لا أستفتاء و لا انتخابات… الجولاني أثبت بأن نظامه سيكون بدون شك دكتاتوريا طائفيا أسلاميا كالنظام الايراني.. هشام عقراوي

 

لقد أثبت النظام السوري الحالي بشكل لا يقبل الشك بأنه نظام مشابة في جميع مقاييسة للنظام الايراني الحالي بفارق واحد و هو أن النظام الايراني أسلامي شيعي المذهب بينما النظام السوري هو نظام أسلامي سني المذهب سلفي الفقه.

في أيران 1979 أحتاجت السلطة الخمينية الى أقل من ثلاثة سنوات بسط النظام الاسلامي الشيعي على أيران. بينما في دمشق أعلنوا 5 سنوات و منذ اليوم الاول سيطرة تامة على جميع المؤسسات و القرارات و الحكم دون أجراء أية أنتخابات. أيران كان شعارهم إنهاء الاستبداد، مزيد من الاسلام، مزيد من العدالة الاجتماعية و الحد من اللامساوات. بينما في سوريا فأن شعارهم الوحدة الوطنية و سوريا واحدة.  أيران قامت بتشكيل مجلس خبراء الذي قام بأعداد دستور لأيران و قامت أيران بتشكيل ما تسمى الهيئات الثورية والمجلس الثوري من جميع الاحزاب. بينما في سوريا فأنهم قاموا بتعيين لجان للدستور و مجلس أمن قومي و حكومة تم تعيينها من قبل الجولاني فقط. و هذا يعني أن ايران كانت أكثر ثورية و فيها تنوع أكثر حيث قام  مهدي بازركان المعارض للخميني بتشكيل حكومة أصلاحية ديمقراطية شاركت فيها جميع القوى السياسية الايرانية.

في أيران كان الخميني هو مرشد الثورة و الامام المقدس و اصدر أوامر بأن يقوم العسكريون الموالون للشاه و القوى المعارضة بتسليم أسلحتهم و اندلع قتال بين الجنود الموالين والمعارضين للخميني و قام بأعلان الجهاد الجهاد على الجنود الذين لم يسلموا أنفسهم.  و بهذا كان ألغاء المعارضة العسكرية الخطوة الاولى التي خطاها الخميني. الجولاني في سوريا أصدر نفس الاوامر بأن يسلم الجنود أسلحتهم و بأن تنظم جميع القوى العسكرية للمعارضين للاسد الى الجولاني و صارت هيئة تحرير الشام هو الحزب الرئيسي و الحاكم.

في أيران بادرت قيادة الثورة الايرانية بمحاكمة جنرالات الشاه و قام بتـاسيس محكمة ترأسها صادق الخلخالي و قام بأعدام حوالي 200 جنرالا من جنرالات الشاه. بينما الجولاني في سوريا قام بأعدامات ميدانية للالاف من الضباط السوريين و حتى المدنيين.  و بهذا يكون الخميني قد لجأ على الاقل الى المحاكم ( الغير عادله) من أجل اصدار أحكام الاعدام بينما الجولاني قام بعمليات القتل دون محاكم و في الشوارع.

في أيران أحتاج الخميني الى سنتين فقط كي يقضي على المعارضة و يسيطر على جميع مقاليد الحكم و أنهاء حزب الشعب الجمهوري بقيادة شريعة مداري و منظمة مجاهدي خلق. بعد سنة و نصف من الثورة الايرانية قام الخميني بالتنصل من حقوق القوميات و منهم الكورد و أندلعت الحرب بين الكورد و حكومة الخميني التي لا تعترف الى الان بحقوق القوميات. و لكن هناك الى الان مقاطعة بأسم كوردستان و اللغة و الملابس الكوردية يتم تداولها بشكل حر و حتى هناك جامعات باللغة الكوردية.  في سوريا قام الجولاني منذ البداية بعدم أعطاء أية فرصة لتكوين معارضة و سلطة بل قام بفرض سلطته بشكل مباشر و دون أي أعتبار للمبادئ الديمقراطية و لم يرد في دستورة أن سوريا تتكون من قوميات و أديان مختله.

يبدوا أن الجولاني لربما أستفاد من خطأ قامت به الثورة الايرانية و هي معادات الثورة الايرانية و منذ البداية للغرب و أمريكا التي سماها الخميني بالشيطان الاكبر و قام بحجز أعضاء السفارة الامريكية في طهران لأن أمريكا كانت تساند الشاة. بينما الجولاني لم يقم بأعمال عدائية ضد روسيا التي كانت تساعد الاسد لا بل أنه بلا موقف من جميع الحكومات الغربية أيضا و حتى أسرائيل و السبب أن تركيزة هو على الدخل الان و لا يريد حرب على طريقة الايرانية العراقية.

الثورة الايرانية بسبب عدائها للغرب و أمريكا  تم أشغالها بالحرب مع العراق سنة 1980 أي بعد سنة واحدة من الثورة فقط. و أستغل الخميني تلك الحرب للقضاء على المعارضة في ايران و أنتصر في معاركه جمعاء. و قام بأنشاء الجمهورية الاسلامية الايرانية الشيعية المذهب. في أيران ليس هناك أضطهاد أو ابادة جماعية للسنة ولا للمسيحيين.  بينما الجولاني و بسبب ضعفه السياسي و العسكري مشغول بشئ واحد و هو تقوية مكانته داخليا. فعلى عكس أيران الجولاني يرفض مشاركة أي حزب أو قوة اخرى ماعدا هيئة تحرير الشام في الحكم و منذ اليوم الاول.  الجولاني قام بأحتكار الحكم لمدة 5 سنوات لنفسة و لجماعته و هو الذي يقوم بشكل فردي بتعيين الاشخاص في جميع المناصب.  في أيران كان هناك مجال للمعارضة كي تشارك في الحكم في البداية مع أن الجيش الثوري الايراني كان يسيطر على جميع أيران و لكن الجولاني و مع أنه لا يملك جيشا يسيطر على كل سوريا فأنه و من شدة دكتاتوريته لم يسمح بمشاركة أي حزب أو شخصية في نظام حكمه بحجة ذكيه أسمها الكفاءات الموجودة فقط في هيئة تحرير الشام.

أيران قامت بتغيير اسم أيران من الشاهينشاهية الى الجمهورية الاسلامية الايرانية بينما الجولاني و بينما يدعي الثورة و الوحدة الوطنية فأن ابقى على أسم سوريا على أنها الجمهورية العربية السورية فهو يحاول من خلال ذلك الاسم أخفاء الجزء الطائفي الذي جاء في دستورة و الذي هو أن الرئيس السوري يجب أن يكون مسلما و قوانين الدولة يجب أن تكون حسب الفقة الاسلامي. و هذا هو مربط الفرس الذي يضمن له السيطرة على سوريا الاسلامية.  الجزء القومي الذي أبقاه الجولاني في الدستور السوري هو فقط في أسم الدولة.

أبقاء الجولاني لأسم الدولة على أنها دولة عربية تعني أنه لا يعترف بالوحدة الوطنية و لا بالوطن للمواطنين لأنه قام بأزالة جميع المكونات الاخرى في سوريا. ففي سوريا هناك الكثير من المكونات الاخرى. و فرض الرئيس الاسلامي و الفقة الاسلامي على السوريين يعني أنه لا يعترف بالاديان الاخرى و لا بحقوق الغير مسلمين.  و فرض الفقة الاسلامي يعني أنه أختار المذهب و الطائفة و ليس حتى المسلمين بشكل عام.

توقيع الجولاني لاتفاقية من 8 نقاط مع مظلوم عبدي الكوردي و التي فيها أعترف بالكورد و كذلك بالمساواة بين الجميع و في نفس الوقت قيام الجولاني بسن دستور طائفي قومي أسلامي يثبت للجميع بأن أتفاقيته مع مظلوم عبدي هي ليست سوى حبرا على ورق و سيعطي الجولاني بعد سنة الورقة الى مظلوم عبدي كي يبللها و يشرب مائها.  خطة الجولاني تشبه خطة صدام عندما قام بتوقيع بيان اذار مع البارزاني الخالد سنة 1970 عندما كان صدام ضعيفا و بعد أن سيطر صدام على نظام الحكم في العراق و قام بأبعاد منافسيه أشعل الحرب مع البارزاني و قضى على الثورة الكوردية بالتعاون مع شاه أيران.

الجولاني ماض في خطته في بسط سيطرته على سوريا و في أنشاء نظامة الاسلامي الدكتاتوري  بخطى ثابته. فمن ناحية يقيم الابادة الجماعية ضد العلويين و من ناحية أخرى يوقع الاتفاقيات الكاذبة مع الكورد و الان يحاول نفس الشئ مع الدروز.

أذا كان الجولاني بهذه الضعف لا يوافق على أشراك الاحزاب السياسية في الحكم و قام بأحتكار الحكم لمدة 5 سنوات فأنه سوف يقضي على كل الاحزاب خلال فتره الخمسة سنوات القادمةو سوف لم و لن تنعم سوريا بالديمقراطية أبدا.

الجولاني هو نسخة طائفية عربية سنية أسلامية من النظام الايراني و لكنه أكثر فطنه و دهاء من الخميني نفسة. فخميني أعلن شعار لا شرقية و لا غربية جمهورية أسلامية بينما الجولاني لديه مجموعة شعارات بعضها للاستهلاك العالمي و التي فيها يقول جمهورية عربية سورية وطنية. و شعار اخر على مستوى حزبةو بالاتفاق مع قياداته الدينية و فيها يقول لادميقراطية و لا قومية جمهورية سنية أسلامية قاعدية.

الجولاني قام بتوقيع دستور فية ممنوع أجراء أي أستفتاء أو أنتخابات لمدة 5 سنوات. دستور ذو فقة اسلامي رئيسها مسلم و لديه كافة الصلاحيات بتعيين وفصل الجميع. على السوريين البحث عن أسم اخر فالدكتاتورية لا تكفي للتعبير عن هذا النظام.

2 Comments on “لا أستفتاء و لا انتخابات… الجولاني أثبت بأن نظامه سيكون بدون شك دكتاتوريا طائفيا أسلاميا كالنظام الايراني.. هشام عقراوي”

  1. قال المستشار المصري السابق محمد عبدو ماهر بنص الكلمة ( جميع مبادئ الحرية والديموقلاطية وحقوق الإنسان كفر في الإسلام وهذا هو منهج الجولاني الذي يعرفه الكورد منذ 11 عاماً وإن كانوا لا يصدقون ذلك ..

    الأكراد لا يتعظون أبداً , في بيان 11 آذار التاريخي الذي لا يزال يفتخر به بعض الكورد والذي أنتصر فيها صدام على ثورة أيلول واستعرب 4000 قرية كوردي ناهيك عن المأسي والأنفال و غيرها ، الآن عادوا لتجديد نفس العملية , وهم يعلمون هوية الجولاني و إيمانه وهو يعمل بمبدأ راسخ الحرب خدعة منذ اليوم الأول

  2. ** من ألأخر { ١: ما الغريب ياعزيزي عبد في إنضمام قادة قسد للجولاني مادام مشاره للشؤون ألايرانية هو ألارهابي عبد الرحمن فتحي والملقب بابو صفية الكوردي سلفي إيراني متشدد حتى أكثر من الجولاني؟ ٢: مشكلة الكورد في الأقطار الأربعة أنهم لا يعرفون ماذا يريدون أو على أي نهج يسيرون ، رغم ملايينهم التي تقارب الخمسين ، فمن لم يتعضو من كارثة 11 أذار لن يتعضوا من نكبة 10 أذار ، رغم تشابه سلوك حكام الدولتين ، سلام ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *