لماذا الاهتمام بأحمد الشرع- كامل سلمان

الأراء التي يتم طرحها حول مستقبل المنطقة هي مجرد حدس وتوقعات استناداً على ما يحدث حالياً على الأرض وقد تصيب هذه الأراء أو قد تخيب . نلاحظ هناك إهتمام عربي وتركي ودولي إستثنائي بدعم أحمد الشرع رئيس المرحلة الإنتقالية للجمهورية العربية السورية ، في الظاهر هذا الإهتمام وهذا الدعم سببه أن المجتمع الدولي وتركيا والدول العربية وإسرائيل قد أتفقوا جميعاً على إزالة نظام بشار الأسد عن طريق البديل أحمد الشرع ، فبما أنهم أختاروا الشرع ليكون بديلاً ، عليهم دعمه وإسناده وهذا ما حصل فعلاً لحد الأن ، لكن ما يثير الريبة خلال الأسبوع المنصرم حدث مالم يكن في الحسبان وكان يحمل الف علامة استفهام . تمرد كبير في مدن الساحل السوري من قبل فلول النظام السابق بمشاركة ودعم مليشياوي خارجي يعقبه هجوم مضاد من قبل قوات الحكومة التي هي لحد الآن عبارة عن مجاميع من المقاتلين من تنظيمات هيئة تحرير الشام ومعظمهم من الاجانب بجانب بقايا من الجيش السوري القديم ، هذا الهجوم المضاد صاحبه موجة من أعمال العنف والجرائم بحق المدنيين ، لكن الغريب لم تكن مستوى الإدانة الدولية لهذه الجرائم بمستوى بشاعة الجرائم التي أرتكبت بحق المدنيين وكأن الأمر مجرد أخطاء فردية ، الأمور زادت غرابة عندما توجه الجنرال مظلوم عبدي قائد قوات سوريا الديمقراطية فجأة إلى دمشق لتوقيع وثيقة مصالحة مع الرئيس أحمد الشرع في خطوة كبيرة تمت تحت رعاية ومباركة دولية مما أعطت للشرع دفعة شرعية وسياسية وعسكرية هائلة . هذين الحدثين المتزامنين يدلان على أن أحمد الشرع تحول من مشروع ثورة ضد بشار الأسد إلى مشروع دولي كبير ستظهر ملامحه في الأشهر القليلة القادمة بعد أن يتم تجهيز وتدريب الجيش السوري الذي سيتوسع بأضعاف مضاعفة بأسلحة متطورة لا تمتلكها دول الإقليم عدا إسرائيل وسيكون هذا الجيش العقائدي الكبير هو اللغز لحروب المنطقة القادمة وقد نشهد قادسية الشرع أو نسمع شعار ( تحرير القدس يمر عبر بغداد وطهران ) مثلما سمعنا في السابق شعار ( تحرير القدس يمر عبر كربلاء ) أو شعار ( تحرير القدس يمر عبر الكويت ) فهي شعارات هناك من يؤمن بها ويضحي نفسه من أجلها لأن المواطن المغفل ينظر إلى مقدمة الشعار ( تحرير القدس ) ولا ينظر إلى مؤخرة الشعار ( كربلاء أو بغداد أو طهران أو الكويت ) .. خلال متابعاتي لم أكن أتصور بأن إسرائيل ستقف مكتوفة الأيدي وتكتفي بالمطالبة بإيقاف البرنامج النووي الإيراني فهذا كلام فارغ ، إسرائيل ستسعى إلى قطع الأيادي التي طالتها من طهران وأذرعها وهي سائرة بهذه الخطوات ، وكلنا نعرف الضربات الجوية لا تحقق جميع الأهداف العسكرية ، فلابد من القتال والدمار والحسم على الأرض ، وها هو جيش أحمد الشرع قادم ليؤدي هذه المهمة ، فالأمر لا يحتاج إلى تحليل عميق لأن العمل بالوكالة أصبح ديدن دول المنطقة وقادتها طالما هناك نفس طائفي مريض وأحقاد مزمنة منتشرة عند الوكلاء ، علينا الانتظار وسنرى المفاجآت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *