لعبة قطر المزدوجة: بين الاستثمارات العالمية و القاعدة الامريكية وتمويل الإرهاب

قطر من أغنى دول العالم باستثمارات ضخمة في الغرب وأميركا • د. أرييل أدموني يشرح ما وراء استراتيجية الاستثمار القطرية – وكيف ترتبط أيضًا بتمويل المنظمات الإرهابية | مشروع خاص – المقال الأول في سلسلة

قطر هي أحد الوسطاء الرئيسيين، إلى جانب الولايات المتحدة ومصر، في المفاوضات بين إسرائيل ومنظمة حماس الإرهابية القاتلة للإفراج عن الرهائن. تشتهر دولة قطر بثروتها الهائلة ومعارضتها لدولة إسرائيل في حين تمول حماس والمنظمات الإرهابية الأخرى.

وفي هذا السياق، كشف الخبير في شؤون الشرق الأوسط الدكتور أرييل أدموني، الخميس الماضي، أن وزير المالية القطري شارك في مؤتمر في ميونيخ تحت عنوان “لا أموال للإرهاب”، في حين تقوم حكومته بتمويل حماس، وتحافظ على علاقاتها مع عناصر الحكم في السلطة الفلسطينية.

أين تستثمر الأموال القطرية؟

وقد أوضح الدكتور أرييل أدموني، الخبير في شؤون قطر، أين تستثمر الأموال القطرية، وما هي المصلحة وراء هذه الاستثمارات. ووفقاً له، فإن استراتيجية قطر تتلخص في الحفاظ على سيطرتها على منطقة معينة. وهي تتبنى نهج “صندوق رأس المال الاستثماري” ـ “أنا أموّل بهدف الحفاظ على سيطرتي على المنطقة”، وهذا النهج يناسبها.

يعتبر الغاز هو مصدر الطاقة الرئيسي في قطر ، كما أنها تمتلك أحد أكبر احتياطيات الغاز الصخري. وأكد الدكتور إدموني أنهم يستهدفون الاستحواذ على 40% من سوق الغاز العالمية، وفي هذا الإطار فإن قطر لديها عقود طويلة الأمد مع عدد لا يحصى من الدول، بما في ذلك: فرنسا وإيطاليا.

وتستثمر قطر في العديد من الدول الغربية، ولديها علاقات أيضاً في أميركا وآسيا. وتتركز معظم استثمارات قطر في المملكة المتحدة، ولديها استثمارات أيضاً في البلدان التالية: الولايات المتحدة، وفرنسا، وسويسرا، وإيطاليا، وألمانيا، وتجري محادثات استراتيجية مع الهند.

بالإضافة إلى ذلك، فإنها تنفق مبالغ ضخمة على الاستثمارات في بلدان مختلفة. وأكد الدكتور أدموني أن هذه مبالغ كبيرة تهدف إلى زيادة قبضتهم على الاقتصاد، مشيرا إلى أن قطر تجد في كل دولة مكانا للاستثمار.

استخدام المال للحصول على الاعتراف الدولي

وأكد الدكتور أرييل أدموني أن قطر لديها في الواقع مصلحة واحدة وهي الحفاظ على سيطرتها على منطقة معينة، في حين أنها لا تمانع في دعم طرفين في الصراع من أجل تحقيق هذا الهدف.

على سبيل المثال، في قطر، من ناحية، يحاولون إبقاء الرأي العام الإسرائيلي إلى جانبهم، ومن ناحية أخرى، يدعمون حماس والساحة الفلسطينية. فيما يتعلق بالولايات المتحدة، فإن الولايات المتحدة حليف مهم لقطر، بل إن هناك قاعدة أميركية كبيرة على أراضيها. ورغم هذا، تُعقد في الدوحة مؤتمرات “تشوه” سمعة الولايات المتحدة بلا خجل.

وأكد الدكتور ادموني أن قطر مستعدة حتى لتأجيج “المواجهة” بين طرفي الصراع من أجل الحفاظ على سيطرتها على المنطقة. وفي هذا السياق، من المهم أن ننتبه إلى الساحة الشرق أوسطية. فمن ناحية، تقدم قطر نفسها كدولة “محايدة” وتساعد في جهود تحرير الرهائن، في حين أنها في الواقع تمول المنظمات الإرهابية وتسمح لقادة حماس بالعيش في أبراج فاخرة في العاصمة الدوحة.

دعم الأطراف المعارضة – كوسيلة لكسب النفوذ

وأوضح الدكتور أدموني أن قطر لا تملك أي سبب لدعم الأطراف المتعارضة، وأنها ستستغل الصراع الذي قد ينشأ لتعزيز نفوذها في المنطقة. وقطر دولة ساخرة، ولا تخجل من إعلان شيء ثم تفعل العكس، فتدعم طرفين متعارضين. ويعلن القطريون في المؤتمرات الدولية: “لن نحول الأموال إلى الإرهاب” ــ ولكنهم يفعلون ذلك.

وفي وقت لاحق، يستخدمون تمويل المنظمات الإرهابية للحصول على الاعتراف الدولي. على سبيل المثال، فإنهم يتوسطون في صفقة بين إسرائيل وحماس، لأن لديهم علاقات جيدة مع المنظمة الإرهابية. لقد تم بناء هذه العلاقات بفضل نفس التمويل الذي يسمح لحماس بالوجود. إنهم عبارة عن مقاولين من الباطن للمنظمات الإرهابية – ثم يستغلون هذا لصالح الاعتراف الدولي. 

نقلا عن قناة 14 الاسرائيلية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *