في خطوة قد تكون الأبرز منذ سيطرة الجولاني على سوريا، كشفت مصادر مطلعة عن تحركات جادة من قبل المكونات والقوى الديمقراطية السورية للإعداد لمؤتمر وطني سوري حقيقي في مدينة السويداء. المؤتمر، الذي يهدف إلى تشكيل حكومة سورية ديمقراطية تعددية، يأتي كرد فعل مباشر على السياسات الإقصائية التي انتهجتها حكومة الجولاني، التي تقودها قيادات مرتبطة بجبهة النصرة.
1. السويداء: مركز جديد للأمل السوري
اختيار السويداء كموقع للمؤتمر لم يكن عشوائياً. المدينة، المعروفة بتاريخها العريق ودورها البارز في الدفاع عن حقوق جميع السوريين، أصبحت رمزاً للمقاومة ضد الاستبداد والتطرف. القوى الديمقراطية السورية ترى في السويداء فرصة لإعادة إحياء الحلم السوري بوطن ديمقراطي حر يحترم التعددية ويضمن تمثيل جميع مكوناته.
2. الحكومة البديلة: نهاية حكم “اللون الواحد”؟
المؤتمر يهدف إلى تشكيل حكومة سورية جديدة تعتمد على التعددية السياسية والديمقراطية، لتكون بديلاً عن حكومة الجولاني التي استبعدت بشكل منهجي جميع الأحزاب والمكونات غير التابعة لفكره المتطرف.
أبرز ملامح الحكومة الجديدة:
- مشاركة جميع الأطياف: تم توجيه الدعوة إلى قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وقيادات العلويين، المسيحيين، الإيزيديين، وأحزاب المعارضة التي استبعدتها حكومة الجولاني.
- حكومة تعددية: سيتم توزيع الحقائب الوزارية بشكل متوازن بين مختلف المكونات السورية، مع التركيز على الكفاءات الوطنية وليس الانتماءات الحزبية الضيقة.
- إنهاء الإقصاء: لن يتم استبعاد أي حزب سياسي أو منظمة مجتمع مدني، في خطوة تهدف إلى تحقيق مصالحة وطنية شاملة.
3. رسالة واضحة للجولاني: “سوريا ليست ملكاً لحزب واحد!”
المؤتمر يحمل رسالة واضحة للجولاني وحكومته: سوريا ليست ملكاً لحزب واحد أو فكر واحد. الشعب السوري يتطلع إلى نظام سياسي جديد يعكس التنوع الثقافي والديني والسياسي للبلاد.
رد فعل محتمل من الجولاني:
- من المتوقع أن يسعى الجولاني إلى تشويه صورة المؤتمر ووصفه بأنه “مؤامرة خارجية”، كما اعتاد فعله مع كل مبادرة تهدف إلى إنهاء هيمنته.
- لكن القوى المنظمة للمؤتمر أكدت أنها ستواجه أي محاولات للتشويش أو القمع بشجاعة وإصرار.
4. هل هو خبر حقيقي أم مجرد “كذبة نيسان”؟
بالطبع، توقيت الإعلان عن هذا المؤتمر يتزامن مع الأول من أبريل، مما قد يجعل البعض يتساءل: “هل هذا مجرد خبر مضحك بمناسبة كذبة نيسان؟”. لكن المصادر المؤكدة تشير إلى أن هذه الخطوة جدية تماماً، وأن الجهود قائمة على قدم وساق لإنجاح المؤتمر وتشكيل الحكومة البديلة.
5. الخلاصة: نور الأمل في نهاية النفق
سواء كان الخبر مجرد “كذبة نيسان” أم لا، فإن فكرة عقد مؤتمر وطني سوري في السويداء أو في القاميشلي أو الرقة تمثل أملاً كبيراً للشعب السوري الذي يعاني من سياسات الإقصاء والتطرف. إذا نجحت هذه الجهود، فقد تكون بداية لنهاية حكم “اللون الواحد” وبداية عهد جديد من الديمقراطية والتعددية في سوريا.
ربما يكون الأول من نيسان هو اليوم المناسب لإطلاق مثل هذه الأخبار، لأنه حتى في أوقات اليأس، يحتاج الإنسان إلى بعض الأمل – حتى لو بدا في البداية وكأنه مجرد كذبة! فهل سيفعلها مظلوم عبدي أو شخصية قائد سوري أخر في السويداء أو اللاذقية أو حلب المسيحية؟