بسبب تواجد الحزب الإسلامي التركستاني (TIP) و التي هي حركة جهادية أرهابية يتكلم المنتسبون إليها اللغة الإيغورية، وينحدرون من تركستان الشرقية “شينجيانغ” الصينية، بسبب تواجدها في سوريا و تحالفها مع هيئة تحرير الشام منذ سنة 2014 و عدم قبول هيئة تحرير الشام طرد هؤلاء من سوريا حتى بعد سقوط الاسد و على العكس من ذلك منحتهم المناصب و الجنسية السورية. أستنادا على هذا الموقف العدائي للصين رفضت الاخيرة رفع العقوبات عن هيئة تحرير الشام و شددت الصين عن تحفظات جدية بشأن مقترحات إزالة الجماعة السورية المسلحة “هيئة تحرير الشام” من عقوبات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية قوه جياكون للصحفيين في 18 شباط/ فبراير الجاري، إن الشروط ليست جاهزة بعد لإزالة المنظمة السورية ذات الصلة وأعضائها الرئيسيين من قائمة العقوبات للجنة 1267 التابعة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وحث المسؤول الصيني السلطات السورية الجديدة على اتخاذ تدابير ملموسة للاستجابة بنشاط لمخاوف المجتمع الدولي و قصد بها أتخذ موقف ضد الحزب الاسلامي التركستاني.
………………………………..
عن المنظمة:
بدأت رحلة هؤلاء الارهابيين نحو سوريا في عام 2012، إذ دخلها بداية المقاتلون السابقون في صفوف “القاعدة” من الإيغور في أفغانستان، ولعبوا دوراً كبيراً في تشجيع المزيد من أبناء جلدتهم على المجيء إلى سوريا عبر دول مثل (تايلاند، ماليزيا وأندونيسيا)، ليحطّوا الرّحال في بداية توجههم إلى سوريا في تركيا، وساعدهم عامل اللغة في سهولة الانتقال إلى سوريا كونهم يتحدثون اللغة التركية، ولوحظ تعاطف شعبي ورسمي مع هذه الأقلية في تركيا.
هدف التنظيم في سوريا كان محاربة الحكومة السورية وروسيا، من جهة، ومن جهة أخرى محاربة قوات سوريا الديمقراطية.
سيطروا على /750/ منزلاً تعود ملكيتها لمسيحيين في قرى ريف جسر الشغور على يد “هيئة تحرير الشام” وتنظيم “حُرّاس الدين” وعناصر من “الحزب الإسلامي التركستاني”، منذ مطلع عام 2018 وحتى أواخره.
الحكومة التركية تدعم أو تسهّل وصول الدعم والإمدادات إلى مقاتلي “الحزب الإسلامي التركستاني” في سوريا، حيث يعيش أكثر من عشرين ألف لاجئ إيغوري مع عائلاتهم في تركيا، كما أن هناك جمعيات خيرية تابعة لهم.
تضامن الدولة التركية مع نضال الإيغور ضد سياسات الاندماج الصينية، جزءاً من السياسة التركية الداخلية، وهذا يفسّر وجود عدد كبير من الإيغور في تركيا، حيث تُقدَّر أعدادهم بنحو خمسين ألف شخص.
تعاطف أردوغان مع القوميين الإيغور أكثر حذراً خلال رئاسته للوزراء، لكن انتشار آلاف المقاتلين التابعين للحزب الإسلامي التركستاني على مقربة من الحدود التركية – السورية يشير إلى حصولهم على المساعدة اللوجستية من الجانب التركي.
برز دور الحزب التركستاني عام ٢٠١٥ في سوريا أثناء مشاركته في القتال مع التنظيمات المتطرّفة المسلحة، خاصة في جسر الشغور، مشكلاً فرعه في الشام ميدانياً وعسكرياً، ومتحالفاً مع عدد من كيانات القاعدة المسلحة، ومنها “جبهة النصرة” التي تحمل اسم “هيئة تحرير الشام” الآن.
يمثل الحزب ذراعاً قوياً من أذرع “هيئة تحرير الشام/ جبهة النصرة سابقاً”، سواء من جهة تمكينها لتقويض منافسيها والمناوئين لها داخل الجماعات المسلحة، أو من جهة تمكينها من تكريس هيمنتها على مناطق نفوذها، ولذلك يمكن اعتبار الحزب شريك وحليف عسكري مهم جداً بالنسبة لـ”هيئة تحرير الشام”،
علاقة التركستاني جيدة بتركيا، فإن ذلك يُسهّل استخدامه من قبل “الجولاني” في منحه هو وجماعته امتيازات على الأرض، كما لا يخفى أن وراء اللعب بورقة التركستاني أيضاً تفكير في استخدامه مستقبلاً كورقة تفاوض مع الصين التي تنظر إليه كتهديد حقيقي لها،
بعد نحو عقدين، لم يعُد “الحزب التركستاني الإسلامي” على قائمة الإرهاب الأمريكية، رغم بقائه على قائمة الإرهاب الأممية الخاصة بمجلس الأمن الدولي وفق مراقبين، يعبّر قرار الخارجية الأمريكية بشأن “التركستاني”، عن تصعيد أمريكي في مواجهة الصين من بوابة الإيغور، التي كانت محطّ تجاذب طويل بين البلدين، لا سيّما بعد اتخاذ الكونغرس الأمريكي قراراً قبل سنتين، قضى بمعاقبة مسؤولين صينيين على خلفية الانتهاكات الممارسة ضد أقلية الإيغور في إقليم شينجيانغ. كما يتناغم القرار، بشكل أو بآخر، مع التوجّهات الإستراتيجية الأمريكية، التي باتت تقلّل من أهمية الحرب ضد الإرهاب، مقابل اعتبار الصين العدو الأول، الذي ينبغي أن تحظى مواجهته بالاهتمام الأمريكي في المقام الأول.