يصادف اليوم 5/3/2025 الذكرى السنوية 34 لاندلاع الانتفاضة المجيدة لشعب كردستان ضد الظلم والاستبدات البعثي،الذي ارتكتب بحق هذا الشعب المسالم ابشع جرائم الابادة الجماعية في اطار عمليات الانفال سيئة الصيت و القصف الكيمياوي و ابادة البارزانيين و الكورد الفيليين ناهيك عن هدم اكثر من 4500 قرية و انهاء الحياة فيها بكافة اشكاليها بما فيها حرق الاشجار و هدم مصادر المياه باتباعه سياسة الارض المحروقة.
إنطلقت الشرارة الأولى للانتفاضة في الخامس من آذار في العام 1991 من مدينة (رانيه) البطلة،هنا لابد الاشارة الى انه سبق اندلاع الانتفاضة، مظاهرة جماهيرية في قصبة خبات التابعة لاربيل في 3/3/1991 من قبل ساكني مجمع خبات، حيث اغلبية سكانه من مرحلي بشدر ( قلعة دز و قرى ناحية ديبكة ـ كنديناوة) لكن تم اخمات هذه الحركة من قبل اجهزة القمعية للنظام البعثي واستشهد خلالها شاب باسم بختيار من اهالي قلعةدزة الباسلة، واعقال عدد كبير من اهالي المجمع ، واحكم النظام توقا امنيا مشددا على المجمع وبدا ملاحقة الشباب
في يوم 5/3/1991 تم اطلاق اول رصاصة على اوكار النظام في مدينة رانية الباسلة من قبل الشهيد ( علي نبي) حيث كان من موالين للنظام( رئيس فوج الدفاع الوطني ) لكن انظم الى الجماهير و تنظيمات الاتحاد الوطني الكوردستان بعد اصدار العفو الصادر من الجبهة الكوردستانية، وبعد ذلك وفي غضون ساعات قلائل تمكن اهالي رانية بالتنسيق و دعم مباشر من تنظيمات الاتحاد الوطني الكوردستان والاحزاب الكورية المواجدة في هذه المنطقة من دحر اوكار النظام البعثي و تحرير مدينتهم من براثن النظام وجلاوزته.
بهذه المناسبة المجيدة ننحني اجلالا لدماء الشهداء الذين قدوموا الغالي والنفيس من اجل حرية شعبهم في الانتفاضة، و اتمنى من كل قلبي ان يحقق امال شعبنا كافة.
بهذه المناسبة لابد الاشارة الى ان الانتفاضة اندلعت بعد اقل من 3 سنوات من الجرائم التي ارتكبته النظام البعثي ضد شعبنا في عمليات الانفال والقصف الكيمياوي لمدينة حلبجة و وهدم اكثر من 4500 قرية، الى جانب ترحيل اهالي القرى و حرمان اهاليها حتى من زيارة القبور اجداتهم المتبقة في هذه المناطق التي اصبح فيما بعد مناطق محرمة الى حين تحريرها في الانتفاضة..
في كل سنة وفي هذه المناسبة تتجدد المجادلات و المناوشات الكلامية بين الأحزاب الكردية حول قيادة تلك الإنتفاضة،من هنا لابد الاشارة الى ان الانتفاضة ثمرة لغضب الجماهيري ضد الاجهزة القمعية للنظام المقبور بدرجة اولى الى جانب الاسباب الموضوعية والذاتية وما رافقت هزائم و تقهقر النظام في حرب الخليج الثانية و هدم القدرة العسكرية له من قبل التحالف الدولي ابان تحرير الكويت.
وكان لتلاحم و وحدة الصف الكوردي والاحزاب السياسية التي توحدت تحت خيمة الجبهة الكوردستانية دور فعال في انجاح الانتفاضة ، حيث كان للاتحاد الوطني الكوردستاني دور فعال في تأسيس هذه الجبهة وفتح صفحة جديدة من الصراع الدموي مع الاحزاب التي حاربت الاتحاد في اطار جبهة باسم حركة جود بقيادة الديمقراطي الكوردستاني.\
وللاتحاد الوطني الكوردستاني دور قيادي في وتوجه و قيادة الانفتاضة من خلال ادخال مفارزه الى المدن و تجنيد الاف من الشباب ضمن تنظيماته الداخلية و تيئتهم و تسلح بعض منهم سرا، حيث تم بناء تنظيمات في كل محافظة باسم معين و باسامي محددة، الى جانب الاتصال برأساء الافواج الخفيفة، حيث استفادوا من العفو الصادر من الجبهة الكوردستانية بعد ان كانوا موالين للنظام ومسلحين حاربوا البشمركة في السابق وادوا دور بارز في دعم انتفاضة، أن قيادة الإنتفاضة كانت قد خططت أن يكون أحد هؤلاء هو الذي سيطلق أول رصاصة إيذانا ببدء الإنتفاضة بمدينة رانية الحدودية وبالفعل اطلق اول رصاصة في الانتفاضة بمدينة رانية من قبل علي نبي حيث كان رئيسا لاحدى هذه الافواج.
الى جانب ذلك سارع الاتحاد الوطني الكوردستانني لوضع خطة مبرمجة لتفجير إنتفاضة جماهيرية في المناطق الكردية بإستغلال الوضع المشوش للنظام. وكانت قيادة الاتحاد الوطني التي تتخذ من منطقة (قاسمة رةش) منطلقا له تتحضر فعليا لتلك الانتفاضة من خلال الاسراع بتشكيل وتنظيم خلايا مسلحة داخل المدن الكردستانية وتمكنت خلال فترة وجيزة من تجنيد عدد هائل من المقاتلين المسلحين داخل المدن، كما و تم توزيع مهام القيادية على قادة الاتحاد ابرزهم السيد كوسرت رسول علي الذي قاد تحرير اربيل و اخرون قادوا مدن كردستانية اخرى
من هنا لابد ان نشير الى دور بارز لاذاعة صوت شعب كردستان التي تبث برامجها على الموجة القصيرة 75 م في توجه و توعية جماهير شعب كردستان و وايصال توجهات القيادة الجبهة الكوردستانية اليهم ناهيك عن رفع معنويات الجماهير من خلال الخطابات الحماسية و اناشيد الثورية، كنا ستمع الى صولات البشمركة وحماسهم في هذه الاذاعة
بدأت الانفاضة في بوابة الانتفاضة رانية الباسلة و مرورا بالمدنة الكوردستانية و الى ان وضع كركوك في 21/ 3/1991 تاج انتصار الانتفاضة و تحرر لاول مرة من تاريخ الحركة الكوردية، ورفع الاهازيج و هتافات، و ادمعت اعين امهات الشهداء دمعة الفرح.
المهم بعد هذا السرد الموجز لحقيقة الإنتفاضة ومن وقف ورائها، ومن خطط لها ومن شارك فيها، نستخلص بأن الإنتفاضة في الأساس كانت جماهيرية. صحيح أن قادة الجبهة الكردستانية بذلوا جهدا كبيرا سياسيا وعسكريا وإعلاميا من أجل تحقيق هذا الهدف، لكن الحقيقة المؤكدة أيضا والتي نستخلصها من الرواية الحقيقية لهذه الإنتفاضة، تبين لنا بأن الشعب الكردي هو القائد الحقيقي لهذه الإنتفاضة وهو المبادر بإنجاحها وهو بالتالي صاحبها الفعلي