تستمر العلاقات بين إسرائيل وتركيا في التدهور، حيث أعلنت أنقرة اليوم (الثلاثاء) أنها ستمنع مشاركة إسرائيل في التدريبات العسكرية لحلف شمال الأطلسي (الناتو) حتى يتم التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة، بحسب تقرير في مجلة “ميدل إيست آي”.
وبحسب التقرير، استخدمت تركيا حق النقض في حلف شمال الأطلسي لمنع إسرائيل من المشاركة في مناورات الحلف السنوية حول “الصمود والاستعداد للطوارئ”، والتي من المتوقع أن تجرى في سبتمبر/أيلول المقبل في بلغاريا. وأكد مسؤولون إسرائيليون التفاصيل، مشيرين إلى أن هذه الخطوة تعكس موقف تركيا المتشدد ضد إسرائيل منذ اندلاع الحرب في غزة.
وتعتقد مصادر سياسية تحدثت للمجلة أن الخطوة التركية تنبع من انتقادات أنقرة للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، والمطالبة بإزالة العوائق أمام دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وبينما يرى البعض في الأوساط السياسية الإسرائيلية أن الخطوة مرتبطة أيضا بتصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأخيرة حول التزام إسرائيل بحماية الدروز والأكراد في سوريا – وهي تصريحات أثارت استياء أنقرة – إلا أن مسؤولا تركيا نفى ذلك قائلا: “لقد كنا نمنع أي تعاون جديد من جانب إسرائيل في حلف شمال الأطلسي لأكثر من عام”. “لن يتم إقرار أي قرارات أو أنشطة إضافية إلا بعد التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة”.
وتدهورت العلاقات بين البلدين بشكل كبير منذ المذبحة الوحشية التي نفذتها حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول والتي أدت إلى اندلاع حرب “السيوف الحديدية”، لكن التوترات بدأت حتى قبل ذلك. في سبتمبر/أيلول 2023، التقى نتنياهو والرئيس التركي رجب طيب أردوغان في نيويورك، فيما اعتبر محاولة لتحسين العلاقات بين البلدين.
لكن منذ هجوم حماس والرد العسكري الإسرائيلي، شددت تركيا مواقفها واتخذت تدابير مختلفة، بما في ذلك فرض عقوبات تجارية وقيود على التعاون العسكري.
بعد الانتخابات المحلية في تركيا، والتي عانى فيها حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة أردوغان من انخفاض في الدعم الشعبي ــ ويرجع ذلك جزئيا إلى الضغوط الشعبية لقطع العلاقات مع إسرائيل ــ تكثفت خطاب أنقرة ضد القدس. في الوقت نفسه، طالبت حركات المعارضة في تركيا بوقف التجارة مع إسرائيل بشكل كامل، مدعية أن الحكومة لم تتخذ خطوات كافية بشأن هذه القضية.
وبالإضافة إلى منع إسرائيل من المشاركة في التدريبات العسكرية لحلف شمال الأطلسي، اتخذت أنقرة خطوات إضافية، بما في ذلك الانضمام إلى دعوى قضائية مرفوعة ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية، متهمة إياها بارتكاب جرائم حرب و”إبادة جماعية” في غزة.
