وزير الدفاع الاسرائيلي يهدد الجولاني : “ثمن باهظ” حال تهديد أمن إسرائيل

حذر وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس ، اليوم الرئيس السوري، أحمد الشرع ، من مواجهة “نتائج مرعبة” إذا ما سمحت سوريا بدخول قوى معادية إلى أراضيها أو شكلت تهديداً للمصالح الأمنية لإسرائيل. جاء ذلك في سياق تصريحات حادة أكد فيها كاتس أن تل أبيب لن تتردد في اتخاذ إجراءات صارمة للحفاظ على أمنها القومي.

رسالة عبر الغارات الجوية

شدد كاتس على أن الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مواقع عسكرية ومرافق البنية التحتية في دمشق وحماة وحمص مساء يوم أمس، كانت رسالة واضحة بشأن مستقبل التعامل مع أي تهديد محتمل. وقال: “لن نسمح بالإضرار بأمن دولة إسرائيل” ، مؤكداً أن أي تحركات سورية قد تؤدي إلى تعزيز نفوذ قوى معادية ستواجه بردود فعل قوية.

ولم يحدد كاتس هوية هذه “القوى المعادية”، لكن وسائل الإعلام الإسرائيلية أشارت خلال الأسابيع الأخيرة إلى قلق تل أبيب المتزايد من الاتفاق بين أنقرة ودمشق، والذي قد يمنح تركيا قواعد عسكرية داخل سوريا ويحد من حرية إسرائيل في تنفيذ عملياتها الجوية في المجال الجوي السوري.

الغارات الإسرائيلية الأخيرة

نفذت إسرائيل مساء يوم أمس غارات جوية استهدفت عددًا من القواعد العسكرية والبنية التحتية في مدن دمشق وحماة وحمص، مما أسفر عن استشهاد تسعة مدنيين على الأقل. كما أفاد مسؤولون في مدينة درعا بأن رتلاً عسكرياً إسرائيلياً دخل بالقرب من مدينة نيفا في غرب درعا، حيث استهدف بالمدفعية محيط المدينة في الريف الغربي.

وأكد ناشطون حدوث مواجهات عنيفة بين الأهالي والقوات الإسرائيلية المتقدمة في المنطقة، مما أدى إلى خسائر في صفوف القوات الإسرائيلية واضطرها إلى الانسحاب.

تصعيد إسرائيلي منذ سقوط نظام الأسد

منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الماضي، شنت إسرائيل مئات الغارات على نقاط عسكرية تابعة للجيش السوري، تجاوزت 700 غارة، وفقاً لمصادر محلية. وتسعى إسرائيل من خلال هذه العمليات إلى الحفاظ على نفوذها في المنطقة ومنع أي تمركز عسكري قد يشكل تهديداً لأمنها.

وفي خطوة استراتيجية، تمكنت القوات السورية من السيطرة على المنطقة العازلة في هضاب الجولان بعد انهيار نظام الأسد، ووسعت نطاق سيطرتها على الأراضي السورية المحررة. ومع ذلك، تبقى هذه المنطقة مصدر قلق كبير لإسرائيل، التي تعتبرها منطقة حيوية لأمنها.

مطالب إسرائيلية بالانسحاب من الجنوب السوري

في فبراير/شباط الماضي، طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بانسحاب كامل للقوات السورية من جنوب سوريا، مشدداً على رفض تل أبيب وجود أي قوات أمنية تابعة للإدارة السورية الجديدة بالقرب من حدودها. وتأتي هذه المطالب في ظل التوترات المستمرة بين الجانبين، خاصة مع تصاعد النفوذ التركي في المنطقة.

مستقبل العلاقات التركية-السورية وإسرائيل

مع توقيع اتفاق بين دمشق وأنقرة يتيح لتركيا إنشاء قواعد عسكرية داخل سوريا، تخشى إسرائيل أن يؤدي هذا التعاون إلى تقليص نشاطها العسكري في البلاد، مما يعزز الضغوط عليها لإعادة النظر في استراتيجيتها تجاه سوريا.

يبقى السؤال: هل ستتمكن سوريا من تحقيق توازن بين القوى الإقليمية المتنافسة؟ وهل ستؤدي التحركات الإسرائيلية إلى تصعيد جديد في المنطقة؟