كشفت صحيفة “ذي واشنطن بوست” أن الملياردير الأميركي إيلون ماسك ، مؤسس شركة تسلا وسبيس إكس، وجّه نداءات شخصية إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب لحثه على إلغاء الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها على شركاء تجاريين رئيسيين، بما في ذلك الصين. جاء موقف ماسك متبايناً مع التوجه السائد داخل الدائرة الضيقة للرئيس ترامب، حيث انتقد ماسك بشدة السياسات الحمائية، محذراً من تأثيرها السلبي على المستهلكين والشركات.
وأشارت الصحيفة إلى أن موقف ماسك أثار توتراً داخل فريق ترامب، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها شركته “تسلا”، بما في ذلك انخفاض الطلب وتراجع سعر سهمها. ومع ذلك، يُعتبر ماسك أحد المستشارين غير الرسميين الذين يعملون مع الإدارة الأميركية لتحسين الكفاءة المالية وتقليل الإهدار في الإنفاق العام.
على الجانب الآخر، أكد الرئيس ترامب تصميمه على المضي قدماً في سياسة فرض الرسوم الجمركية، وحذر من إمكانية زيادتها على الصين كجزء من استراتيجيته لحماية الصناعات الأميركية.
ماسك يدعو إلى منطقة تجارة حرة بين أميركا وأوروبا
في تصريح أدلى به خلال مشاركته عبر رابط فيديو في مؤتمر لحزب الرابطة اليميني الحاكم في إيطاليا، أعرب ماسك عن أمله في تحقيق “تجارة حرة كاملة” بين الولايات المتحدة وأوروبا. وقال: “في نهاية المطاف، آمل أن يتم الاتفاق على ضرورة أن تتحرك أوروبا وأميركا نحو رسوم جمركية صفرية، ما يؤدي فعلياً إلى إنشاء منطقة تجارة حرة بين أوروبا وأميركا الشمالية”.
وأضاف ماسك أن هذه الخطوة ستكون مثالية لتعزيز التعاون الاقتصادي والاستفادة المتبادلة بين الجانبين، معتبراً أن الرسوم الجمركية الحالية تمثل عبئاً على النمو الاقتصادي العالمي.
توترات داخل إدارة ترامب
موقف ماسك يعكس انقساماً واضحاً داخل الإدارة الأميركية، حيث يرى بعض أعضاء الفريق أن الرسوم الجمركية ضرورية لحماية الصناعات المحلية وخلق فرص عمل، بينما يعتقد ماسك وغيره أنها قد تؤدي إلى زيادة التكاليف وتقويض تنافسية الشركات الأميركية على الساحة العالمية.
مع استمرار النقاش حول السياسات التجارية، يبدو أن ماسك يسعى لإقناع ترامب بإعادة النظر في هذه القرارات، رغم تحذيراته المتكررة من تداعياتها الاقتصادية والسياسية.