ثورات التحرر و الوقت المناسب… تجربة شمال كوردستان..دعوة أوجلان سلام أم أستسلام؟  – هشام عقراوي

 

بعد مرور 40 سنة على الحركة الكوردستانية التحررية في شمال كوردستان و تركيا، و بعد سجن دام 26 سنة، أتفق العدوان اللدودان باخجلي و أوجلان و بموافقة أردوغان على أنهاء الكفاح المسلح و حل حزب العمال الكوردستاني. ما قام به أوجلان يتفق تماما مع ما تطرقنا الية في مقالة سابقة تم نشرها من قبلنا سنة 2019 أي قبل 6 سنوات من الان  تحت عنوان ثورات التحرر و الوقت المناسب و فيها تطرقنا الى تجربة غربي كوردستان و جنوب كوردستان و دعونا بشكل واضح الى أيقاف أو تجميد بعض الحروب الكوردية لحين مجئ الوقت المناسب و استخدمنا مقولة التناطح مع الحجر أستمرار الحرب في شرقي كوردستان و شمال كوردستان في حينها.

ما يحصل الان في تركيا و شمال كوردستان مثال اخر على أن الوقت غير مناسب أبدا للحرب الثورية و الكفاح المسلح في شمال كوردستان و كان الاولى للكورد فيها أيقاف هذه الحرب ليس الان بل منذ وقت طويل أي حتى قبل سنة 2019 بكثير.

ما أعلنه أوجلان هو ليس سلام و لا أستسلام بل أعتراف بواقع موجود و هو أن الوقت غير مناسب و الظروف الدولية غير مواتية لأدامة حرب مسلحة مع دولة مثل تركيا عضوة في الناتو تتمع الى الان بعلاقات قوية مع أمريكا و لا نعرف ماذا سيفعل ترامب بصدد تركيا.

كانت دعوة أوجلان ستكون دعوة سلام في حال حل القضية الكوردية من جذورها و الاتفاق مع الجانب التركي على مبادئ واضحة على أساس شعبين متكافئين يتعايشان في دولة ديمقراطية حرة فيها جميع المواطنون و القوميات سواسية أمام القانون. و لكن هذا الشئ بعيد المنال لأن العملية السياسية في تركيا لم تنضج  بعد الى درجة المواطنة و تطبيق الديمقراطية الحقيقية التي فيها المؤسسات تستقل عن الاحزاب و الحكومة و فيها المحاكم و الشرطة و الجيش أنتمائهم للوطن و الشعب و ليس لحاكم معين، لا يمكن الحديث عنه اصلا.

دعوة أوجلان هي ليست أستسلام أيضا، لأن الاسستلام يكون بدون شروط أي أن الطرف المنهزم لا يحصل على أية مكاسب و لو صغيرة. ألا أن دعوة أوجلان و حسب السياسيين الاتراك أنفسم و منهم دولة باخجلي زعيم حزب ( مهب) القومي قال بأن تركيا تتجة نحو الديمقراطية و أن القيود سيتم تخفيفها على أوجلان و الكثير من السياسيين الكورد في السجون. كما أن الدولة التركية وافقت حتى على نقل قادة حزب العمال الكوردستاني الى دولة أخرى الشئ الذي كانت ترفضة في السابق. أي أن الكورد سيصبحون سببا لحصول بعض الاصلاحات و لو الطفيفه في نظام الحكم في تركيا  تلك الاصلاحات قد تشمل بعض الحقوق الثقافية  للكورد أيضا. و ذلك بالنسبة لتركيا و طريقة حكمها تحول كبير في نهج الدولة.

