بعد أوريبا بدأت اليابان وكوريا الجنوبية أيضا و الكل كانول من حلفاء أمريكا المهمين في أوريا و منطقة المحيطين الهندي والهادئ، في تعديل مواقفهما الأمنية استجابة للأولويات المتغيرة في واشنطن.
أوربا بدأت من الان بزيادة ميزانياتها للدفاع و قامت بتخصيص مليارات الدولارات من أجل شراء الاسلحة و التي قسم منها ستكون أسلحة أمريكية حيث أن أوربا لا تمتلك صناعات متطورة تستطيع منافسة روسيا و الصين. الرئيس الامريكي حاول حتى قبل توليه للحكم الضغط على أوريا من أجل تخصيص 4% من ميزانياتها للدفاع و لحلف الناتو و لكن الدول الاوربية لم تقم بذلك. الان و بعد الازمة الاوكرانية و مواقف الرئيس الامريكي دونالد ترامب من قطع الدعم الغير مشروط الى أوريا و أوكرانيا قررت الدول الاوربية و بمحض أرادتهم زيادة ميزانياتهم الدفاعية و بهذه الطريقة يكون ترامب قد ضمن بيع الكثير من الاسلحة الى أوربا.
من ناحية أخرى بدأت حتى كوريا الجنوبية مؤخرا في حساب أمنها في معادلة بدون الولايات المتحدة، مثلما تفعل الدول الأوروبية، وذلك من خلال الإعلان عن ميزانية دفاع قياسية تبلغ 46.3 مليار دولار لعام 2025 ومناقشة “العودة للأسلحة النووية”.
كما أن اليابان كثفت من جهودها للتحديث العسكري مع التركيز على تعزيز قدراتها الجوية والبحرية لمواجهة التهديدات المحتملة من كل من كوريا الشمالية والصين.
بعبارة أخرى، تدرك أوريا و طوكيو وسيول أنهم قد تضطرون الى مواجهة حقيقة أن واشنطن قد تشارك في مفاوضات كبيرة مع روسيا و بكين بدلا من تقديم دعم حاسم لحلفائها في المحيطين الهندي والهادئ و أوربا دون مقابل
ويبدو أن هذا التحول الجذري في سياسات واشنطن العالمية، التي وصفت بأنها “تقليدية” ونهجها في الأمم المتحدة الذي قوض النظام الدولي، قد دفع جميع حلفاء الولايات المتحدة إلى التحرّك.
وبهذا يتم استبدال النظام العالمي لما بعد الحرب العالمية الثانية، المبني على التزامات لا تتزعزع وشراكات استراتيجية طويلة الأجل، بإطار عمل يقيم العلاقات من خلال منظور التكلفة والفائدة.
أما حلفاء الولايات المتحدة فيدركون أنهم بحاجة إلى إعداد أنفسهم لنهج “الدفاع المستقل” الذي يجبر هذه الدول على شراء الاسلحة الامريكية و بهذا يكون الرئيس الامريكي قد ضمن بيع الاسلحة الامريكية الى جميع هذه الدول و الحصول على مليارات الدورات و ملايين فرص العمل بدلا من أن تصرف على تلك الدول.
وقد لا يكتفي ترامب بهذا بل قد ينسحب من الناتو و يترك أوربا و دول المحيط الهندي و الهادي يواجهون مصيرهم مو مخاوفهم من روسيا و الصين و عندها سوف لن يكون لاوربا و اليابان و كوريا باقي الدول التي تعادي روسيا و الصين سوى شراء الاسلحة من أمريكا التي بدورها بصدد تحسين علاقاتها مع روسيا على الاقل.