يبدو ان موضوع التنمية شائك ومعقد, لما يربطه بقطاعات, ترتبط بعدد من التحديات التي تواجهها البلاد, على مختلف الأصعدة الاقتصادية، الاجتماعية، السياسية، والأمنية..
العراق يعاني من تحديات, اقتصادية كبيرة تتطلب حلولا عاجلة، من أبرز هذه التحديات, إعتماد ألعراق بشكل رئيسي على إيرادات النفط، مما يجعله عرضة لتقلبات أسعار النفط العالمية, لذلك يحتاج إلى تنويع اقتصاده؛ من خلال دعم قطاعات أخرى مثل, الصناعة والزراعة والسياحة والتكنولوجيا.
تعتبر البطالة من أكبر المشاكل, الاقتصادية في العراق، حيث يعاني العديد من الشباب, من نقص الفرص الوظيفية, وعلى أثر ذلك انطلقت, تظاهرات عديده في كافة أنحاء العراق, راح ضحيتها الكثير من الشباب, والقوات الأمنية بسبب تدخل بعض المندسين, تحتاج الحكومة إلى تطوير, سياسات لتوفير فرص العمل، سواء في القطاع العام أو الخاص.
البنية التحتية في العراق مهترئة، بما في ذلك الطرق، والجسور، والمستشفيات، والمدارس، تحتاج إلى تحديث وتطوير, فالعديد من المشاريع توقفت أو تأخرت, بسبب الأزمات السابقة, والهدر بأموال والفساد, وإعادة إعمار المناطق المتضررة، خصوصا في وسط العراق, والفرات الأوسط وجنوب البلاد, حيث تعرضت للتدمير, نتيجة للصراعات المسلحة, إعادة إعمار هذه المناطق تتطلب, استثمارات ضخمة من القطاعين الحكومي والخاص.
الأمن يعتبر من القضايا الحساسة, التي تواجه العراق، خاصة بعد سنوات من الصراعات والعنف, إضافة للمحافظات التي تعرضت, للاحتلال من قبل داعش, أبرز احتياجات العراق, الأمنية مكافحة الإرهاب, فرغم هزيمة تنظيم “داعش” في العراق، إلا أن تهديدات الإرهاب ما زالت قائمة, تحتاج القوات الأمنية العراقية, إلى المزيد من التدريب, والتجهيز لمكافحة الخلايا النائمة, وتهديدات الجماعات المتطرفة.
يحتاج الأمن الداخلي في العراق, إلى تعزيز قدرات الشرطة, والقوات المحلية لضمان الاستقرار, في المناطق المختلفة, والتنسيق بين القوات الجيش والشرطة, ضروري لضمان القضاء, على كافة التهديدات الأمنية, والحد من النزاعات و النزاعات الطائفية, التي تمثل تهديداً كبيراً, للاستقرار الداخلي في العراق, والعمل على تعزيز الوحدة الوطنية, والحد من التوترات الطائفية, بين المكونات المختلفة.
قطاع الصحة هو كذلك, يواجه تحديات كبيرة، مثل نقص المستشفيات والمرافق الصحية، وعدم توفر المعدات الطبية الحديثة، وكذلك الضغط الكبير, على النظام الصحي, بسبب النمو السكاني, هناك حاجة ملحة, إلى تحسين الخدمات الصحية العامة، وتطوير الأنظمة الصحية, لضمان تقديم الرعاية المطلوبة, للمواطنين بكفاءة والعمل على, تأهيل كوادره لمواكبة التطور في العالم.
مشكلة الإسكان في العراق تعد من أبرز التحديات الاجتماعية. بسبب الزيادة السكانية، هناك حاجة ملحة إلى توفير مساكن لائقة، خاصة في المدن الكبرى مثل بغداد. تعاني بعض المناطق من ازدحام شديد وعدم توفر مشاريع سكنية جديدة.
على الرغم من التقدم, الذي أحرزه العراق, في مجال الديمقراطية بعد الاحتلال, إلا أن هناك تحديات كبيرة, في تعزيز سيادة القانون، وتقوية المؤسسات الديمقراطية، وضمان حرية التعبير والمشاركة السياسية, ووضع القوانين التي تحفظ حق المواطن, ولا تتيح للمرشح استغلال المواطن, بقديم الهدايا المالية, أو القيام بخدمات, هي من صميم عمل الحكومة, ويجب أن يعلم المرشح, أن عمله مراقبة سن القزانين, ورقابة عمل الحكومة.
يحتاج العراق إلى استقرار سياسي داخلي, بعيداً عن التدخلات الإقليمية والمصالح الخارجية, ومن الضروري بناء حكومة, قادرة على اتخاذ قرارات شجاعة وفعالة لصالح الشعب العراقي, والعمل إصلاح النظام القضائي, لضمان العدالة والمساواة الاجتماعية, وعلى النظام القضائي, أن يكون مستقلاً وعادلاً، وأن يضمن حقوق المواطنين دون تمييز, ولا يسمح للمكونات السياسية, بحرفه عن عمله ليحصل على ثقة المواطن.
يواجه العراق أزمة في المياه, بسبب تقليص حصص المياه, من الدول المجاورة، خاصة تركيا وإيران, يجب على الحكومة أن تعمل, على تحسين إدارة الموارد المائية, من خلال بناء السدود, وتطوير تقنيات الري الحديثة, للحد من التلوث البيئي، سواء في الهواء أو المياه، كي لا يصل تهديدً صحياً كبيراً للمواطنين؛ من خلال تحسين تدوير النفايات, وتعزيز الوعي البيئي لدى المواطن, الذي يعتبر من الأولويات.
تعزيز الهوية الوطنية فالعراق, يحتاج إلى تعزيز الهوية الوطنية, وتعزيز القيم الثقافية المشتركة, بين جميع مكوناته، والعمل على حماية التراث الثقافي, فالفنون والآداب, ودعم الأنشطة الثقافية والفنية, يمكن أن يسهم في بناء, جسر من الوعي, بين مختلف شرائح المجتمع، وكذلك تعزيز السياحة الثقافية, وتسخير ذلك في رفد التعايش السلمي.