ما دفع أوجلان الى أصدار تلك الدعوة و الاتفاق مع ألد أعدائة السابقين لا يمكن أن نسميها سلاما و لا أستسلاما بل هو اعتراف عقلاني بالواقع و بأن الظروف الدولية المناسبة التي تلعب الدور الحاسم في نجاح أية ثورة و ليس فقط ثورة الكورد في شمال كوردستان. فالكورد يعلمون أن ليس هناك دعم للحركة الكوردية عالميا في تركيا. أو بشكل أصح ليس هناك دعم كافي للحركة الكوردية من قبل الدول الاجنبية و جميع الدلائل تشير الى أن تركيا لا تزال تمتلك بعض الاوراق  المهمة على الساحة الدولية. و في هكذا ظرف ليست هناك فرص لنجاح أية حركة عسكرية.  نعم الحركة العسكرية الكوردية أيقضت الشعب من سبات عميق  و هذا كان يكفي الى ما بعد سقوط الاتحاد السوفيتي و لكن الحرب تسببت بالكثير من الدمار أيضا للكورد و خلقت أجواء من الحقد القومي في تركيا ليس فقط بين الكورد و الترك بل حتى بين الكورد أنفسهم و تحولوا الى موالات و معارضة. كم أنها خلقت أجواء من الحساسيات بين الكورد في بعض أجزاء كوردستان.

أيقاف هذه الحرب سيعزز الاخوة الكوردية الكوردية كثيرا و يضعف الافكار العنصرية في تركيا و هذا ما نحتاجة في هذه الحقبة في شمال كوردستان بالذات.

في مقالنا السابق 2019 تطرقنا الى الحركة الكوردية في غربي كوردستان ( سوريا) و قلنا أن الوقت كان مناسبا لتلك الثورة من 2014 و الى الان و لهذه السبب أستطاعت الثورة الكوردية في غربي كوردستان تحرير الاراضي الكوردستانية بسرعة و خلق جو من الصداقة و التسامح مع جميع المكونات في شمال شرق سوريا.  و الان و بعد سقوط نظام الاسد و ووصول المعارضة الاسلامية المتطرفة الى الحكم و طبعا مستغلة الظرف المناسب فأن الحركة الكوردية في مفترق طرق  و الدعم الخارجي هو الذي يضمن أستمرار تلك التجربة الديمقراطية الذاتية أو أنتهائها و لا نقول فشلها فالحركة الكوردية في غربي كوردستان نجحت و أنتهى حتى لو لم يحصل الكورد على حقوقهم في سوريا.

و صول الجولاني الى السلطة و في خلال وقت قصير هو مثال اخر على كيفية وصول عدد قليل من المقاتلين الى الحكم و الحاق الهزمية بجيش دولة خلال أيام و ذلك لأن الظرف الدولي صار مناسبا و أتفقت جميع الدول على أسقاط الاسد. فالجولاني و باقي الاحزب السورية المعارضة للاسد حاربوا لمدة 11 سنة النظام دون أحراز اي تقدم يذكر و لكن نفس تلك القوة الهشة استطاعت الحاق الهزيمة بالاسد بعد حصولهم على الدعم الدولي و المحلي. لذا فالفضل للانتصار هو ليس للمقاتلين و ليس للجولاني بل الى الظرف الدولي المناسب و الدعم الذي حصلوا علية.

على الكورد أن لا ينظروا الى دعوة أوجلان و حل حزب العمال الكوردستاني بمقياس الربح و الخسارة أو الاستسلام أو حتى السلام العادل بل فقط من منظور الظرف و الوقت المناسب. فأنهاء الحرب عند فقدان الظرف المناسب هي عقلانية و ليست هزيمة و هذا ينطبق على الحركات الكوردية في جميع أجزاء كوردستان و ليس فقط في شمال أو غرب كوردستان.  حتى ثورة البارزاني سنة 1975 لم تكن هزيمة أبدا بل أعتراف بأن الظرف المناسب أنتهي و على الشعب انهاء حرب تتسبب فقط بالويلات للشعب و تضعف عزميتة.

