قصف مواقع الحوثيين في اليمن العزيزة من قبل القوات الأمريكية وبأوامر مباشرة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لهدف استراتيجي طال أنتظاره بعد أن تمادى الحوثييون في غيهم وعدم مبالاتهم لنداءات المجتمع الدولي بوقف إعتراض السفن وبنفس الوقت تحمل هذه العمليات ثلاثة رسائل خارجية لمن يهمه الأمر . الهدف الواضح من هذه الحملة هو أخراج الحوثيين من الخدمة بمعنى إخراجهم نهائياً من ساحة المعركة ليلتحقوا بحماس وحزب الله وبشار الأسد ، أما الرسائل التي تحملها عمليات القصف فهي ثلاثة رسائل يفهمها أصحاب الشأن ، الرسالة الأولى للفصائل العراقية بأن يستعدوا لأنهم التالي حسب الترتيب ، الرسالة الثانية لإيران بأن أمريكا والمجتمع الدولي مصممون وعازمون على تقطيع وبتر أذرعكم وبدون تردد ، أما الرسالة الثالثة فهي لجميع الدول والتنظيمات المعادية لدول العالم الغربي وأمريكا بأن أمريكا ترامب هي ليست أمريكا بايدن ، أمريكا ترامب مصممة على تحويل الأقوال إلى أفعال ولا رحمة لمن لا يستجيب لها . هذا القصف كما هو واضح سيؤدي إلى إعادة صنعاء وصعدة وباقي المدن اليمنية التي تحت سلطة الحوثيين إلى عهد القرون الوسطى ، الحياة المدنية العصرية في اليمن ستزول لأن الضربات ستشمل حتى البنى التحتية ، فتصريح ترامب واضح وصريح لن يتوقف الهجوم حتى يعلن الحوثيون توقفهم عن استهداف الملاحة البحرية وتوقفهم عن أي استهداف بحري أي الأستسلام التام ، وبما أن الحوثيين لا يستسلمون مهما خربت بيوتهم وتدمرت بلدانهم فسيبقون تحت سيل الضربات إلى أن تصبح كهوف جبالهم مثواهم المتبقي في هذه البقعة الجميلة من الأرض . كلهم مدرسة واحدة ، حماس وحزب الله وغيرهم يعاندون وعنادهم على حساب شعوبهم وشعوبهم لا حول ولا قوة . وبعد أن تضع الحرب أوزارها يبدأون بالتوسل بالحصول على الغذاء والدواء والبطانيات والماء الصالح للشرب ، يتوسلون ويطلبون هذه المساعدات من نفس الجهات التي قصفتهم وخربت بيوتهم . كيف يفكر هؤلاء ؟ وكيف سينالون الأحترام من باقي شعوب الأرض ، فقد أجتمعت عليهم صفة الإرهاب والمجاعة والنوم في العراء والهزيمة والتخلف وما زالوا معاندين . يعاندون ولا أحد منهم يفهم معنى العناد . هل هي شجاعة ؟ هل هي حكمة ؟ هل هي تعاليم الدين ؟ يضحون ببلدانهم لمجرد العناد .. لم يكن العالم والمجتمع الدولي يطالبهم بشيء سوى أن يكفوا أيديهم عن تعريض طرق الملاحة الدولية للهجمات ولا يعبثوا بأرزاق الشعوب ، هل هذه المطالب صعبة عليكم أيها الحوثيون لكي تجعلوا بلدانكم تحت الركام ؟ شيء مؤلم جداً أن تهان الشعوب بهذه الطريقة ولو أن من سبقوهم فعلوا الشيء نفسه ، فقد فعلها صدام حسين بالعراق من قبل وفعلها القذافي بليبيا وفعلها الأسد بسوريا وفعلها حزب الله في لبنان وحماس بغزة وسيفعلها الأخرون من أبناء هذه المدرسة وبنفس الطريقة لأنهم قوم لا يفقهون . والله أنها ليست شماتة ولا فرحة أن تتحول هذه المدن الجميلة العريقة إلى خربة تسكنها الأشباح ، فهي جراح في القلوب وغصة في الحلوق أن نراهم في هذا الحال المؤلم الذي يسمونه صمود وتحدي وبالحقيقة هو ليس صمود ولا تحدي بل هي الضلالة بعينها ، عسى الله أن يبعد الضرر عن الأبرياء الذين وضعتهم الأقدار في هذه المحرقة بلا ذنب .