في تصعيد لافت للتوتر الدبلوماسي، اشتعلت حرب كلامية بين تركيا وإسرائيل على خلفية الغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة في لبنان. وزارة الخارجية التركية لم تتردد في مهاجمة إسرائيل عبر تغريدة نشرتها اليوم (السبت)، حيث قالت: “لقد كشفوا مرة أخرى عن تجاهل إسرائيل الصارخ للقانون الدولي”.
لكن الرد الإسرائيلي جاء سريعاً وحاداً، حيث ردت وزارة الخارجية الإسرائيلية بتغريدة تنديدية قائلة: “لسنا بحاجة إلى خطب أردوغان الأخلاقية السخيفة”، مشددة على أن “إسرائيل تعمل على الدفاع عن مواطنيها من التهديدات الحقيقية وستواصل القيام بذلك”.
تركيا تدعو المجتمع الدولي إلى التحرك
في تغريدتها، دعت تركيا المجتمع الدولي إلى الوقوف ضد سياسات إسرائيل، متهمة إياها بمحاولة “خلق حالة صراع دائمة في المنطقة”. وأكدت أنقرة أنها تقف إلى جانب القانون الدولي والقيم الإنسانية، في محاولة واضحة منها لانتزاع دور القيادة الأخلاقية على الساحة الدولية.
رد إسرائيل: “أردوغان ليس في موقف يسمح له بالوعظ”
من جهتها، لم تكتفِ إسرائيل بالرد على الاتهامات التركية، بل وجهت سهام نقدها إلى الداخل التركي، مشيرة إلى الأزمة الداخلية التي تعيشها أنقرة. وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيانها: “بينما يقمع أردوغان مواطنيه بعنف وينفذ اعتقالات جماعية للمعارضين السياسيين، يجرؤ على الوعظ للمجتمع الدولي بالقيم النبيلة”.
وأضافت تل أبيب: “إن أردوغان غير مؤهل للحديث عن الأخلاق أو القانون الدولي، خاصة في ظل الاحتجاجات الضخمة ضد الفساد التي تعاني منها تركيا حالياً”.
تصعيد قد يعمق الانقسامات الإقليمية
يأتي هذا التصعيد الكلامي في وقت حساس للغاية، حيث تشهد المنطقة توتراً متصاعداً بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان، وفي ظل أزمات داخلية تعصف بكل من تركيا وإسرائيل. بينما تحاول تركيا استعادة دورها الإقليمي من خلال انتقاد سياسات إسرائيل، يبدو أن تل أبيب غير مستعدة لتقبل هذه المحاولات، خاصة عندما تأتي من دولة تواجه اتهامات متزايدة بانتهاك حقوق الإنسان والديمقراطية.
ماذا بعد؟
السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل ستتحول هذه الحرب الكلامية إلى أزمة دبلوماسية أعمق؟ أم أن الطرفين سيكتفيان بتبادل الاتهامات دون التصعيد أكثر؟ مع استمرار التوترات الإقليمية والتحديات الداخلية لكل من البلدين، يبدو أن الشرق الأوسط على موعد مع المزيد من التصعيد والخلافات.