4 Comments on “ثورات التحرر و الوقت المناسب… تجربة شمال كوردستان..دعوة أوجلان سلام أم أستسلام؟  – هشام عقراوي”

  1. نحن أيضاً كررنا مراراً أن ليس للكورد أوراق رابحة, الفرص التي جاءت في الماضي ذهبت ولم يستغلها الكورد, أما بعد هروب الأسد , لم يبق للكورد اية أوراق للعب نهائيّاً وكان خطاب أوجلان بمثابة ترخيص لمقاتليه أن يحقنو دماءهم ودماء غيرهم , لكن كان فيه بعض الآثار الخارجية مثل حل نفسه هذا غير معقول أن يأمر بها أوجلان وهو حر , بالتأكيد كان سيدعو إلى تغيير إسمه إلى إسم مدني ديموقراطي لنضال غير مسلح خال من العنف
    أما في سوريا فليس للكورد غير إسرائيل , أن لا تدع الجولاني يحقق خططه كما ينوي , والإعتماد على ترامب فهو حائط على الثلج أو (سيبةرا داري)

  2. ** من ألأخر {١: مقال قيل وكتب مثله الكثير خاصة من قبل الكورد المتنورين ؟ ٢: حقيقة الفرص لا تكرر نفسها لتغير أسبابها وظروفها ؟ ٣: إنهاء الحروب فرصة لنمو وإزدهار الديمقراطيات في المنطقة وتعزيز فرص العيش المشترك الذي لا مناص منه ؟٤: من الضروري فهم توقيت دعوته ألان . فهى لم تأتي حبا بالكورد ولا حتى بتركيا بل بسبب ظروف عصيبة وخطيرة قادمة عليه ، خاصة في ظل المتغرات الخطيرة التي مرت وستمر بها المنطقة والتي لن يسعفه إنتماء تركيا لحلف الناتو ، وما تهديدات القيادة الإسرائيلية له إلا البداية واللبيب من يتعض من كوارث غيره ،سلام ؟

  3. البراكين قد تخمد لفترة، لكنها قد تعود لتثور من جديد، ربما بشكل انشط واقوى عندما تتوفر لها الظروف الطبيعية المناسبة. نعم، احسنتم، الظروف الملائمة عامل اساسي لنجاح اي عمل وراءه فكر حي وتصميم راسخ. الأفكار لا تموت لكنها تحتاج إلى ظروف ناضجة كي تتحول إلى أعمال مثمرة.

  4. تحياتي لك يا استاذ الكريم، حضرتك قلت حركات تحرريا الكوردية و اي حركات هذا و الحركات التحررا و هم يهجمون على المحتلين و ليس دفاعين و هم يضربون أماكن حيويه في عمق المحتلين و هم يجبرون المحتلين على خروج من اوطانهم ولا يستسلمون حتى تحرير اوطانهم، لكن الكوردي كانو حركات التحرريا فقط بسم ولا غير و هم كانو دفاعين وليس هجومين، القادة الكورد في جنوب كردستان شعارهم كان يان كردستان يان نمان و عندمآ أمريكا ضرب صدام و انتهى و أمريكا قال لكورد تريدون دولة كوردية و استقلون عن عراق و لكن مسعود البرازاني و جلال طللاباني رفضو ان يستقلو عن عراق و مسعود البرازاني اعترف بهذا على الشاش مع القناة العربية و قال لقد اخطنا و ثلاث مرات و فست الوقت قال نريد عراق قويه و جيش قويه و هذا أيضا كان خطأ أو ماذا تسمونه، و ما الحزب العمال كوردستاني و هم فقط كان شعار بسم تحرير و توحيد كوردستان و هم لم يضربون عمق الكيان المصتنع الترك و كان كال عمليلتهم في القرة و المدن كوردية و كان ياخذون أوامر من دمشق و طهران و هم ظلمو الكورد في غربي كوردستان و حتى في شمال كوردستان، و ما بنسبة خطاب عبدالله وجلان و هو قال من قلبة و رحى و هو بكامل القوه العقليه و هو ليس تحت الضقوت ولا النفسيه، و هو استسلم و شخصيتة ضعيف و خواف ولا يريد أن يفدي بروحة من أجل كوردستان ،

Comments are closed.