الجولاني و بعد شهرين من الحكم كشف ما يصبوا اليه و نوع نظام الحكم الذي يحاول تشكيله. هذا النوع من النظام هو غير ملائم لشمال شرق سوريا و كذلك للعديد من القوى الديمقراطية السورية. و بناء علية فعلى القوى التي ترفض نظام الجولاني تغيير خطابهم السياسي من التوافق مع الجولاني و محاولة تأسيس دولة بقيادة الجولاني المعروفة نواياه الى دولة سورية ديمقراطية مستقلة بدلا عن دعم شخص و الانتظار لحين تثبيت أقدامية و تشكيل دولته الدكتاتورية و التفرد الاسلامي المتطرف.
الدولة التي يطمح الجولاني تشكيلها و في أحسن السيناريوات هي كالتالي:
- دولة ليست ذات سيادة و تسليم سيادتها الى مجموعة من الدول. و أولى تلك الدول أو الدولة الرئيسية هي تركيا و هذا الامر واضح و ليس بحاجة الى بحث. و حتى محاولة الجولاني اعطاء بعض الدول الاخرى مكانا لهم في سوريا فهي من أجل أخفاء الدور التركي الواضح و أخفاء عمالته لتركيا. و من تلك الدول السعودية و روسيا و حتى الدول الغربية و أمريكا و أسرائيل فهو يريد استغلال تلك الدول من اجل خططته لأنشاء الدولة التي يصبوا اليها و كذلك تضليل تلك الدول.
- دولة مركزية الى درجة الدكتاتورية. فهو أستفرد بالسلطة منذ أول يوم وصل الى دمشق و يحاول أخفاء دكتاتوريته من خلال أستخدام شعارات براقة مثل سوريا موحدة و سوريا مستقلة. و لكن قبولة للعمالة لتركيا يمحي كل تلك الشعارات. حتى الدولة المركزية لا يمكن تشكيلها بتلك الطريقة. فالدولة المركزية يجب أن تكون دولة و طنينة و الدولة الوطنية يجب أن تكون دولة مستقله لا تقبل سلطة الدول الاخرى عليهم. فالوطن يعني كل الوطن و ليس قبول سلطة رئيس اخر على دولته أو دولة اخرى على دولته.
- دولة أسلامية متطرفة: الجولاني لم يقم بتشكيل حتى لجنه محلية لقرية من القرى بطريقة ديمقراطية بل أنه يقوم بفرض أتباعة على الجميع و قام بمحو جميع الاحزاب السياسية في سوريا و هناك فقط هيئة الجولاني و كل الذين يرقصون له. و نقول دولة أسلامية متطرفة فهو من الان قام بأعداد مدارس و جوامع دينية حتى للاطفال و قام بفرض الحجاب من خلال جماعاته المسلحة و ليس من خلال القانون و ذلك لأنه ينتظر سن دستور أسلامي لسوريا. و بعدها سيفرض الحجاب و النقاب حسب الدستور.
- جيش جهادي سني: أبعادة للكورد و الشيعة و المسيحيين من الجيش و فرض جماعاته على جميع القوى العسكرية الاخرى في سوريا حتى العميلة لتركيا هي أكبر دليل على أنه صار المصطفى من قبل تركيا على سوريا و الباقي من مرتزقة تركيا فهم لحين القضاء على الكورد و حصول تركيا على نفط شمال شرق سوريا.
- التفرد بالسلطة و التحول الى دكتاتور: الجولاني نصب نفسة و بنفسة رئيسا على سوريا و فرض لجنة المؤتمر الوطني على السوريين و يرفض أشراك أي حزب اخرى عربيا كان أو كورديا، درزيا كان أو شيعيا، أسماعيليا كان أو مسيحيا. كل الاحزاب و القوى ضربها بصفر و صار يلقب بالرئيس القائد.
هذه هي فقط البدايات و عندما يقوى ساعدة بدعم عسكري تركي فأن سيكون رجل أردوغان في سوريا و يحلل كل شئ تحت شعارات الوحدة و الوطنية و قتل الزنادقة و الخنازير و النصارى و الكفار.
لذا على جميع القوى السياسية في سوريا و التي لا ترضى بالحكم التفردي الدكتاتوري الاسلامي، كل القوى التي لا تقبل بسوريا أن تكون تابعة لتركيا و ليست ذات سيادة ، كل الذين يريدون تأسيس سوريا ديمقراطية موحدة و ذات سيادة على جميع أراضيها عليهم التوحد و تأسيس جبهة سورية ديمقراطية ضد جبهة الجولاني التفردية الدكتاتورية العميلة و المتطرفة.
على تلك الجبهة الرافضة للاسلام السياسي و الرافضة للدكتاتورية التحرك بشكل معاكس لسياسات الجولاني و البدء بالتحرك بشكل منظم الى المجتمع الدولي و أعلان رفضهم للجولاني و تفردة بالسلطة و الا فأنهم سيعيشون 50 سنة اخرى تحت ظل دكتاتورية الجولاني الاخوانية العميلة لتركيا.
الوقت هو ليس وقت ثورة قومية أو اسلامية متطرفه بل هو وقت ثورة ديمقراطية و طنية تضمن حقوق القوميات و الاديان و الافكار و الاشخاص. بدون دولة ديمقراطية لا يمكن صيانة و ضمان حرية التعبير و الرأي لأي شخص و لأي مكون أو قومية داخل التراب السوري بل سيكون الجميع أما أسرى لدى الفكر القومي العربي الشعوبي أو الفكر الاسلامي السني المتطرف.