یوم أمس الإثنین ١٠ آذار ٢٠٢٥ توصلت الإدارة الذاتیة فی شمال شرق سوريا “روژئاڤا” من خلال قائد قوات سوريا الدیموقراطیة “قسد” مظلوم عبدی، إلی إتفاق مع الرئیس المۆقت لجمهورية سوريا أحمد الشرع وصف من قبل الكثیرین بالإتفاق التأریخی نظرا لكونه یوصل الطرفین إلی تفاهم مبدئي لتطبيق السلم والأمان فی سوريا جديدة مقبلة علی نزاعات طائفية عنيفة وصلت فی الأيام الأخيرة إلی مجازر فی إصطدام بین قوات الحكومة الجديدة و “فلول” من النظام السابق، الموالين للرئيس الهارب بشار الأسد فی مناطق الساحل السوري ذو الغالبية العلوية.
لو ألقينا نظرة من زاوية نفسیإجتماعیة إلی الإتفاق المذكور أعلاه، هنالك ٨ نقاط تتلخص حسب التحليل السیاسی الذی نشره Di Mayi فی صفحته فی الفێسبوك الیوم فی النقاط التالیة التی أقتبسها هنا كما نشرت:
- البند الأول يتحدث عن التمثيل والمشاركة بناءً على الكفاءة، وليس على أساس الهوية القومية، مما يعني رفض أي محاصصة قومية أو إثنية في إدارة الدولة.
- البند الثاني يصف الكورد بأنهم “مجتمع”، وليس “شعبًا” أو “قومية”، وهذا يحصر الاعتراف بهم في الإطار الثقافي والاجتماعي، دون إقرار بأي حقوق قومية أو سياسية مستقلة.
- البند الرابع ينص بوضوح على دمج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية، ما يعني إنهاء أي شكل من أشكال الإدارة الذاتية الكوردية، وإعادة السيطرة الكاملة للدولة السورية.
- البند السادس يشير إلى دعم الدولة في مواجهة “فلول الأسد”، ما يعكس تحوّلًا كبيرًا في موقف قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي كانت تتجنب الدخول في مواجهة مفتوحة مع النظام السوري.
- البند السابع يشدد على رفض التقسيم، وهو تأكيد على بقاء سوريا دولة مركزية دون أي شكل من أشكال الفيدرالية.
هنا سأحاول التعليق علی كل نقطة من زاویة نفسإجتماعیة بالتركيز علی التطور الإیجابی لصالح نموذج روژئاڤا الذی وصفته فی مقالات عديدة سابقا ب “عابر الأزمات”:
١\ التمثيل والمشاركة بناءً علی الكفاءة:
تمیز نموذج روژئاڤا بالإدارة الذاتیة المبنیة علی وعی إجتماعی لكل فرد یشارك فی العملیة الإداریة فی هیكل روژئاڤا إداریا كان أو عسكریا أو سیاسیا. الكفاءة كانت الصفة الذاتیة للشخصیة السلیمة التی تۆمن بالحریة والإستقلایة والثقة بالنفس والشعور بالمسۆولیة فی إختیار المهنة أو الوظیفة أو المنصب المناسب. الأمر الذی أدی إلی أن يكون الشخص المناسب فی المكان المناسب علی أساس المساواة فی العنصر والجنس والدين. لم یكن الإنتماء القومي أو العرقي أو الدینی أساسا فی الإختیار بل حدث الأمر وفق الرغبة والكفاءة فی أداء تلك المهمة المكلف بها. عندما ینتهی الهيكل الإداري فی الإدارة الذاتية یتحول الشخص فی خدمة الدولة السورية عامة وليس حصرا لمنطقة شمال شرق سوريا تحت سيطرة الإدارة الذاتیة. وحمل الشخص معه خبرته و كفايته لتوسيع رقعة عمله فی مساحة أوسع لخدمة مجتمع أوسع ذو تعددية أكبر و نوعية أرقى فی تطور جديد. سوريا تصبح موحدة بدلا من التمزق.
٢\ الكورد لم يكونوا شعبا مستقلا ولا قومية منفصلة فی ظل الإدارة الذاتیة بل كان المجتمع متكونا من أشخاص بانتماءات مختلفة تتعايش مع بعضها البعد فی إحترام متقابل واعتراف مشترك بهذا الإختلاف عرقیا كان أو دینیا أو أی انتماء آخر.
٣\ دمج المؤسسات یشجع هذا التوسع فی الخدمات والكفاءات والخبرات للأشخاص اللذين كانوا تحت نظام الإدارة الذاتية يقدمون خدماتهم لجمهور منحصر فی منطقة الإدارة الذاتیة لكی یتطور بهم الآمر إلی خدمة شریحة أوسع فی المجتمع السوري.
٤\ دعم الدولة فی مواجهة “فلول الإسد” یقوی روح التعاون فی سوريا الجديدة لترسيخ الأمن والاستقرار ما يضمن التطور فی حرية و سلام.
٥\ رفض التقسيم كان ولايزال شعارا للإدارة الذاتیة فی روژئاڤا وأصبح وفق هذا الإتفاق توسع ليشمل الشعب السوري عامة وليس فقط فی منطقة روژئاڤا.
هكذا یمكن تلخیص إیجابیات هذا الإتفاق بالنسبة إلی نموذج روژئاڤا ليصبح نموذجا یمر بتطور جديد فی سوريا عامة بعد إعادة سيطرة الحكومة السورية علی جميع المناطق.
١١ آذار ٢٠٢٥
One Comment on ““نموذج روژئاڤا” فی تطور جديد- د. عبدالباقي مایی”