أتفاقية عبدي و الجولاني.. لماذا الان؟؟ و لماذا تم نشر صور الاتفاقية؟؟ هل أخرج عبدي الجولاني من مأزق العلويين و تهمة جرائم الحرب؟ و لماذا لم تمنع تركيا الجولاني من توقيع الاتفاقية؟

 

لم يكن الجولاني في أي وقت من الاوقات في وضع أصعب من وضعة الان حيث جريمة قواتة ضد العلويين هي الاجندة الاقوى على المستوى العالمي.  لقد تم نشر الادلة القاطعة على قيام أرهابيي الجولاني و التابعين رسميا الى وزارة الدفاع السورية بأقامة المذابح و الابادة الجماعية ضد العلويين في الساحل السوري. و حجة الجولاني و أتهامه لقيادات الاسد السابقين لم تنفع لأن جماعاته هي التي قتلت المدنيين و الاطفال و النساء و ليست قيادات الاسد. و الجولاني كرئيس هو المسؤول أمام المحافل الدولية تماما كمسؤولية الاسد و صدام عن الجرائم التي حصلت في العراق و سوريا. و ما قدوم الامم المتحدة و بحث ابادة العلويين من قبل مجلس الامن و أجتماع روسيا و أمريكا لبحث الموضوع ألا دليلا على أدراك الجولاني و تركيا بأن نظام الحكم في سوريا في خطر و قد تنجم عن جريمة الابادة الجماعية التي قام بها الجولاني ضد العلويين ضمان منطقة امنة للعلويين في الساحل السوري بعيدا عن نظام الجولاني و بالتالي تقسيم سوريا الى مناطق أدارية.  رسالة أردوغان حول أحداث العلويين هي الاخرى أكبر دليل على أدراك تركيا لخطورة الوضع و أن على الجولاني القيام بمناورة سياسية يعطي للعالم ايحاءا بأن الجولاني سوف لن يقوم بأبادة باقي مكونات الشعب السوري من الكورد و الدروز.

و بناء على هذا و رغم التحفظات التركية الكبيرة على قواة سوريا الديمقراطية ألا أن الجولاني قام بتوقيع أتفاقية مع مظلوم عبدي و بتوقع على أنه قائد قوات سوريا الديمقراطية التي تعتبرها تركيا ارهابية. و هذا يعني رسميا أعتراف من قبل الحكومة السورية بقوات سوريا الديمقراطية. و هنا نقول رسميا فقط. فهل صار الجولاني بتلك القوة و الاستقلالية كي يقوم بتوقيع أتفاقية مع قوات سوريا الديمقراطية المصنفة أرهابيا من قبل تركيا دون الرجوع الى تركيا؟ الجواب طبعا كلا. فالجولاني هو تحت الانتداب التركي و لا يستطيع خطو خطوة واحدة دون موافقة تركيا. و هنا نتأكد بأن تركيا أيضا اضطرت على الموافقة على توقيع الاتفاقية مع مظلوم عبدي بسبب الوضع السئ للجولاني.

نشر صورة مظلوم عبدي مع الجولاني و من قبل أعلام الجولاني نفسة هو الاخر دليل على أن الجولاني هو الذي كان يحتاج لعبدي و لنشر هذة الصورة من أجل تقليل غضب الدول الاجنبية و الامم المتحدة من نظامة و لربما حتى سحب الاعتراف منه و تصنيفة كرجل و نظام حكم أرهابي. و ألا لماذا لم يقم الجولاني بنشر صورته مع عبدي في اللقاء الاول بينهما؟

بموجب هذه الاتفاقية أعطى عبدي كل الضمانات الى الجولاني في الوقت الذي لم يقدم الجولاني ضمانة واحدة لعبدي.

فحصر القضية الكوردية و قضية قوات سوريا الديمقراطية في ثمانية نقاط و فرض  تطبيق الاتفاقية خلال تسعة أشهر فقط هو بحد ذاته تصغير للقضية الكوردية. فحسب النقاط الثمانية فأن الجولاني لم يعترف باللامركزية لسوريا بل تم توقيع وحدة الاراضي السورية. كما لم يتم تحديد أي منصب أو اشراك لسلطة الادارة الذاتية في دمشق في الوقت الذي تم تحديد تسليم المعابر و النفط و المطارات و الحدود الى دمشق.  لم يعترف الجولاني باللغة الكوردية و لا بالادارة الذاتية بينما تم تثبيت عمل قوات سوريا الديمقراطية تحت أمرة الدفاع السورية و المشاركة في حفظ أمن سوريا في أي بقعة من الاراضي السورية. تم الاتفاق على وقف أطلاق النار في سوريا و لكن لم يتفقوا على خروج القوات التركية من سوريا و لا على خروج العمشات و غيرهم من مدن كري سبي و سريكاني و غيرها من المدن التي هي تحت سلطة المرتزقة الذين هم الان أيضا جزء من الجيش السوري.  فكيف ستكون العمشات و التركستاني و غيرها من المجاميع الارهابية في نفس الجيش و في نفس الوزارة مع قوات سوريا الديمقراطية؟

قيام مظلوم عبدي بتوقيع هذه الاتفاقية و اليوم حيث دماء العلويين لا تزال لم تنشف و لم يقم العلويون بدفن ضحاياهم. و في الوقت الذي لم يترحم الجولاني حتى على أرواح العلويين الذي تم قتلهم من قبل جنود وزارة الدفاع الجولانية، فأن هذه الاتفاقية جاءت في الوقت الخطأ و هي لصالح الجولاني و ليست لصالح شمال شرق سوريا على الاقل الان.

One Comment on “أتفاقية عبدي و الجولاني.. لماذا الان؟؟ و لماذا تم نشر صور الاتفاقية؟؟ هل أخرج عبدي الجولاني من مأزق العلويين و تهمة جرائم الحرب؟ و لماذا لم تمنع تركيا الجولاني من توقيع الاتفاقية؟”

  1. هذه الاتفاقيه وبدون لا يصب فى صالح المكون الكوردى فى سوريا وانما بمثابة حبل نجاة للجولانى وتسمية المكون الثانى فى سوريا والشعب الكوردى الاصيل فى سوريا بالمجتمع الكوردى وبدون ضمانات واعتراف صريح بخصوصيتهم وحقهم فى ادارة مناطقهم ذاتيا او لامركزيا واشراكهم فى ادارة السلطه والاعتراف بهم فى الدستور اكبر دليل على سوء نية الجولانى وعدم مصداقيته لكسب الوقت وتصفيتهم فى المستقبل عندما تحين له الفرصه وكان على السيد العبدى ان لا ينفرد ويوقع هذا الاتفاق بدون استمزاج ومشاركة بقية الاحزاب الكورديه السوريه و لا ينجر الى هذا الشرك الاوردوغانى والمكيده لانقاذ صنعيته فى سوريا للحفاظ على ماء وجههما

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *