“الجمهورية العربية السورية”: عندما يصبح النفاق القومي هواية الجولاني المفضلة و مادته الدسمة للاختفاء!
قرر الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام (المعروفة سابقاً بفرع تنظيم القاعدة في سوريا)، قبل فتره و من خلال لجنه تم تعيينها من قبله الإبقاء على اسم “الجمهورية العربية السورية” للدولة التي يسيطر عليها. ولكن لماذا لم يغير الجولاني هذا الاسم إلى “الجمهورية الإسلامية السورية”، وهو الاسم الذي يبدو أكثر ملاءمة لأيديولوجيته المتطرفة؟ الإجابة بسيطة: لأنه يريد أن يكون “قومياً عندما يحتاج، وإسلامياً عندما يناسبه”… أو ربما لأن نفاقه وصل إلى مستوى يجعل حتى أسامة بن لادن وأبو بكر البغدادي يشعران بالخجل!
1. “القومية العربية”: أداة سياسية أم مجرد متاجرة؟
أ. استخدام القومية كغطاء
- الجولاني اختار الإبقاء على اسم “الجمهورية العربية السورية” ليحافظ على شكل من أشكال الشرعية السياسية، خاصة لدى الدول العربية التي لا تزال تعتبر القومية العربية جزءاً من هويتها. و دوليا كي يصبح مقبولا و يحصل على رفع العقوبات.
- لكن دعونا نكون صريحين: هل الجولاني حقاً يؤمن بالقومية العربية؟ أم أنه يستخدمها فقط كوسيلة لتحقيق مصالحه؟ الإجابة واضحة: هو ليس سوى “قومجي مؤقت” يستخدم هذه الفكرة عندما تكون مفيدة له.
ب. الإسلاميون الأجانب في جيشه: دليل على النفاق
- إذا كان الجولاني يؤمن فعلاً بالقومية العربية، فكيف نفسر وجود هذا الجمع الغفير من الإسلاميين الأجانب غير العرب في صفوف قواته؟ جنسياتهم ليست سورية، ولا عربية، ومع ذلك هم جزء أساسي من مشروعه.
- هذا التناقض يكشف عن حقيقة بسيطة: الجولاني لا يهمه القومية العربية إطلاقاً. بالنسبة له، كل ما يهم هو تحقيق طموحاته الدينية المتطرفة، حتى لو كان ذلك على حساب الهوية الوطنية السورية.
2. العلاقة مع أردوغان: دينية أم قومية؟
أ. تحالف مصلحي وليس قومياً
- الجولاني يعتمد بشكل كبير على دعم تركيا، بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان. لكن هذا التحالف ليس قائماً على أي أساس قومي، بل هو تحالف ديني وفقهي بحت.
- بالنسبة للجولاني، لا يهم إن كانت سوريا تحت الإدارة التركية الإسلامية، طالما تتماشى مع أيديولوجيته المتطرفة. القومية العربية هنا مجرد زينة، بينما الواقع يقول إن الجولاني مستعد لبيع أي فكرة قومية مقابل دعم تركي.
ب. نفاق جديد: المتاجرة بالقوميين
- من خلال الإبقاء على اسم “الجمهورية العربية السورية”، يحاول الجولاني استمالة القوميين العرب واستخدامهم كورقة سياسية. إنه يلعب دور “الزعيم القومي” أمام الدول العربية، بينما في الخفاء يعمل على بناء دولة دينية متطرفة.
- هذا المستوى من النفاق السياسي لم يصل إليه حتى أسامة بن لادن أو أبو بكر البغدادي، الذين كانوا على الأقل صريحين بشأن أيديولوجياتهم. أما الجولاني، فهو يجمع بين القومية والإسلاموية في سلة واحدة، وكأنه يقول: “لماذا نختار بين الاثنين إذا يمكننا استخدامهما معاً؟”
3. لماذا لم يغير الاسم إلى “الجمهورية الإسلامية السورية”؟
أ. إرضاء الدول العربية
- تغيير الاسم إلى “الجمهورية الإسلامية السورية” قد يثير حساسيات لدى بعض الدول العربية، التي قد تعتبر ذلك تهديداً لهويتها القومية.
- الجولاني يعرف أن الاحتفاظ باسم “الجمهورية العربية السورية” يمنحه نوعاً من القبول السياسي، حتى لو كان هذا القبول سطحياً وغير حقيقي.
ب. الحفاظ على الصورة الخارجية
- الاسم الحالي يعطي انطباعاً بأن الدولة الجديدة تحترم التنوع الثقافي والعرقي، رغم أن الواقع يعكس العكس تماماً. الجولاني يريد أن يبدو “معتدلاً” أمام المجتمع الدولي، بينما في الداخل يعمل على فرض نظام ديني متطرف.
ج. الاستفادة من الجميع
- الجولاني يعلم أن القوميين العرب لن يقبلوا به كقائد إذا أعلن عن دولة إسلامية صريحة. لذلك، قرر أن يستخدم اسم “الجمهورية العربية السورية” كغطاء لمشروعه الحقيقي، الذي يهدف إلى بناء دولة دينية تستثني جميع المكونات الأخرى.
4. السخرية من النفاق السياسي
أ. “قومجي مؤقت”
- الجولاني يبدو وكأنه يلعب دوراً في مسرحية سياسية، حيث يرتدي قناع القومية العربية عندما يكون في اجتماع مع الدول العربية، ويخلعه عندما يكون في اجتماع مع الإسلاميين أو الأتراك.
- إنه “قومجي مؤقت” و”إسلاموي دائم”، وهذا النوع من النفاق السياسي يجعل منه شخصية كوميدية أكثر من كونه زعيماً سياسياً.
ب. مستوى جديد من النفاق
- حتى أسامة بن لادن وأبو بكر البغدادي كان لديهم حدود في نفاقهم. كانوا صريحين بشأن أيديولوجياتهم ولم يحاولوا استخدام القومية كغطاء سياسي.
- أما الجولاني، فهو يقدم لنا درساً جديداً في النفاق السياسي: كيف تستخدم القومية العربية كوسيلة للمتاجرة، بينما تعمل في الخفاء على بناء دولة دينية متطرفة.
5. الخلاصة: الجمهورية العربية السورية… قناع الجولاني الجديد!
الإبقاء على اسم “الجمهورية العربية السورية” ليس سوى خدعة جديدة من الجولاني، الذي يستخدم القومية العربية كغطاء لمشروعه الديني المتطرف. هو ليس قومياً حقيقياً، بل مجرد “متاجر بالقوميين” لتحقيق أهدافه الشخصية. هذا النوع من النفاق السياسي يجعل منه زعيماً فريداً من نوعه، حتى في عالم مليء بالنفاق والتناقضات.
ربما علينا أن نشكر الجولاني، لأنه قدم لنا درساً عملياً في كيفية التخطيط لخداع العالم بأسرة من خلال التلاعب بالمصطلحات و نجاحة في تضليل كبرى دول العالم و حتى القوميين العرب الذين سينالون الامرين في القريب العاجل تحت ظل دولة اسلامية متطرفة مستعدة لبيع جميع سوريا الى تركيا منطلقا من مفهوم ديني و فقهي. تركيا التي أحتلت لواء الاسكندرونة السوري ابان الحرب العالمية الاولى و الان تريد احتلال كامل الاراضي السورية.
الثورة العربية بدأت ضد الدولة العثمانية و الجولاني يريد أعادة العرب الى الدولة العثمانية مرة اخرى. فهل ألشريف علي كان على خطأ عندما بدأ بثورته ضد الدولة العثمانية؟
تحية للاستاذ الكاتب..
اولا…انت كتبت بعين المعادي للجولاني..احمد الشرع..
وهنا سناخذ الجولاني بمنظور اخر..
.. هل الجولاني أدرك بقاء اسم الدولة لما قبل التغيير..رسالة مبطنة لحليفته تركيا..ككارت احمر..لانقرة..
… هل هو ارضاء للاكثرية العربية..فيراهن على الاكثرية وليس الاقليات..
… هل هو رسالة بان تغيير اسم الدولة…سيضعه بدائرة الشبهات اكثر من ما عليه..بوقت المفروض يطلق عليها الجمهورية السورية..وكفى..
… هل هي رسالة للقوميات الكوردية والتركمان…بان سوريا هويتها باسمها العربي…لانها احلام ابتلاعها من قبل تركيا باسم الدين والتسنن..وللاكراد…بان سوريا عربية..على اساس الاكثرية العرقية..كما تطالبون تسمية احلامكم القومية بدولة عابرة للحدود باسم دولة كورد ستان الكبرى رغم تعدد القوميات والاديان بخرائطكم الكردية لدولتكم الكبرى المفترضه..لماذا لكم حلال وعلينا كعرب سوريا حرام..
…
ليتبين..ان الاديولوجيات العابرة للحدود القومية والاسلامية والشيوعية..هي وراء تمزيق الدولة وتفجير النسيج الاجتماعي للدول..
والكارثة ..ان يقدم القومي والاسلامي الطائفي..ليكتب دستور وطني…وحكومة تمثل الوطن…
في وقت المفروض من يقدم لذلك نخب وطنية فوق الميول والانجاهات….