انطلاقاً من يوم الخميس ، (القادم بعد يومين) سيبدأ تاريخ وحدة حقيقية للعرب أو انتكاسة عُظمَى تعيدهم للتفرقة والنوم المُثقل بدوامِ الكوابيس ، الكل متوقِّف آنذاك على القمة الخماسية المُصغَّرة التي سيجمعها حوله في الرياض وليِّ عهد المملكة السعودية بشكلٍ شاهِدٍ أمتن وأنجع و ارفع المقاييس ، ليصارح بعدها العالم عن ميلاد قوة عربية حقيقية لا ولن تُقْهَر تتكسَّر حيالها كل الدسائس ، أو عن انتكاسة تجسِّم أضعف مِن الضعف الجاعل نفس العرب آخر مَن لهم الحق في الكلمة استعراضاً لوجودهم ولو خلف الكواليس . من خلال توقيت ذاك الموعد الدقيق ستُطرح ليس المُتعارف عليها من أفكار لا تُغيِّرُ كانت الفشل السابق مهما عايش أصحابها من وقائع وأحداث ذات الصلة ولا تُلمِّح حتى للخروج من مسار المُطبَّق قهراً على المَتاعيس ، وإنما تلك الموازية لكفاءة عقولٍ المفروض أن تكونَ مُفعمة بما تهيَّأ لها من إمكانات مادية هائلة وتجارب مُكتسَبة عن الإحاطة العلمية المُنتجة تكون لابتكارات لها مفعول الإقناع حتى لمكدِّسي أشدّ المتاريس ، لإغلاق أبواب التفاهم مع الفاقدين حقوقهم عن ظُلمِ أقوياء لا يقيمون وزناً لتأنيب الضمير فقط أمناء عمَّا سلبوه من تضاريس ، تَخُصُّ جغرافية بلاد مصيبتها في تشردم أهلها بحُكْمِ التنافس على السلطة وترك حريتهم كدولة عاصمتها القدس نفيسة النفائس .
… القمَّة المصغرة المنعقدة تحت عيون وتربصات الاستعلامات التابعة لقوتين مشهود لهما باستباق الأحداث فوزا للإطلاع على ما هو آت لالتقاط مضامينها مهما كان صنفها قبل أوان يُدوَّن أنه فات ولا مناص من قبول ما تضيفه (تلك المضامين) بالحسنى أو التحدي المطلق للمرتَقب كواقع معاكس الانعكاس ، أمريكا وروسيا لهما الباع الطويل في التسرُّب بجهازيهما المذكورين متى تعلق المراد بملفات يركزان عليها نجاح سياستهما في المنطقة العربية ثم المناطق جلها وليس هناك من ملف أهم على الأولى من القضية الفلسطينية عامة وكوارث متسلسلة لقطاع غزة خاصة لدرجة تفرد (استمرارا لحدوثها بانتقامات أكبر أو رفع اليد عليها) الرئيس ترامب برغبة إتمام اللقاء المِفْصَل بينه و الرئيس الروسي بوتين لتفصيل ما يطمحان اليه من منافع تعود بما يخططان (كل منهما على حدة وبأسلوب مُغاير شكلاً) لضمان تغيير جذري لما دأب عليه مجال التعامل الدولي واستبداله بآخر لا مكان فيه للضعفاء تحت أي مُسمَّى أو عنوان كان . وحتى يتفوق ترامب على خلفية تطبيق رؤيته المجحفة للاستيلاء على قطاع غزة لن يتردد في منح روسيا صلاحية ضم الأراضي التي استولت عليها بواسطة الحرب وهي أوكرانية الأصل بل والذهاب إلي جعل أوربا تبارك الفاعل وإلا سحبت أمريكة كل قواها وفي مقدمتها العسكرية من هناك بما يعرض الاتحاد الأوربي لمخاطر قد يحسبها هذا الاتحاد جد جسيمة على مستقبله ، ممَّا يجعل المملكة العربية السعودية ومند البداية مدركة أنها تواجه إبليس غير المرئي المتنقل بما يقدر عليه من مكائد ليجعل من تلك القمة المصغرة المكبرة على حد سواء مجرد نسخة لسلسلة قمم عربية تنتهي ببيان لا طعم ولا لون له إلا فتح المجال للمزيد من انقسامات الرأي على مستوى يزكي مآسي تهز الاستقرار العربي على كلمة واحدة تنقدهم إن تحققت مما هم فيه ، وبالرغم من ذلك مستمرة في العمل على بصيص أمل أن مصر متمسكة لازالت بإحضار بدائل لا تخص إبقاء أهالي عزة فوق أراضيهم وتحمل المشاركة العملية في التعمير بما يتطلبه من مجهودات ومنها المادية وحسب بل التصدي وبحزم لتكسير شوكة غطرسة الكيان الصهيوني باستعمال القوة . وأن لا تكوون المظاهر الملاحظة على أرض سيناء مجرد عرض للعضلات لتضخيم مطالب غير معلنة أن توفرت قد يتبخر كل شيء ، إن العرب أذكياء من الآخر هذه المرة لن يتركوا أي متخاذل يرتاح صحبة مغانم تخاذله لتعم الخسارة آنذاك على الجميع . الكلام واضح والموقف ما سيترتب عنه لقاء الخميس الذي تواجه فيه المملكة العربية السعودية إبليس ، وإن كان خفياً مخفياً فهو بين الحضور في تلك القمة جالس .
مصطفى منيغ
مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان
في سيدني – أستراليا
سفير السلام العالمي