز الغدة السرطانية الصهيونية في الجسد العربي.
تتذكرون حصار غزة سنة 2005 وهيجان تركيا في فك الحصار وارسال سفينة الى غزة وحالما وصلت المياه الاقليمية لغزة تم طردها من قبل الكيان الصهيوني وانسحبت بخفي حنين ، طبعا قبل انسحابها رافقتها فرقة موسيقية بقيادة المايسترو قناة الجزيرة والهبت مشاعر العرب الذي سخط بعضهم على حكوماتهم لماذا لم يتخذوا خطوة كخطوة اردوغان ؟!
وفي حرب غزة الاخيرة تابعت وسائل الاعلام فتبين لولا الدعم التجاري التركي للكيان الصهيوني اثناء الحرب لاسيما الوقود الذي يصلهم عن طريق تركيا بدلا من البحر الاحمر الذي اغلقه يمن الاحرار لكان حال الكيان باسوء حال ، اردوغان الذي رفض غلق السفارة الصهيونية في انقرة ينادي فلسطين حرة .
تبعية اردوغان لمليشيا الناتو هي من انقذته من الانقلاب الذي حدث في تركيا سنة 2016على يد الجيش الذي اقتحم الفندق الذي يقيم فيه اردوغان وذكرت الـ بي بي سي البريطانية انه ” فبعد وصول بلاغ من مصدر ما، تم نقل الرئيس التركي من المنتجع بطائرة مروحية” لاحظوا وصول بلاغ من مصدر ما يعني مجهول او لا يصح الافصاح عنه ، وعلى ضوء البلاغ تمكن من العودة من قاعدة انجرليك الامريكية في تركيا الى الرئاسة .
التاريخ العثماني سيء بالنسبة للعرب وهذا ما ذكرته في مقالات سابقة ، لم يكن لها اي منجز في الدول العربية ، ولكنها استخدمت الدين للضحك على عقول الناس بل كانت طائفية بامتياز .
يحلم اردوغان باعادة التاريخ العثماني ويعتمد على مليشيا الناتو والخبث الصهيوني لذلك وتراه يقتطع من اراضي سوريا ويطالب بارض عراقية ويعتدي هنا وهناك ويشن الغارات والاعتداءات على العراق وسوريا وهيهات له ان يضرب الكيان الصهيوني على ما اقترفه بحق غزة التي يدعي بانه ينصرها .
الان بمؤازرته صنع دولة ارهابية ثانية في المنطقة اضافة الى الكيان الصهيوني هو النصرة وتحرير الشام الارهابية التي مكنتهم تركيا بفضل الاموال القطرية من التسلط على سوريا .
تعبت تركيا من ملاحقة عبد الله اوجلان رئيس حزب العمال الكردي فتبنت المخابرات الامريكية المركزية الارهابية القاء القبض عليه وبالفعل اعتقل في فبراير عام 1999 في نيروبي بكينيا ـ وانا اعتقد بمساعدة مخابرات فرنسا لان فرنسا كانت تعبث بافريقيا ـ وتم إحضاره إلى تركيا وتقديمه هدية لمواقفها المؤيدة للارهاب الصهيوامريكي .
ويبقى السؤال بماذا دعمت تركيا غزة غير عبارات التهريج ؟