بدأت تركيا اتخاذ خطوات ملموسة للسيطرة على قاعدة “تي فور” الجوية السورية، وهي تحرك يثير مخاوف متزايدة في إسرائيل بسبب تداعياته الأمنية المحتملة. ووفقًا لتقارير تركية نشرت اليوم (الثلاثاء)، تعمل أنقرة على تعزيز وجودها العسكري في القاعدة من خلال نشر أنظمة دفاع جوي متطورة، بما في ذلك منظومة “حصار”، وطائرات مسيرة مسلحة، بالإضافة إلى بنية تحتية دائمة لدعم وجود عسكري طويل الأمد.
تقع قاعدة “تي فور” بالقرب من مدينة تدمر، وتُعتبر واحدة من أهم الأصول العسكرية الاستراتيجية في سوريا. وبعد انهيار نظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي، بدأت تركيا محادثات مع القيادة السورية الجديدة برئاسة الجولاني، بهدف ترسيخ نفوذها في البلاد المجزأة. وتتضمن الخطط التركية إعادة تأهيل القاعدة وتطويرها لتصبح مركزًا متقدمًا لأنشطتها العسكرية في المنطقة.
ومما يزيد من التوترات، تدرس تركيا أيضًا إمكانية نشر منظومة الدفاع الجوي الروسية “إس-400” في القاعدة بشكل مؤقت، وهو قرار يتطلب موافقة موسكو، لكنه قد يواجه معارضة شديدة من الولايات المتحدة وإسرائيل. ويُنظر إلى هذه الخطوة كجزء من استراتيجية تركية أوسع تهدف إلى تعزيز نفوذها الإقليمي، رغم التداعيات المحتملة على استقرار المنطقة.
تأتي هذه التطورات في ظل تدهور العلاقات بين إسرائيل وتركيا، حيث أصبحت أنقرة، بقيادة رجب طيب أردوغان، لاعبًا رئيسيًا في التحريض ضد إسرائيل منذ بدء حرب “السيوف الحديدية” في أكتوبر/تشرين الأول 2023. وتخشى إسرائيل أن يؤدي تعزيز الوجود العسكري التركي في سوريا إلى تقييد حرية عملياتها الجوية في البلاد، مما يشكل تهديدًا مباشرًا لمصالحها الأمنية والاستراتيجية.
التحركات التركية تضع المنطقة أمام سيناريو جديد من التوترات، مع استمرار الغموض حول كيفية رد الفعل الأمريكي والدولي على هذه الخطوات غير المسبوقة.
