أنا هنا ، أيّها الطغاه .. هاتف بشبوش

بمناسبة العيد الواحد والتسعين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي

حين غافلني الجلادُ بصفعةٍ
دارَ بي الكرسيُّ دورتين ِ
دورتينْ..
حينها كنتُ ..
في زمن المساطبِ المدرسيةِ
يافعاً ناعماً
يدي تكسرُ ساقي ..
وخاصري..
نحيفً يخافُ الخيزران
وليس لديّ من الحَولِ
كي أردّ الهوانَ
ولا الصاعَ صاعين
ومامن رأفةٍ ..
على خاطري ، ونوازعي ، ورغائبي
ولا مراهقتي
تلك الحبيسةُ ُفي معطفي
ولأني أردتُ عبورَ الحياة ِ
كما نجمٍ يتهاوى
حتى يسقطَ في المحيط ْ
فأنا هنا ، ايها الطغاه
أنا هنا ، أيها الطغاه
ولأني هزَمتُ يميني بيساري
وأطلقتُ زعامة الحب ّ
لعينيها الجزيرتينْ
لجبينها الربيعُ ، في غرب النسيمْ
فأنا هنا ، ايها الطغاه
أنا هنا ، أيها الطغاه
ولآني أيقنتُ إنتمائي
الى الموتِ السريعِ
الماثلِ ، في خوذة الجندي حسن **
وما أدراك بهذا السماوي !!!
ولآني أنتمي ..
الى الموتِ البطيء وسلامِ عادل
الى كل من كان عريقا بالسجون ِ
وبالقلق ِالمهيب على الأوطان ِ
وبالهوى العراقي ..
لحبل فساتينها فوق السطوحْ
ولآني أدركتُ ، لكلّ خلاصٍ معاناه
فأنا هنا ، أيها الطغاه
أنا هنا ، ايها الطغاه
هاتف بشبوش / شاعر وناقد عراقي

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *