أدناه نقلا عن رووداو ديجيتال
أكد عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني الكوردي (ENKS) أن المجلس يرفض الدستور المؤقت لسوريا، لأنه كُتب بعقلية تقوم على “أمة واحدة ودين واحد”، ولم يضمن حقوق المكونات القومية والدينية في البلاد.
في حديثه خلال برنامج حدث اليوم “رووداو ئەمڕۆ”، الذي يقدّمه نوينر فاتح، قال شلال كدو، رئيس حزب الوسط الكوردي السوري وعضو الأمانة العامة للمجلس الوطني الكوردي، إن “الدستور المؤقت لسوريا لم يكن مفاجئاً، لكن الشعب السوري كان يأمل بدستور أفضل، والمكونات السورية اليوم غير راضية عن هذا الدستور المؤقت”.
“لقد كُتب الدستور المؤقت ليعبر عن أمة واحدة في سوريا، وإذا طُرح للاستفتاء، فلن يصوّت الشعب السوري لصالحه”، أضاف كدو، “لكن بما أن هذا الدستور المؤقت لن يُعرض للاستفتاء وسيظل ساري المفعول لمدة خمس سنوات”، شدّد على “ضرورة اتخاذ بعض الإجراءات لإصلاحه، بحيث يضمن حقوق جميع القوميات والمكونات في البلاد، لأن خمس سنوات ليست مدة قصيرة لإدارة بلد”.
“ستبرز العديد من المشاكل بسببه”
ورأى كدو أن “دستور سوريا لعام 1920 كان أفضل من هذا الدستور المؤقت”، مشيراً إلى أن اللغة العربية “فُرضت في هذا الدستور على جميع لغات القوميات الأخرى في سوريا، ولا سيما القومية الكوردية، كما فُرض الدين الإسلامي على جميع الديانات الأخرى، وبناءً على ذلك بات المسيحيون مواطنين من الدرجة الثانية في البلاد”.
كدو نوّه إلى أن هذا الأمر “خطوة خطيرة في بلد متعدد القوميات والمكونات”، مُعرباً عن اعتقاده بأن سوريا “لا يمكن أن تُدار بهذا الدستور المؤقت، وستبرز العديد من المشاكل بسببه”.
عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني الكوردي أشار إلى أن “هذا الدستور المؤقت يرسّخ النظام المركزي في سوريا”، رافضاً القبول بنظام مركزي رغم المعارضة الواسعة للنظام الفيدرالي.
وأوضح في هذا السياق: “صحيح أن النظام الفيدرالي يعدّ مطلباً عاماً في البلاد، لكنه غير قابل للتطبيق في هذه المرحلة، نظراً لوجود معارضة واسعة له، وحتى الدول الإقليمية ترفض اعتماد الفيدرالية في سوريا. ومع ذلك، لا يعني ذلك القبول بإدارة البلاد بنظام مركزي، بل من الأفضل أن تطالب المكونات بنظام إدارة لامركزي يضمن حقوق الجميع”.
أصدقاء الكورد
رئيس حزب الوسط الكوردي السوري وعضو الأمانة العامة للمجلس الوطني الكوردي تحدث عن علاقة الكورد مع مكونات البلاد، مشيراً إلى أن المسيحيين والآشوريين في سوريا هم أصدقاء للكورد.
واعتبر أن هذه الصداقة، التي تجمع بين الكورد والمكونات الأخرى، وحتى مع قطاع واسع من السنّة الذين يرفضون هذا الدستور المؤقت، يمكن أن تكون أساساً للعمل المشترك من أجل حماية حقوق الجميع في سوريا الجديدة.
كما تطرق إلى الاتفاق الذي جرى توقيعه في دمشق قبل أيام بين أحمد شرع ومظلوم عبدي، قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، منوّهاً إلى أن هذا الاتفاق لا يعبر عن رأي جميع الكورد في سوريا.
“كان الرئيس بارزاني دائماً مهتماً بتقوية وتنظيم البيت الكوردي في سوريا منذ اندلاع الثورة في ذلك البلد، وآخر اتصال له مع مظلوم عبدي كان في هذا الإطار أيضاً، وكان هدفه تنظيم البيت الكوردي”، أردف عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني الكوردي.
وتابع في هذا السياق، أن “كل جهود الرئيس بارزاني تهدف إلى أن يدخل الكورد مفاوضات دمشق بأوراق قوية”.
تسلّم الرئيس السوري أحمد شرع يوم الخميس (13 آذار 2025)، الإعلان الدستوري للمرحلة الانتقالية، بعد ثلاثة أشهر من الإطاحة بنظام بشار الأسد.
وقال الشرع بعد توقيعه مسودة الإعلان في القصر الرئاسي: “هذا تاريخ جديد لسوريا، نستبدل فيه الظلم بالعدل”، آملاً في أن يكون “فاتحة خير للأمة السورية على طريق البناء والتطور”.
حدّد الإعلان مدة الفترة الانتقالية بخمس سنوات تبدأ بتاريخ نفاذه وتنتهي بعد إقرار دستور دائم للبلاد وتنظيم انتخابات وفقاً له.
حدّد الإعلان الإسلام ديناً لرئيس الجمهورية والمصدر الرئيسي للتشريع، واللغة العربية اللغة الرسمية للدولة التي تكفل “التنوع الثقافي للمجتمع السوري بجميع مكوناته والحقوق الثقافية واللغوية لجميع السوريين”.