المؤتمر الإيزيدي في ألمانيا: بين التناقضات والتساؤلات- الشيخ صبحي نابو. 

تفاعل المجتمع الإيزيدي خلال الأيام الماضية مع المؤتمر المزمع عقده في ألمانيا، حيث تباينت المواقف بين التأييد والرفض. أظهرت البيانات المتلاحقة الصادرة من جهات مختلفة وجود تناقضات واضحة بين التصريحات والبيانات الرسمية، مما أثار تساؤلات حول الأهداف الحقيقية لهذا المؤتمر ومدى شفافيته. في هذا المقال، نسلط الضوء على أبرز الاختلافات والتناقضات بين البيانين اللذين نُشرا ومؤخراً على صفحة موقع “بحزاني نت.
الاختلافات الجوهرية بين البيانين
1. الهدف والمجال
البيان الأول يركز على إصلاح المجتمع الإيزيدي بشكل شامل، بما يشمل الجوانب الثقافية والدينية، ويطرح فكرة تشكيل مرجعية دينية دنيوية موحدة .
البيان الثاني ينفي أي نية للتدخل في “الدين والعقيدة”، مشدداًعلى أن المشروع الإصلاحي يقتصر على الإصلاح الاجتماعي فقط، مع رفض أي مزاعم تتعلق بتغيير المعتقدات الدينية.
2. الخطاب تجاه الجمهور والمجتمع
البيان الأول يستخدم لغة رسمية تدعو الإيزيديين في المهجر والأوطان للمشاركة في المشروع.
البيان الثاني يتبنى نبرة دفاعية، ويرد على الانتقادات التي واجهها المؤتمر، مؤكداً استقلاليته عن أي جهة سياسية.
3. نطاق العمل
البيان الأول
يدعو إلى تعزيز الخطاب الثقافي والديني، وتنظيم الهيئات الدينية.
اما البيان الثاني
يؤكد أن النقاشات تدور حول قضايا مجتمعية فقط، دون المساس بالهوية الإيزيدية. اقتباس (ما يجمعنا هو ذات الإحساس العميق بالمسؤولية تجاه هويتنا التي نعتز بها، بل إن التزامنا بها أشد وأعمق).
إنتهى الاقتباس.
السؤال المطروح لكم ونرجو منكم توضيحاً للرأي العام الإيزيدي:
-ما هي الهوية الإيزيدية حسب رأيكم؟  – هل هي كوردية إيزيدية؟
4. النهج العام والتوجه
البيان الأول يتحدث عن “تحصين الثقافة والهوية الدينية”.
البيان الثاني ينفي أي نية لإعادة صياغة الهوية الدينية، ويصف هذا الادعاء بأنه “تهويل وأكاذيب”. (لاحظ كلمة أكاذيب)
5. الدعوات للمشاركة
البيان الأول يفتح المجال لجميع الإيزيديين للانضمام إلى المشروع.
البيان الثاني يؤكد على شمولية المؤتمر، داعيًا جميع الأطياف الفكرية والسياسية للمشاركة.
6. الموقف من المعارضة
البيان الأول يتجنب التعليق المباشر على المعارضة.
البيان الثاني يواجه الانتقادات مباشرةً، مدافعاً عن المؤتمر ضد ما وصفه بـ”الشائعات”.
7. التوقيت والسياق
البيان الأول يركز على مشروع إصلاحي بعيد المدى.
البيان الثاني يبدو كأنه رد مباشر على الانتقادات الموجهة للمؤتمر.
أخيراً. تحديات الحوار: هل يحقق المؤتمر أهدافه أم يعمّق الانقسام؟
برزت في الآونة الأخيرة تساؤلات عديدة حول بعض التصريحات المثيرة للجدل الصادرة عن شخصيات بارزة ضمن إدارة المؤتمر، خصوصاً تلك المتعلقة بتفسيرات دينية وتاريخية أثارت انقساماً داخل المجتمع الإيزيدي. وهذا يطرح تساؤلاً جوهرياً:
هل يمكن لمؤتمر يهدف إلى الإصلاح أن يحقق أهدافه وسط هذه التناقضات؟
وهل الأساليب المتبعة في الحوار تُسهم في تعزيز التفاهم أم أنها تزيد من حدة الانقسام؟
يبقى مستقبل هذا المؤتمر معلقاً على طريقة إدارته ونهج القائمين عليه في التعامل مع النقد والاختلاف الفكري. ومع ذلك، هناك ملاحظات حول أن أغلب الداعمين والمنظمين يتّبعون أساليب لا تليق بمستوى المهنية المطلوبة، حيث يتم توجيه اتهامات غير مبررة لكل من يعارض المؤتمر. وتجاوز الأمر إلى تعين شبيحة يقومون باستخدام أساليب الشتائم والتشهير التي تفتقر إلى الأخلاق والمسؤولية.
حتى لو لم يكن القائمون على المؤتمر يحرضون هؤلاء الشبيحة بشكل مباشر، إلا أن سكوتهم ورضاهم عن تلك الممارسات يشير إلى قبول ضمني وربما تشجيع غير مباشر. وهذا يثير تحدياً حقيقياً أمام قدرة المؤتمر على تحقيق أهدافه الإصلاحية.
في الختام،
لضمان نجاح أي مؤتمر، يجب أن تبدأ عملية الإصلاح بالشفافية والنقاش العقلاني واحترام جميع الأصوات.  لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل ستنجح جهود هؤلاء الأشخاص في التغلب على هذه التحديات بهذه التصرفات وبهذه العقلية؟
الوقت كفيل بالإجابة.
الشيخ: صبحي نابو ،رئيس الهيئة الدينة في مزكز شؤون الإيزيديين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *