الكل لتغييرٍ مُرتَقَبٍ عن بُعْدٍ أو مفاجئ غير مُنتًظًرٍ عن قرب سائر ، حتى الأكثر تفاؤلا تجده أمام مثل التقلبات السريعة و التحولات الأسرع حائر ، ومَن نأى عن تلك الأحداث سَنَّ لنفسه البقاء في عالم عن المألوف مغادر ، ليرتاح من يوم نهاره صواريخ تدك كل هدف لهؤلاء ظاهر ، وليله طائرات تسحق مَن في الإنفاق أي ثائر ، وعداد الإنفاق يتخطى سرعة تذويب المدخرات لدى المكتفين فقط بوجبة إفطار ، أو لا يحس به من رصيده عند أمريكا والغرب مفتوح على خزائن مهما صرفت على الموضوع دولاراتها لا تتأثر ، صراحة من الصعب مقارنة إمكانات “يمن الحوثيين” بما تملكه إسرائيل من نسبِ فائدةٍ عالية تعود إليها من مختلف عملات العالم بما فيها الريال السعودي المعتبر ، للزيادة في الإيضاح إذ كل أموال الدنيا بين يدي اليهود وتلك حقيقة لا تقبل الشك أو إعادة النظر ، وبما أن الجميع محٍبٌّ للمال فقسط من هذا الحب مخَصَّص لهم بطريقة مُعلَّلَة بغير المباشرة أو مغطاة بأي ستار ، لكنها مهما دارت المعنى تستقر على نفس الاستدراك كمعيار ، لذا لعبة الحرب اليهود المستفيدون الأوائل منها والمستغلون الأزيد والأكثر ، مادامت قائمة على ادخار الكثير من المال لصرفه على مفرقعات يتم ابتياعها بمئات الملايين من الدولارات أو ما لونه أصفر ، ومثل الصناعة أو التجارة من المستحيل عدم وجود اليهود داخل قلبها أو وكلاء عليها أو مستثمرين فيها أو المروجين لتصريفها بواسع ما لهم في الميدان من اقتدار، وإسرائيل العبرية من الدول المتقدمة في صناعة الأسلحة بما فيها المعِدة لافتك دمار ، من زبنائها المرموقين دول عربية بما فيها المملكة المغربية ، المرتبطة باتفاقية “تطبيع” الغريبة الأطوار ، نجمها الساطع السيد “العثماني” رئيس الحكومة السابق المضيء على الأخطاء الكبرى في سجل حزب العدالة والتنمية بمثل الانجاز المُتخذ ضد إرادة الشعب المغربي قاطبة الشائع كأغرب الأخبار .
… الولايات المتحدة الأمريكية قبلت التفاوض المباشر مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية ابتداء من يوم السبت المقبل ، وهذا يدل أن الحوثيين بعد هذا التاريخ سيُحاصرون بكيفية لن يجدوا معها كثيراً من الاختيارات ، أقصاها الاستمرار فيما كانوا عليه بغيرمساعدة إيران ، أو التراجع لإصلاح الموقف الذي ساهموا في خلقه للتأثير على الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها وفي المقدمة إسرائيل ، بما جعلوها حرباً مفتوحةً على هؤلاء جميعهم ، محرَّمين عليهم الإبحار في المسالك البحرية التي تعَد جد هامة بالنسبة للسفن التجارية العالمية ، محققين بعض الانتصارات ، مسجلين ما أصبحت إسرائيل تعاني منه حتى داخل عاصمتها تل أبيب ،للتخفيف عن معاناة سكان غزة الذين قدموا من التضحيات ما خلَّدوا به مواقفهم البطولية غير المسبوقة في النضال والجهاد ، لكن لا حيلة مع افتقاد الإمكانات أكانت أسلحة للدفاع عن النفس ، أو ما يُسدُّ به الرَّمق من غذاء ، أو ما ينقذ الجرحى من ألألام المميتة كالدواء ، وأشياء لا حصر لها جعلت الحياة داخل قطاع عزة مستحيلة ، قاسية مع متطلباتها ولو في أدنى الأدنى .
إيران في جلوسها وجها لوجه الند للند مع الولايات المتحدة دون وساطات من أحد ، تكون قد حقَّقت إحدى رغباتها ، ولم يأت الفاعل من فراغ بل هو تنازل كبير ضحت به مقدمة مصلحتها على مصالح من كان السبب في إبعادها عن أي حوار على هذا الشكل و المستوى ، قد يكون التنازل في حجم التخلي عن توفير حاجيات يمن الحوثيين بما يلزم من المُضي قدما بمجهودهم غير العادي الموجه أساسا للضغط على إسرائيل ومسح فكرة الهجوم على إيران من مخططها المهيأ بمعية الولايات المتحدة الأمريكية ، وإن اعتمدت هذا التنازل فلم يكن الا تقدما في تصفية ارتباطها بما أطلقت عليه محور المقاومة الذي صرفت عليه من الأموال وحصاد المئات من أرواح أبنائها المهمين ، لتنصرف للدخول في مرحلة ثانية تُعوِّض تعوِّض خلالها تلك الخسائر الفادحة وأزيد منها
عداء العر ب لها من المحيط إضافة للحصار المشدد المضروب عليها بما فيه العقوبة المطبقة على مجالاتها التجارية والاقتصادية مما جعلها مرات تقبل على بيع نفطها عن طريق السوق
السوداء ، إذن مقارنة بما ستربح أوجدت إيران المناسبة الأكثر ملاءمة لحل مشاكلها مع الولايات المتحدة العقبة الأكثر خطورة على استئناف صوب المستقبل إن ظلَّت على حالها كما كانت من مدة ليست بالقصيرة ، وحتى الولايات المتحدة الأمريكبة لم تتجه لمثل الخطوة الا تنفيذا لرغبة رئيسها ترامب عدم حوض أية حرب مع أي كان في نفس المنطقة متفرغا لعملية اغناء مداخل أمريكا المالية لينعم شعبها بأكثر الرفاهية التي قد تسجل أبعادها الايجابية على الأمريكيين كأفضل نسبة عيش في العالم . وهنا يقف اهتمام الحوثيين الذين سيجدون قلة الواردات من أمامهم ، و المملكة السعودية من ورائهم ، و ما هو حاصل داخليا بين جوانبهم ، وتلك وضعية ليست بالسهل تجاوزها الا بحلول معجزة في عصرٍ لم تعد فيه المعجزات ممكنة لأسباب عدة ، إذن الترقب يطاول وسائل التنصُّت والمراقبة المرئية من لذن المختصين الاستخباراتيين الأكثر كفاءة عبر العالم لاستقراء ما يمكن حدوثه خيرا أو عكسه بعد هذا السبت المشهود في حياة إيران المقبلة بعده على تغيير ومنه امتلاكها القنبلة النووية .
مصطفى منيغ
الجمعة 11 أبريل سنة 2025