الاستبداد الديني في إيران يجب أن يستأصل من جذوره- محمد حسين المياحي

 

من الصعب إن لم نقل من المستحيل فصل العلاقة القائمة بين الاوضاع السياسية القائمة في إيران منذ 46 عاما وبين الحالة السلبية القائمة في المنطقة حيث إن السلام والامن فيها لم يعودا کما کان عليه قبل تأسيس النظام الحالي في إيران.

تأسيس النظام الحالي في إيران کان في الواقع بمثابة نذير شٶم للشعب الايراني بشکل خاص ولشعوب المنطقة بشکل عام، وحتى إن هذا النظام سعى من أجل إقامة نوع من التوازن الشرير بين ممارساته القمعية التعسفية ضد الشعب الايراني وبين مخططاته العدوانية الشريرة التي دأب على تنفيذها في المنطقة والتي قام من خلال بتصدير التطرف والارهاب إليها وتأسيس ميليشيات تابعة له في هذه البلدان هي في الحقيقة أشبه ما تکون ببنادق تحت الطلب يقوم بتحريکها وتوجيهها متى ما شاءت ظروفه ومصالحه.

والملاحظة المهمة التي يجب الانتباه إليها وأخذها بنظر الاعتبار، هي إن هذا النظام قد جعل من إستغلال العامل الديني إنقطة إرتکاز له من أجل فرض نفسه على الشعب الايراني وکذلك ضمان تنفيذ مخططاته لکونها تتخفى تحت الغطاء الديني، وبهذا الصدد، فإن السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية وخلال الخطاب الذي وجهته للشعب الايراني بمناسبة أعياد رأس السنة الايرانية”النوروز”، فقد لفتت النظر الى الاساس الشرير للهذا النظام وضرورة ضربه من هناك عندما قالت:” الاستبداد الديني بكل شروره يجب أن يستأصل من جذوره. من معتقلاته للتعذيب ومراكز الحرس إلى برنامج القنبلة النووية.”، ذلك إن کل ما قد أقامه هذا النظام إنما کان في ظل الاستبداد الديني وإن القضاء على هذه المرتکزات يعني بالضرورة العد التنازلي لسقوطه.

والملفت للنظر هنا، إن السيدة رجوي وخلال خطابها المذکور تميط اللثام عن الکذب والخداع الذي مارسه ويمارسه هذا النظام بإهدار أموال ومقدرات الشعب الايراني من أجل أهدافه ومآربه المشبوهة وليس من أجل الشعب وأجياله القادمة وهي تتساءل بهذا الصدد في خطابها الى الآثار والتداعيات السلبية للبرنامج النووي للنظام کمثال حي عندما تلفت النظر الى أن”إنفاق أكثر من تريليوني دولار من أموال الشعب المحروم على البرنامج النووي طوال هذه الثلاثين عاما؟ في حين أن هذا البرنامج المشؤوم لا يوفر حتى 2% من احتياجات البلاد من الكهرباء. والآن، في كل من الصيف والشتاء، تتدهور حياة الناس وتعليمهم وعلاجهم وإنتاجهم وأعمالهم بسبب نقص الكهرباء، مما يؤدي إلى تعطيل وازمات مستمرة.”، فإنها بذلك تشير الى حقيقة مهمة وهي إن هذا النظام ليست له من أي علاقة وإرتباط بالدين والقيم الانسانية والحضارية وإنما هو نظام مشبوه من أساسه ويسعى من أجل تحقيق أهداف وغايات شريرة إرتدت وترتد سلبا على الشعب الايراني وشعوب المنطقة ومن هنا فإنها تجزم في خطابها المذکور بأن”الحل النهائي للإرهاب وافتعال الحروب من قبل الملالي وبرنامجهم لصناعة القنابل النووية هو إسقاط النظام بواسطة الشعب الإيراني، من خلال المقاومة والانتفاضة وجيش الحرية.”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *