جاهلية كل العصور للشاعر عصمت شاهين الدوسكي – بقلم : أنيس ميرو

 

* الشاعر يضع النقاط على الحروف ويضع يديه على الجرح.

* القصيدة مليئة بالمشاعر الإنسانية وبيان لكل ما هو غير إنساني.

من بين الأمور التي تتجلى في هذا العصر تناقضات ومعاناة تطغ على حياة الناس وتؤثر فيها والتي تمر سريعا رغم هذا التطور الكبير يبقى الجهل بصوره العديدة ظاهرا للعيان مهما تجمل وتزين وارتدى ملابس جميلة . قصيدة الشاعر الكبير ( عصمت شاهين الدوسكي(   ” جاهلية كل العصور ” هي أزمات على جسد الإنسانية وبيان للبصائر الرشيدة عودنا الشاعر الكبير بعد كل صمت يطرح قصائد مميزة في ظل العرف الاجتماعي الذي نعيشه لكون ما يطرح لا يقرأ ولا يتحرى عن السبب من طرحه لكون ( الظرف المؤلم الذي أصبح عليه واقع دول المنطقة والعالم ) ظرف صعب بل إجرامي وغير إنساني بحق البشرية في كل مكان حتى في دول أوربية وفي مختلف بقاع العالم…..  فالجهل مصدر الحروب و افتعال الاقتتال الداخلي في دول العالم لأنها تخص المصالح المكورة الضيقة بعيدا عن مصالح البشرية وفي محاور كثيرة أصبح الموضوع كأنه شيء اعتيادي يومي …!! يعني الحرب القتل الاغتصاب المخدرات العري الاغتيال الهجرة اللجوء الغربة وغيرها كأنها أشياء عادية تحدث كل يوم دون الوقوف عندها ودراستها وتحليلها وتأويلها وإيجاد حد وحلول لها .

  ”  يعتلي على المنصب جاهل مغرور

وإن رفضت منصبه..أنت كفور

وإن نافقت مع المنافقين

من أجل كسرة خبز… أنت مشكور

أزهرت سلطانه حتى ولو نارا

فلم تفشل عنده .. فأنت النور

جهله في الحكم ظاهرا

لا يهم ، يحمل جاهلية كل العصور “

   لو سألنا هذا التطور في كل المجالات إن لم يكون في خدمة الإنسانية فهل هو مسخر لقتل البشرية ..؟ أين أصبح دور الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية وبقية المنظمات الدولية التي تبرز يافطاتها وشعاراتها وبنودها الخاصة في حماية الحقوق الإنسانية وحقوق الطفل والمرأة وحقوق الاستقلالية والشرعية لكونهم مراقبون للشأن الإنساني الدولي…؟؟ سراب في سراب مابين الأمس واليوم في سوريا مثلا تحول من حدث إسقاط نظام لقتال على الهوية المذهبية والقومية والفكرية والفئوية وهذا ما حدث في العراق وليبيا واليمن وغيرها من المدن العربية .

القصيدة مليئة بالمشاعر الإنسانية وبيان ونقد لكل ما هو غير إنساني في العلاقات العامة  ،الشاعر يضع النقاط على الحروف ويضع يديه على الجرح لكي يجد الراشدون حلا .. بعيدا عن الجهل واللا مبالاة.

” مصيبة يظهرون ما لا يكتمون

في جوف الليل يقعدون.يخططون

تحسب من مظهرهم صدقا

لكنهم أبدا … لا يصدقون

يبحثون عن الرزق السهل

لكنهم أبدا … لا يرزقون

تراهم مع الفاسدين محشرين

فإذا نطقت قالوا… مجنون “

 

وفي حالة المواطنة المغتربة من العيش الكريم في وطنه و بيئته…. لقد تعاقبت حكومات و تسميات ما بعد إرهاب الأنظمة لقد تحول التعامل لإرهاب أقذر منه بكثير بسبب التخندق المذهبي واستمرار الطغيان والإبقاء على ما قامت به الأنظمة  المتعاقبة المتوالية تجاه الشعوب  المغلوبة على أمرها  سلب اغلب حقوقها في الدستور و محاربة الشعب بإشعال الفتن والطافية والحروب الداخلية حينا واللعب برواتبهم وأرزاقهم والعبث بالثروات واستحقاقاتهم الدستورية حتى بعد إجراء التعداد السكاني العام وعدم صرف الرواتب وبقية الاستحقاقات المالية في كل شهر يتم خلق مشاكل عديدة ….؟؟؟ هذا الإنسان البسيط مغلوب على أمره .. لمن الشكوى ورؤوس الفساد عالية ..؟

” ليس لديك سندا أو وكيلا

مع الحرمان تنتظر سبيلا

تخشى الكلام جهرا

حتى لو كان كلامك جميلا

تحس رقيبا على رقبتك

حينا تضحك وتدمع عينيك قليلا

ما الحكم في هذا العصر

إن كان الكرسي مكسورا وعليلا ..؟ “

 

في وقت تعاني الحكومات المركزية من خروقات مزلزلة وتبذير لثروات البلد في رواتب ومئات الآلاف تمنح لهم رواتب تقاعدية من الخارجين عن حدود الوطن بل التفريط بحقول نفطية كثيرة لصالح تبعية ما ….؟؟؟ و قيام جهات عديدة بسرقة النفط العراقي و تصديره عبر الناقلات ومن موانيء البصرة وأماكن مختلفة لصالح فئة ما تاركين الشعب في جوع وحرمان ومعاناة …..؟؟؟؟!

لقد هزت هذه القصيدة مشاعري كإنسان….  القصيدة تذكرنا بما هو عليه الحال … ولكن بقاء الحال من المحال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *