النجف والفاتيكان- سامي جواد كاظم

زيارة البابا للنجف هي صلب الموضوع والتي حسب المعد والمقدم للكتاب عدنان عبد الحسين ( الطبعة الثانية 2024 ) بانه كان يتحدث مع زملائه بصدد كتابة كتاب عن الزيارة التي قام بها البابا الى النجف فكانت الفكرة تكليف مجموعة من المؤلفين للكتابة عن الزيارة .

وقد تناول كل من كتب جانب معين عن ابعاد هذه الزيارة ، وقد ذُكرت بعض المعلومات والاراء بحاجة الى تعقيب ، الا كاتب واحد جدلي انه الدكتور عبد العزيز ساتشدنيه الذي سبق وان كتبنا عنه وهو الذي التقى بالسيد السيستاني في اب 1998 ، وكان  ما كان من لقاء جدلي لم يتراجع عن افكاره ولم يكتب تعهدا للسيد بانه سوف لا يطرح افكاره ورفض ان يتراجع عن ما هو عليه ، ومقاله الذي ضمن الكتاب ( النجف والفاتيكان ) لا علاقة له اطلاقا لا بالنجف ولا بالفاتيكان ولا بزيارة البابا ولم يذكرهم ولم يلمح لهم ، بل ذكر افكارا واراء بمنتهى الركاكة حتى ان السيد السيستاني اجاب على استفتاء لمقلديه في كندا عن رايه بما يطرحه ساتشدينه فقال السيد ” ان اراءه ـ اي عبد العزيز ساتشدينه ـ في القضايا المطروحة قد انبنت على فهم فاسد …الى اخر الجواب ” ، ويكفي انه لا يحسن ذكر نص اية فمثلا كتب اية (ومن يبتغ دينا غير الاسلام ) كتبها ( ومن يرغب في دين غير الاسلام فلن يقبل منه وفي الاخرة سيكون من الخاسرين ) س 3 اية 85، اما افكاره الشاذة التي ذكرها في بحثه هذا على ما اعتقد  قبل ان يرسل بيانه الى الاتحاد العالمي لتجمعات الخوجة الاثني عشرية في التاسع من محرم 1445 وفحواه اقراره بارتكاب اخطاء فادحة في فهمه للعقيدة  وهي التي ضمنها ما ذكر في بحثه هذا الذي ادرجه الكاتب عدنان عبد الحسين ولا علاقة له بالنجف او الفاتيكان ، لذا طالما تراجع عن اطروحاته سنطوي دونها كشحا .

ذكر المؤلف عبد الحسين في ص 28 ان البابا سنة 2000 اي السابق وليس الذي زار النجف “اراد ان يقوم بزيارة للعراق الا ان العالم الاثري الكبير الدكتور بهنام ابو الصوف ( 1931 ـ 2012 ) وهو استاذ عراقي مسيحي نصح الحكومة العراقية برفض الزيارة لانها تمنح حقا لليهود في مدينة اور”

بينما يذكر في ص 104 ضمن اللقاء الذي اجري مع السيد جواد الخوئي الذي كان ضمن من سعى لهذه الزيارة ذكر عن ترتيب زيارة البابا سنة 2000 الى العراق الا انها الغيت والسبب قال ” المعارضة العراقية لعبت دورا كبيرا في منع البابا من زيارة العراق ومنهم عبد الصاحب الحكيم الذي كان له الدور الكبير في الغاء الزيارة لانها ستضفي الشرعية على نظام الطاغية ” ، وهنا من هو الاكثر صدقا في الغاء الزيارة ؟ اعتقد الخوئي هو الاصدق .

واخر بحث كان للكاتب جواد علي الكسار سلط الضوء على تجاهل ايران الزيارة بل صدرت اراء ومقالات تندد بالزيارة للنجف .

اقول هكذا امور طبيعية ويترصدها من يؤججها ولكل مرجع وجهة نظره بخصوص ما يجري على الساحة وقد ذكر اكثر من كاتب ان هنالك من ايد الزيارة وهناك من ندد بالزيارة وهناك من وقف على الحياد ، والنتيجة حدثت الزيارة وتحسب خطوة رائعة للبابا لان لكل قادم كرامة وبعيدا عن ما صدر من مواقف للبابا لقضايا اخرى يرفضها الاسلام جملة وتفصيلا المهم زيارته جعلته يطلع على حكمة السيد السيستاني وقد قال عنه حكيم ورجل الله وما الى ذلك .

كان المفروض من الاخ عدنان عبد الحسين مراجعة البحوث واختيار ما يحقق الغاية ان كانت الغاية القاء الضوء على ايجابيات الزيارة لان العنوان تحت النجف والفاتيكان هو ” تراث قديم وروح جديدة ” وفي تقديمه للكتاب سلط الضوء على تاريخ العراق عبر سومر واكد ثم عرج على النجف ليسلط الضوء على سيرة السيد السيستاني دام ظله وهنا كان عليه ان يلتفت لكثير من العبارات المسمومة التي ذكرت في البحوث

مثلا مقال موسى اشاشور ذكر في ص 141 ” فهو جاء ـ اي البابا ـ قبل كل شيء لاعادة الكرامة الى الشعب العراقي برمته ” ، كرامتنا لم ولن تمس يا رجل ، وقال في ص 145 ” قبل هزيمتهم ـ يقصد داعش ـ على يد القوات العراقية المدعومة من قبل تحالف دولي ” ، لم تذكر الحشد الشعبي ولا يعلم ان التحالف كان في بعض عملياته لاسيما الجوية يدعم داعش .

وهنالك اكثر من لسعة مسمومة في الكتاب فان كنت لا تدري فتلك هي مصيبة وان كنت تدري فالمصيبة اعظم  .   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *